ما من شك أن الذى أحدثه الرئيس عبد الفتاح السيسى للأمة العربية الأسبوع الماضى وهو المؤتمر الثلاثى للرئيس السيسى مع الرئيس الفرنسى ماكرون والملك عبد الله الثانى، ملك الأردن، وكون أن ينجح الرئيس السيسى فى عمل برنامج لرئيس فرنسا يتضمن زيارته على الطبيعة لمنطقة الاشتعال فى غزة، ويشهد بنفسه المعركة القاتلة لقوات الاحتلال فى حصد الأبرياء من أطفال ونساء غزة ليكون شاهدًا أمام العالم على إجرام ووحشية إسرائيل؛ لأن الصيحات ليس لها تأثير على زعماء الاتحاد الأوروبى ويكفى أن يكون أحد أبطال هذا الاتحاد شاهدًا على هذا.. ما من شك أن ضربة المعلم التى أحدثها الرئيس عبد الفتاح السيسى كان لها تأثير على بلاد الاتحاد الأوروبى، وكانت ضربة حقيقية، ويكفى أن يعود الرئيس الفرنسى ماكرون إلى بلده ممنونًا وسعيدًا بهذه الزيارة وفخورًا بأنه انفرد بها وحده وشهدها معه أكبر وفد فرنسى ضم زعماء فرنسا ورئيس حكومة فرنسا والجميع يشيدون بحفاوة وكرم المصريين لهم. زيارتهم للجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا بالضربات الوحشية الإسرائيلية واستقبلتهم المستشفيات المصرية، وكان الوفد الفرنسى متأثرًا وهو يسمع الأطفال الفلسطينيين الصغار وهم يروون لهم كيف كانت الضربات والإصابات تلاحقهم وهم داخل بيوتهم. كان الرئيس الفرنسى ماكرون مبهورًا بزيارته للمتحف الكبير إلى جانب العشاء فى حى خان الخليلى الذى يضم نماذج مستنسخة لتاريخ مصر القديم لآبائنا وأجدادنا الفراعنة، فقد كان الرئيس ماكرون سعيدًا وكان يمد يده للبائعين ويهديهم تحية فرنسا وكانوا يتبادلون معه العلم الفرنسى بالعلم المصرى، فعلًا فعلها الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما قصد من زيارة الرئيس ماكرون أن يعايش الاتحاد الأوروبى هذه الملحمة التاريخية وأن يختص بهذه الزيارة الرئيس الفرنسى ماكرون، فرأيناه يجلس بجوار الرئيس السيسى على طاولة الكاتب الكبير المرحوم نجيب محفوظ داخل قهوة نجيب محفوظ فى خان الخليلى. أنا شخصيًا كنت أتمنى ومازلت أقترح على الرئيس السيسى أن يُكرّر هذه الزيارة ويتوسع فيها لعدد أكبر من زعماء الاتحاد الأوروبى، على الأقل قد أوفينا بوعدنا أمام الفلسطينيين بأننا نقلنا ما يحدث لهم داخل البيت الأوروبى ليكونوا شاهدين على إجرام ووحشية إسرائيل، فكون أن يخرج المؤتمر الثلاثى بتوصية تاريخية وخاطب بها أمريكا فى حوار هاتفى يتحاور فيه الثلاثة مع الرئيس الأمريكى ترامب ويقولون نحن هنا فى القاهرة على مقربة من الوحشية التى ترتكبها إسرائيل باسم أمريكا، والتاريخ لن يبقى على حاله فسوف يأتى اليوم الذى يخرج فيه الأمريكان للشوارع يرفعون شعار «لا لتهجير الفلسطينيين من بلادهم»، والدليل على هذا ما حدث فى مجلس الشيوخ الأمريكى عندما رفض المجلس بيع أسلحة لإسرائيل تزيد قيمتها على 8 ملايين دولار، هذه خطوة عظيمة جدًا تُحسب للشارع الأمريكى والسبب فيها الحملة التى تزعمها الرئيس عبد الفتاح السيسى جزاه الله خيرًا.