وسط كنوز مقبرة يويا وثويا، إحدى أعظم المقابر الملكية في وادي الملوك، عُثر على مجموعة من الأواني الجنائزية الغريبة في تكوينها، لكنها ثرية في رمزيتها. لم تكن أواني عطور حقيقية، بل نُسخًا مزيفة صُنعت خصيصًا لتؤدي دورًا رمزيًا في طقوس الدفن، ما يعكس عظمة الفكر الديني المصري القديم وحرصه الشديد على تأمين رحلة المتوفى إلى العالم الآخر. تضم هذه المجموعة النادرة من الأواني الجنائزية التي اكتُشفت داخل مقبرة يويا وثويا أوانيًا صُنعت بطريقة متقنة، لكنها لم تكن مخصصة للاستخدام الفعلي، بل جاءت لتؤدي وظيفة رمزية داخل طقوس الدفن الملكية. اقرأ ايضأ |متحدث «الوزراء»: قرب الانتهاء من استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير وقد صُنعت هذه الأواني لتقليد أواني العطور والزيوت المقدسة، التي كانت تُستخدم لتطهير الجسد وتهيئته للحياة في العالم الآخر، إلا أن هذه النُسخ كانت خالية من أي محتوى مادي. رمزية الأغطية المنحوتة: تميزت هذه الأواني بأغطية نُحتت على هيئة حيوانات تحمل دلالات دينية عميقة في العقيدة المصرية القديمة. فالضفدع، رمز البعث والتجدد، يُذكر بالربة "حِقت"، إلهة الولادة، أما الكبش، فيرمز إلى الإله خنوم، خالق البشر على عجلة الفخراني، ودليل على الحياة الجديدة، بينما يُجسد العجلان دورة الشمس اليومية، وولادتها من جديد كل فجر، ما يعكس الأمل الأبدي في النور والخلود. الخرطوش الذهبي ودلالة الاسم: يحمل كل إناء اسم "يويا" داخل خرطوش ذهبي مستطيل، ما يدل على القيمة الروحية التي أولاها المصري القديم لاسم المتوفى كعنصر أساسي في ضمان بقائه الأبدي، وجود الاسم داخل الخرطوش هو إعلان رمزي لحمايته واستدعاء الآلهة، وعلى رأسهم أوزيريس، لضمان إعادة بعث يويا وحمايته في رحلته إلى العالم الآخر. عرض القطع في المتحف المصري: تُعرض هذه الأواني الجنائزية الفريدة في الطابق العلوي من المتحف المصري بالقاهرة، ضمن مجموعة مقبرة يويا وثويا، إلى جانب توابيتهم، والمجوهرات، والعربات، وغيرها من مقتنياتهم الجنائزية الفخمة التي ساهمت في الحفاظ على أحد أبهى مشاهد العالم الجنائزي في الدولة الحديثة. اقرأ أيضًا | مشهد من لوحة حجرية خاصة بمنشدة آمون «تا خعي» في متحف فلورنسا