فجأة هبطت أسعار العديد من السيارات، وتراجع الأوفربريس وكأنه لم يعد موجوداً للعديد من الموديلات المطروحة بالأسواق، وحتى الآن لا يعرف المستهلك لماذا هبطت الأسعار، وإن اختلفت التفسيرات. السوق المصرية شهدت منذ بداية شهر مارس (رمضان) هبوطاً اضطرارياً لأسعار عدد من السيارات، البعض فسر ذلك بوجود تخمة فى المعروض من عام 2024 و2023، وكان على التجار الخلاص من هذه البضاعة المخزنة لأن الجديد وصل، وسيحجم المستهلك عن شراء السيارات موديلات من زمن فات. البعض قال إن السبب هو قيام بعض الطرازات من تغيير سيارتها بالكامل وليس (فيس ليفت)، ولهذا كان عليها أن تتخلص من البضاعة المخزنة، وهذا ما حدث لطرازات نيسان قشقاى وستروين c5 وطرازات أخرى، ومع كل هذا وجدنا طرازات حديثة خفضت من أسعارها، بأكثر من مائة ألف جنيه، وهو ما حدث لسيارة فولكس فاجن تيجوان وهيونداى توسان وهيونداى RP وكيا، لكن حتى الآن لم نجد خطوة من مرسيدس أو bmw أو اودى لتخفيض أسعارهم، قد يكون ذلك راجعاً لندرة المعروض منهم لدى الوكيل، لأن معظم السيارات الموجودة من هذه الطرازات استيراد شخصي، وهو ما يعنى أنها ملك لأفراد وليس شركات وبالتالى تعامل معاملة السيارة المستعملة سوقياً. ثمة أمر آخر، وهو أن البعض فسر هبوط الأسعار نتيجة التصنيع المحلي، وكأنهم شاهدوا المصانع وقد خرجت آلاف النسخ من السيارات، وهذا أمر لا يعكس رؤية صحيحة لما حدث فى سوق السيارات. لكن الأقرب منطقية لهبوط الأسعار هو ما كتبناه سابقاً، وقولنا أنه سيحدث ركود شديد فى سوق السيارات نتيجة ارتفاع الأسعار ووصولها لعنان السماء، حتى أنه سيأتى وقت ولن يعد بمقدور أحد شراء سيارة، وهذا ما حدث فعلياً، الطبقة التى كانت تشترى السيارة bmw الفئة الخامسة فى عام 2021 بمليون و200 ألف، هى نفس الطبقة التى لم يعد بمقدورها أن تشترى السيارة تويوتا كورولا بمليون و500 ألف، إذن حدث خلل فى السوق ولم يعد هناك الطبقة التى كانت تشغل السوق بشكل فعلي، لأنه لايمكن الاعتماد على نسبة ال % 2 التى تشترى أى شيء وفى أى وقت، هذه نسبة لا تقوم عليها صناعة ولا زراعة ولا تجارة. الطبقة التى كانت تشترى من كل الطرازات لم تعد موجودة، لأن متطلبات الحياة أجبرتها على الاستغناء ولم يعد بمقدورها أن تشترى شيئا. وهنا تأتى فائدة التقفيل المحلى وفتح مصانع جديدة للسيارات فى مصر، ووجود سيارات اقتصادية منها ما تم طرحه ومنها ما سيتم قريباً، هذه الخطوة ستجعل فئات كثيرة تعود بقوة للسوق، وإن كانت العودة إجبارية وللحاجة الملحة نظراً لتغير اتجهاتها من سيارات فاخرة لسيارات اقتصادية. وليس مهماً الأسباب التى ساهمت فى هبوط أسعار السيارات، الأهم أن الأسعار هبطت وستهبط، وأتمنى من أى شخص يريد الشراء أن يدفع مليماً واحد أوفربريس، ومن لا يحتاج سيارة فلا يشترى وينتظر، فالسوق به العديد من المفاجآت.