الحقيقة المؤكدة التى يجب أن ندركها جميعا كأفراد وكمجتمع، إذا ما أردنا التغيير إلى الأفضل والتقدم إلى الحداثة والتطور، هى تلك التى أدركتها وآمنت بها كل المجتمعات والشعوب المتقدمة والمتطورة، واتخذتها دستوراً يلتزم به الجميع وطريقا يسير عليه الكل. ذلك الدستور المتضمن لتلك الحقيقة ينص، على أنه لا شىء يتغير فى الدنيا للأفضل أو يتقدم ويتطور، دون رغبة حقيقية وصادقة وحركة إيجابية قادرة على إحداث التغيير المطلوب والمستهدف. والرغبة وحدها لا تكفى بل لا بد أن تكون مقترنة بإرادة صلبة، كما أن الحركة على مطلقها وفى عمومها لا تصنع التقدم ولا تحدث التطور بالضرورة، بل لابد أن تكون حركة واعية ورشيدة. بمعنى أن تكون ناقلة للأمام، وآخذة بسبل التطور وأسباب الحداثة ومتوجهة للغد الأفضل. وعلينا أن نؤمن أن ذلك هو قانون الطبيعة وديدن الحياة، وناموس الخليقة الذى ينطبق على كل المخلوقات، وعلى رأسها الانسان، سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو شعباً. وفى هذا الإطار فإن الدول التى تريد أن تتقدم وتسعى لتغيير واقعها، والخروج من أزماتها الخانقة على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى، عليها الالتزام بهذه الحقيقة وأن تأخذ بهذا الدستور وتطبقه بكل حذافيره وبنوده، حتى تحقق أهدافها وتصل إلى غايتها. وأول هذه البنود وفى الصدارة منها، ان تملك الإرادة الصلبة والصادقة للتغيير إلى الأفضل، والإصرار على التحرك بقوة للأمام والسير بثبات نحو التقدم، وأن تأخذ بكل الاسباب والعوامل المؤدية للتطور والحداثة. وعليها أن تدرك بكل الوعى، أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك، هى العلم والعمل والمزيد من العمل الجاد والأمين، والاهتمام الصادق والجاد لتحصيل العلم وامتلاك مفاتيح المعرفة. ذلك هو ما يجب أن ندركه ونؤمن به ونعمل من أجله، حتى نصل إلى ما نريد وما نسعى إليه كى نصبح بالفعل دولة قوية حديثة ومتطورة.