محمد إسماعيل يعتبر النجم عمر الشريف أحد أساطير السينما المصرية والعربية، وتاريخه الفني حافل بالعديد من الإنجازات في السينما المصرية والعالمية، وكان الشريف يتمتع بمقومات البطل، لذا جاءت بدايته أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" التي كانت نجمة كبيرة وقتها، وسرعان ما انطلق إلى العالمية بسرعة الصاروخ بفيلمه "لورانس العرب"، إلا أنه قدم بعدها العديد من الأعمال ستظل في الذاكرة إلى الأبد.. "أخبار النجوم" تحيي ذكرى النجم عمر الشريف، وذلك برؤية شاملة عن تاريخه الفني الطويل في عيون عدد من النقاد. في البداية يقول الناقد أحمد سعد الدين أن النجم عمر الشريف يعد من أفضل الفنانين في تاريخ السينما المصرية والعالمية، ويضيف: "يكفي أنه الفنان المصري الوحيد الذي نال جوائز عديدة إلى أن وافته المنية في 2015، مثل جائزة الجولدن جلوب، وتم ترشيحه للأوسكار كممثل مساعد، إلا أنه مع الأسف لم يفز بها، وظل متربعا كفنان عربي على الساحة العالمية حتى وفاته.. وعمر الشريف في الحقيقة دخل الفن صدفة عن طريق صديقه المخرج العالمي يوسف شاهين الذي عرض عليه في أحد جلساتهم أن يقدمه في فيلم "صراع في الوادي" أمام فاتن حمامه، وكان لشاهين نظرة في صديقه خاصة وأنه يمتلك كل المقومات الفنية والجسدية التي تؤهله لأن يصبح أحد أهم نجوم السينما المصرية، فهو يتمتع بالوسامة، ويتحدث 5 لغات بطلاقة، وبالفعل نال إعجاب الفنانة فاتن حمامة، وفي الحقيقة زواجه من فاتن حمامة قد استفاد منه كثيرا، فهي أضافت له الكثير، فهي فنانة رائعة ودقيقة تماما في عملها، وتركز على كافة التفاصيل الفنية حتى الإخراجية في طريقة حركة الكاميرا وأنواع العدسات وزوايا الإخراج الملائمة لكل مشهد.. تلك التفاصيل استفاد منها عمر الشريف وكان محظوظا أنه صادف فاتن حمامة في بداية مشواره الفني في فيلم "صراع في الوادي". ويتابع: "عمر الشريف انطلق للعالمية بعد مشاركته في فيلم "لورانس العرب"، وتمسك بالفرصة وطور من نفسه كثيرا، وأثبت نفسه مع مرور الوقت، وكانت الأمور تسير على مايرام لمدة 3 سنوات، وتم عرض أفلامه في مصر والخارج، إلا أنه تعرض لظلم كبير في مصر، فهناك كثيرين لا يعلمون تاريخ عمر العالمي، والسبب في ذلك حرب 67 ، ففي تلك الفترة كانت مصر تمر بمحنة حقيقية، ولم يكن هناك أفلاما أمريكية تعرض في ذلك الوقت، وهي فترة تألق عمر العالمية، حتى جاءت سنة 76 وزيارة الرئيس السادات للولايات المتحدة، وعادت الأفلام الأمريكية إلى دور العرض في مصر مرة أخرى، وعاد عمر الشريف إلى مصر، وقدم أعمالا مثل "أيوب" و"الأراجوز"، إلا أن عمر الشريف قدم أهم أعماله في السينما المصرية من خلال أفلام "صراع في الوادي" و"صراع في الميناء" و"في بيتنا رجل"، وأخيرا "حسن ومرقص". ويشير سعد الدين، قائلا: "مشوار عمر الشريف قد تميز بالتنوع، فهو لم يقدم على تكرار نفس الشخصية في أعماله سواء المصرية أو العالمية، ولكنه أبدع في دور الراهب، وكان يقدم الأعمال التي تضيف إلى رصيده الفني، إلا أنه عانى في فترة الخمسينيات من عمره من عدم التوازن الفني، لأنه كان من الصعب أن يقدم شخصية فتى الشاشة، كما أنه لا يزال صغيرا على تقديم دور الأب، ولكنه بذكاءه استطاع أن يجتاز تلك المرحلة، والدليل على مكانة عمر الشريف في السينما العالمية وقيمته، أن بعض الفنانين العالميين عندما سئلوا عن سبب حضورهم لمصر في مهرجان القاهرة السينمائي، كانت إجابتهم بسبب صديقنا عمر الشريف". في حين يقول الناقد محمود قاسم: "يعتبر عمر الشريف الممثل الوحيد في العالم الذي قام بالتمثيل ب5 لغات بطلاقة، فهو فنان لم يعتمد على وسامته، ولكنه باستمرار كان يقوم بالتطوير من نفسه واكتساب خبرات جديدة، ولذلك لم يكتفي بالسينما المصرية فقط، ولكن كانت له بصمة في السينما الأمريكية والبريطانية وغيرها". ويضيف قاسم: "كان عمر ينتقي أدواره بعناية، وكان يتميز بالتعدد في أدواره، لذلك كانت البطولة المطلقة من حظه، بداية من فيلمه (صراع في الوادي) أمام فاتن حمامة، كما أن فيلمه العالمي (لورانس العرب) كان بطولة ثلاثية أيضا، والجدير بالذكر أن هذا الفيلم ليس هو الأول كما يتردد، ولكن قبلها كان هناك فيلمين فرنسيين.. وتعامل عمر الشريف مع كبار نجوم الإخراج في مصر، منهم صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وهو صاحب الفضل على عمر الشريف بتقديمه أمام فاتن حمامة، وفي الحقيقة فإن عمر الشريف كان يستحق التواجد في العديد من الأعمال العالمية من خلال تجسيد شخصية العربي، ومن وجهة نظري عمر الشريف هو فارس السينما المصرية، خاصة في مشهد وهو يمتطي الحصان في فيلم "شيطان الصحراء" للمخرج يوسف شاهين، وكان من أعظم المشاهد من حيث الرؤية الإخراجية في تاريخ السينما المصرية. بينما يقول الناقد رامي المتولي: "يمتلك عمر الشريف تاريخ فني مشرف في السينما المصرية والعالمية، خاصة وأن كثير من أعماله كانت بطولة مطلقة أو مشتركة، وترك بصمة حقيقية في كل أعماله، وعلى الرغم من تاريخه واسمه إلا أنه قبل في كثير من الأحيان أدوار مساعدة لأن الفن يجري في دمه، فقد وصل إلى مرحلة عمرية وقف في منتصفها لا يستطيع أن يقدم دور الفارس الشاب أو الأب العجوز، وفي ذلك الوقت أعلن عمر الشريف أن السينما قد تغيرت والفنان عليه أن يواكب هذا التغيير". ويضيف المتولي: " يعتبر فيلم (حسن ومرقص) من أهم أعماله الأخيرة، فهو لم يهتم بترتيب الأسماء، وأن اسم الزعيم عادل إمام سيظهر أولا، ولم تكن لديه أي حسابات تجارية، ولكنه أعجب بالدور ومساحة الشخصية والتي كانت تتساوي مع عادل إمام.. كما أن الدور كان جديدا عليه، والقضية كانت شائكة تستفز الفنان وتضيف لتاريخه الفني، وبالفعل صدق وحقق الفيلم نجاحا كبيرا". اقرأ أيضا: بورسعيد.. تراب أرض الجدود :محمود ياسين.. فنان منحه البحر الخيال والبساطة مع الإصرار