أخطر ما تواجهه إسرائيل «بسبب سياسات نتنياهو وحكومته» هو الانقسام الداخلى الذى يزداد خطورة يومًا بعد يوم. لم يعد الصراع صراع حكومة ومعارضة، أو يمين ويسار، أو حتى بين الحكومة والمؤسسات الرئيسية كما هو الحال مع القضاء ومع جهاز «الشاباك».. الانقسام الآن أصبح يهدد وحدة الجيش الذى كان «منذ قيام الكيان الصهيونى» هو عنوان وحدة الإسرائيليين حتى كان يقال إن إسرائيل هى جيش له دولة!! بعد أن أقصى وزير الدفاع السابق «جالانت» ودفع قيادات الجيش وفى ومقدمتهم رئيس الأركان «هاليفى» للاستقالة.. ظن نتنياهو أنه أصبح مطلق اليد فى السيطرة على المؤسسة العسكرية وفى جرها إلى حروبه التى لا يريدها أن تنتهى حتى لا تنتهى حياته السياسية. لكنه وجد نفسه الآن فى مواجهة الأخطر وهو الانقسام داخل صفوف الجيش مع اندلاع معركة شرسة بدأت مع «عريضة» وقعها مئات من ضباط وجنود الاحتياط بسلاح الطيران ترفض استمرار الحرب فى غزة التى لا تحقق «فى تقديرهم » أى مصلحة للدولة بل تشن لأسباب حزبية وشخصية لنتنياهو!! ورغم التحرك السريع لنتنياهو لمواجهة الموقف، واتهامه للضباط والجنود أصحاب «العريضة» بأنهم مدفوعرن من منظمات ممولة من الخارج بهدف الإطاحة بالحكومة»!!» واتخاذ إجراءات بإبعادهم عن الخدمة العسكرية.. رغم ذلك توالى انضمام عسكريين آخرين للتوقيع على «العريضة» من ضباط وجنود البحرية ومن جنود الاحتياط فى وحدة الاستخبارات العسكرية.. ثم بدأ الانتشار خارج الجيش بانضمام عدة آلاف من أساتذة الجامعات والأكاديميين إلى العسكريين فى طلب وقف الحرب، مع تقديرات تقول إن ما يقرب من نصف ضباط وجنود الاحتياط لا يريدون المشاركة فى حرب يشككون فى أهدافها ولا يثقون فى قيادتها «!!» ويأتى ذلك مع ارتفاع مطرد فى نسبة الممتنعين عن الخدمة فى صفوف الاحتياط وتقديرات تصل بهم إلى 40٪ ومع تحذيرات من تعريض أرواح الرهائن للخطر بسبب حرب الإبادة التى يراها معظم الإسرائيليين حربًا بلا هدف بسبب سياسات نتنياهو التى تقودهم إلى الكارثة!! الانقسام ليس جديدًا فى الكيان الصهيونى، لكن الانقسام « مهما كان حجمه» داخل الجيش هو ما يفزع نتنياهو الآن.. اتهام الموقعين على العريضة ومنهم رئيس أركان سابق وقيادات عسكرية لها سمعتها بأنهم ينفذون أجندة خارجية لا يجدى بل يزيد الأزمة. سيناور نتنياهو حتى النهاية، لكنه لن يستطع أن يرغم الجميع على أن يقاتلوا فى حروب لا تنتهى من أجل أن يبقى فى الحكم ليقودهم إلى الكارثة!!