قصفت فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة مدرسة بحر البقر مباشرة بخمس قنابل تزن 1000 رطل وصاروخين وأدى هذا لتدمير المبنى بالكامل التاريخ لا يمكن أن ينساه الإنسان خاصة أن كان مصريًا. فهو صاحب أقدم حضارة على ظهر الأرض، شملت عصورًا مختلفة وتركت آثاراً ناطقة، الأهرامات أهمها ولكنها واحدة منها، وامتدت على خريطة مصر كلها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. مجزرة بحر البقر هجوم شنته قوات العدو فى صباح الثامن من أبريل عام 1970، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية المصرية، أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة. نددت مصر بالحادث ووصفته بالعمل الوحشى الذى يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار فى حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط. أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار، وبالرغم من أن الموقف الرسمى الدولى كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، تسبب تأثير الرأى العام فى إجبار الولاياتالمتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية، والذى أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصرى فو يونيو الذى قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف. أدت نتائج الإغارات الأليمة إلى تغيير جذرى فى خطط إسرائيل لمجابهة الاستنزاف المصرى والتصعيد بالاستنزاف المضاد إلى مرحلة أكثر شمولاً بإدخال الطيران الإسرائيلى ذراع إسرائيل المعتدية فى المعركة وتنفيذ العملية بوكسر. ويقول زئيف شيف المحلل الإسرائيلى فى كتابه عن حرب الاستنزاف: - إن عملية لسان بور توفيق هى التى أنهت الجدل داخل أروقة القيادة الإسرائيلية حول حتمية تدخل الطيران فى العدوان. ويستطرد: لقد كان هذا النجاح هو أبرز ما حققه المصريون، ومن الواضح أنه كان سيحفزهم إلى نشاط أكبر، لا مناص عن إيقافهم عنه بسرعة. كما ذكرت صحيفة معاريف نقلاً عن المتحدث العسكرى الإسرائيلى: أمام الضغط الهائل الذى مارسه المصريون فى الجبهة، والحياة التى أصبحت لا تُطاق على الضفة الشرقية للقناة، أقدمت القيادة الإسرائيلية على استخدام سلاح الطيران، الذى كانت كل الآراء تصر على الاحتفاظ به للمستقبل. وقد مهدت القوات الإسرائيلية لدفع الطيران بمحاولة التخلص من بعض الرادارات المصرية ونقاط المراقبة الجوية. فى صباح الأربعاء 8 أبريل 1970، حلقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم الثانية على ارتفاع منخفض، ثم قصفت فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة مدرسة بحر البقر مباشرة بخمس قنابل تزن 1000 رطل وصاروخين، وأدى هذا لتدمير المبنى بالكامل. انتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا تفصيليًا بالحادث وأعلنت أن عدد الوفيات 30 طفلاً وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصًا من العاملين بالمدرسة. وصرفت الحكومة المصرية بعد الحادث تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب. وجُمِعت بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من الملفات، فضلاً عن بقايا الأجزاء من القنابل التى قصفت المدرسة، ووُضِعت جميعًا فى متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالى 17 فصلاً كانت تضمها جدران مدرسة بحر البقر الابتدائية، وتعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد: متحف شهداء بحر البقر. ثم نُقِلت هذه المتعلقات إلى متحف الشرقية القومى بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذى افتتح عام 1973 عام النصر المجيد. كتب صلاح جاهين قصيدة غنتها شادية ومنها: الدرس انتهى لموا الكراريس/ بالدم اللى على ورقهم سال/ فى قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال/ إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى/ دى لطفة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى/ دمها راسم زهرة/ راسم راية ثورة/ راسم وجه مؤامرة/ راسم خلق جبابرة/ راسم نار/ راسم عار ع الصهيونية والاستعمار/ والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس/ الدرس انتهى لموا الكراريس. إنها صفحة مهمة ومجيدة من تاريخ صراعنا مع العدو الإسرائيلى.