تعتبر قضية لينا واحدة من أكثر حالات الاختفاء غموضًا في فرنسا خلال السنوات الماضية، وهي فتاة اختفت فجأة قبل ما يقرب من عام عقب خروجها من منزلها، ورغم الجهود الضخمة التي تبذلها السلطات الأمنية للعثور عليها ، إلا أنها حتى الآن مازالت في عداد المفقودين. تشابكت قضية المراهقة لينا صاحبة ال 15 عاما بسبب الغموض الذي أحاط بها، وهو ما جعلها من أشهر القضايا الجنائية التي يتابعها الفرنسيون لمعرفة تفاصيلها، والأهم من ذلك هو التفات الجميع تحت فكرة العثور عليها أولا ثم المضي قدمًا في محاسبة المتسببين في ذلك. زعيمة أخطر عصابة مخدرات فى بريطانيا.. عمرها 18 عامًا كيف اختفت لينا فجأة يوم 23 سبتمبر، غادرت لينا منزلها في بلين، عند سفح جبال فوج، للذهاب إلى محطة سان بليز لاروش، على بعد حوالي 3 كيلومترات، وكان عليها أن تستقل القطار لمقابلة صديقها في ستراسبورج، لكنها اختفت خلال سيرها على طول الطريق الإقليمى الذي يربط منطقة بلين بسان بليز لاروش متجهة إلى محطة القطار لمقابلة صديقها. ظلت الشرطة تبحث عنها دون وجود دليل محدد او أثر يدل على مكانها، كما تقول وسائل الإعلام الفرنسية لعدة أشهر، حاول المحققون فتح كل الخيوط الممكنة وجعل الأولوية هي العثور على لينا من خلال استمرار البحث في الغابات بصورة مكثفة خاصة بالمنطقة المحيطة بمكان الاختفاء، وهو الأمر الذي أسفر عن بارقة أمل في حل القضية. الملف الجيني للمراهقة لينا فى الولاياتالمتحدة .. الجرائم العائلية تبدأ بالعنف المنزلى وتنتهى بحوادث صادمة أعلن المدعي العام في ستراسبورج ، يولاند رينزي، أنه اكتشف الملف الجيني للمراهقة لينا في سيارة مسروقة لم تكن بعيدة عن مكان اختفائها، وأشار المدعي العام إلى أنه بعد تحقيقات طويلة ودقيقة تم لفت انتباه المحققين إلى مركبة لم يتم ذكرها سابقًا، وأن تحليل الموقع الجغرافي لهذه السيارة تمكن من إثبات أنها لم تكن بعيدة عن نقطة اختفاء الشابة لينا، وبفحصها تم إثبات وجود عينات من الحمض النووي للفتاة المراهقة، واستمرت التحقيقات حتى تحديد الظروف التي صعدت فيها إلى هذه السيارة. بعد الفحص تبين؛ أن المشتبه به الرئيسي في اختفاء لينا، هو صامويل جي، أب يبلغ من العمر 43 عاما ويعاني من الاكتئاب ويتعاطى المخدرات، تم فحص في بداية العام السيارة من قبل ضباط الجمارك، حكم عليه يوم 22 يناير بالسجن 15 شهرا مع وقف التنفيذ لرفض السيطرة، وتعريض الآخرين للخطر، وقيادة السيارة تحت تأثير المخدرات، وتلقي البضائع المسروقة والسرقة. أغرب صفقة فى المحاكم الأمريكية .. السجين الارهابى يمنح عقله للأبحاث العلمية بعد مشتبه به وآثار الحمض النووي تم القبض على المتهم، وإيداعه السجن ومواجهته بآثار الحمض النووي في سيارته للينا، ووضعه الادعاء العام تحت المراقبة لحين صدور موعد للمحاكمة، ولكن المثير في الأمر هو أن المدعي العام أعلن بنفسه في يوليو الماضي بأمر مفاجئ هز أركان القضية، وهو العثور على المشتبه به ميتا في غرفته. خلص التحقيق الذي فتحه مكتب المدعي العام في بيزانسون «للبحث عن أسباب الوفاة» إلى أنه كان انتحارًا شنقا؛ حيث غادر صموئيل جون، دون أن يوضح تصرفاته، ووفقا للإعلام الفرنسي لا يمكن للمحققين إلا أن يعتقدوا أن هذا الرجل اختطف الفتاة الصغيرة وقتلها قبل أن يقتل نفسه. ولكن مع وفاة المشتبه به الوحيد ترك خلفه عدد من الأسئلة دون إجابة: هل اختطف لينا؟ و لماذا؟ هل قتلها؟ وإذا كان الأمر كذلك فماذا فعل بجسدها؟، والسؤال الأهم هل هو من قتلها فعلا؟، وللإجابة على ذلك سلط الإعلام الضوء على حياته الشخصية لمعرفة ما اذا كان هو القاتل من عدمه؟. أتهام اليسار المتطرف بتخريب القطارات وقطع التيار الكهربائى فى باريس أثناء الأولمبياد انتحار المشتبه به وأزمة جديدة هل هناك علاقة بين انتحار شاب أربعيني واختفاء الفتاة لينا؟.. كان هذا سؤال هام يحاول الباحثون في قسم الأبحاث في ستراسبورج الإجابة عليه، ومن خلال النظر في حياة صامويل، اكتشفوا أن ملفه التعريفي مثير للاهتمام منذ النظرة الأولى، يبدو أنه مندمجًا اجتماعيًا بصورة جيدة. عمل المشتبه به بائعًا لمدة 10 سنوات تقريبًا في شركة متخصصة في مركبات البضائع الثقيلة، ولكن بعد انفصاله عن والدة أبنائه أصيب باضطرابات اكتئابية وقضى بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية، و لم يعد يعمل، وخلال هذه الفترة بدأت حياته المنحرفة في الظهور. يعرف صامويل جي المشتبه به لدى الشرطة بشكل خاص وفي دوائر العدالة؛ بأنه كان دائم رفض الامتثال لأوامر الشرطة والقيادة تحت تأثير المخدرات، لكنه لم يكن معروفا بالإعتداء الجنسي، وكان من المقرر أن يمثل أمام محكمة بيزانسون في 22 يوليو في قضيتي سرقة عنيفة. في ولاية ميسوري الأمريكية .. حكم إعدام بدون أدلة وكانت تلك القضيتين هما من جلبته إلى السجن في يناير الماضي؛ حيث يشتبه في أنه سرق في 25 أغسطس 2023 حقيبة يد امرأة مسنة لسرقة دفتر شيكاتها ونقودها وهاتفها الخلوي، وفى اليوم نفسه سرق متجرًا صغيرًا مسلحًا بسكين، لكنه عثر عليه ميتا قبل استكمال التحقيقات. والدة لينا: القضية لم تصل إلى طريق مسدود بعد عنف وفوضى .. بريطانيا تشتعل ضد المسلمين والمهاجرين بسبب مقتل 3 فتيات الثقة في العدالة أريد أن أعرف أين هي لينا؟.. هذا السؤال دائما ما تكرره فاني غرول والدة الفتاة صاحبة ال 15 عاما، خلال ما يقرب من عام، وأشارت إلى أنها تحتاج إلى أن تفهم وهي تعيش في صدمة منذ العثور على المشتبه به ميتا دون التوصل إلى جسد ابنتها، مطالبة الشرطة بإستمرار البحث وأن القضية لم تصل إلى طريق مسدود بعد. وتعهدت والدة لينا بعدم الاستسلام، ودائما ما تقوم بعمل مؤتمرات صحفية لجذب الاهتمام بقضية ابنتها وعدم نسيانها، وأطلقت دعوة للحصول على شهادات لدفع التحقيق وأعطت سيناريوهات لما يمكن أن يكون حدث لابنتها منها أنها يمكن أن تكون قد تعرضت للاغتصاب من قبل المشتبه به ودفنها فى الغابات. والد لينا: لدي أمل في العثور عليها حية طوال كل تلك المدة محقق «الدارك ويب» يكشف مخطط لخطف واغتصاب وقتل مذيعة بريطانية شهيرة الشرطة جيدة جدا ومحترفة جدا أما والد لينا أوليفييه ديلسارتي، والذي يعمل سائق شاحنة، فقد تعرض لهجوم لشديد من قبل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لعدم رؤيته ابنته منذ عام 2022، بل وظل في الظل منذ اختفاء لينا، إلا أنه أجرى في النهاية عدة أحاديث صحفية وأكد أنه كان دائم التخطيط لرؤية ابنته والذهاب في نزهة. اقرأ أيضا : مافيا المخدرات تسيطر على شوارع فرنسا وأكد أوليفييه ديلسارتي إنه يحافظ على ثقته في العدالة، لافتا إلى أنه استدعي مرتين من قبل المحققين، وكان متخوفا في كل مرة من سماع خبر مؤلم، وكان لديه أمل في العثور عليها حية طوال كل تلك المدة، إلا أنه لم يكن يعرف حقًا ما يريدون معرفته أو ما يريدون إخباره به، لقد كانت الشرطة جيدة جدا ومحترفة جدا يقول والدها أنه يحافظ على الإيمان بشأن اختفاء طفلته الوحيدة ويحافظ على الأمل في العثور على جثمانها، ولكنه أكد في نفس الوقت أن ذلك الأمل يتلاشى يوما بعد يوم، مشيرًا إلى أنه كان دائما يحاول أن يغرس فيها قيمه ومبادئه، وحاول أن تسير الأمور معها بشكل جيد في كل مرة يتقابلان فيها يوم الجمعة. وعدم معرفة الحقيقة خاصة بعد مرور ما يقرب من عام هي من تعطيهما الأمل حول كونها يمكن أن تكون محتجزة في مكان ما ومازالت على قيد الحياة، ورغم أنه أمر محبط ولكن من ناحية أخرى من وجهة نظره فإنه يترك الباب مفتوحا بعض الأمل يعيش عليه هو ووالدتها. بالنسبة للمحققين، لم يعد أمامهم بعد عام من اختفاء لينا سوى الاعتماد على تحليل بيانات تحديد الموقع الجغرافي لسيارة المشتبه به التي كان يقودها عندما تم القبض عليه والتي شاهدها الشهود يوم اختفاء لينا، حيث مازالت عمليات البحث تتواصل فى منطقة فوج كان آخرها السبت الماضي، بواسطة 80 من رجال الدرك بتمشيط غابة بلدية أنولد مرة أخرى على بعد حوالي أربعين كيلومترا جنوب المكان الذي اختفت فيه المراهقة. وتعتبر الطريقة الوحيدة كما تقول الشرطة الفرنسية لمحاولة العثور على أي أجزاء من جسد لينا هو التركيز على المناطق التي مرت بها السيارة، مشيرين إلى أنه بعد 11 شهرا من اختفاء الجثة، فإذا تم إيداعها في أي زاوية من منطقة فوج فربما تكون العظام قد تناثرت منذ ذلك الحين بواسطة الحيوانات، وهو الأمل الذى يتمسكون به.