عواصم - وكالات الأنباء: واصلت قوات الاحتلال قصفها الموسع لمختلف مناطق قطاع غزة رغم مناشدات الأممالمتحدة والدعوات الدولية لوقف العدوان، حيث أعلنت وزارة الصحة فى القطاع استقبال عشرات الشهداء والإصابات جراء القصف. وأكدت أن إجمالى عدد الشهداء والإصابات منذ بدء العدوان الإسرائيلى الأخير فى 18 مارس الماضي، بلغ 1482 شهيداً و3688 إصابة، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 50٫846 شهيداً و115٫729 إصابة، فى ظل أوضاع إنسانية وصحية كارثية تفاقمت بفعل استمرار القصف واستهداف المنشآت المدنية والطبية. وقال الدفاع المدنى فى غزة إن غارة إسرائيلية أمس استهدفت مبنى سكنيًا فى حى الشجاعية بمدينة غزة أسفرت عن 20 شهيدًا على الأقل. وأكد متحدث الدفاع المدنى فى غزة، أن الاحتلال استهدف مربعا سكنيا فى الشجاعية يضم عددا كبيرا من المنازل المأهولة بالسكان. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مجزرة الشجاعية داعية إلى اتخاذ إجراءات دولية تتسق مع القانون الدولى لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية. وامتدت ضربات الطيران الحربى إلى خيام النازحين غرب وشرق مدينة خان يونس وكذلك منطقة المواصى جنوب القطاع وواصل ضرباته على دير البلح ومخيم النصيرات فى الوسط، كما بدأ جيش الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية بإنشاء سواتر ترابية شرق محطة بهلول شرق رفح، بعد أن دمر المنازل والمنشآت فى المدينة. وقال تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية إن جيش الاحتلال يعتزم تحويل رفح لجزء من المنطقة العازلة، ولن يُسمح للسكان بالعودة إليها، موضحة أن «النظر جار فى هدم كل المبانى فى رفح». وأشارت إلى أن من أهداف التحرك فى رفح الرغبة فى إيجاد أدوات ضغط جديدة على «حماس»، لافتة الانتباه إلى أن جيش الاحتلال بدأت فى توسيع ما يسمى «ممر موراغج» ويتولى تدمير المبانى على طوله. وتمتد المنطقة، التى تبلغ مساحتها 75 كيلومترًا مربعًا، بين طريقى فيلادلفيا ومراج، وتشمل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها، ولن يسمح للسكان بالعودة إليها، ويجرى النظر فى هدم كافة المبانى فيها. وفى الوقت نفسه، تثير شهادات الجنود الذين عملوا فى أجزاء أخرى من محيط القطاع تساؤلات حول المخاطر التى تتربص بالجنود والسكان المدنيين فى قطاع غزة، وحتى المحتجزين. كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أول أمس، استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، واصفًا الوضع بأنه تحول إلى «ساحة قتل»، فى ظل غياب تام للمساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهر. . واتهم جوتيريش إسرائيل بعدم الوفاء ب«التزاماتها الصريحة» كقوة احتلال فى تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، فى حين زعمت حكومة بنيامين نتنياهو عدم وجود أى نقص فى المساعدات للقطاع. بدوره، قال حسام بدران، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أول أمس، إنه «من الضرورى الوصول إلى وقف لإطلاق النار» فى غزة. وأضاف أن التواصل مع الوسطاء لا يزال مستمرًا وقائمًا حتى هذه اللحظة لكنه أكد أنه «حتى الآن، لا توجد مقترحات جديدة».. وأوضح بدران أن «حماس منفتحة على جميع الأفكار التى من شأنها أن تؤدى إلى وقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية التى تُمارس ضد شعبنا الفلسطيني»، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الإثنين الماضى أن مفاوضات جديدة جارية تهدف إلى تحرير مزيد من المحتجزين فى غزة. تزامنًا مع ذلك، قال الرئيس الإندونيسى برابو سوبيانتو فى بيان أمس إن بلاده مستعدة لأن تستقبل مؤقتًا فلسطينيين متضررين من الحرب فى غزة، وذلك فى مستهل جولة فى منطقة الشرق الأوسط وتركيا. وقدر أنه يمكن استقبال ألف فى المرحلة الأولى. وأضاف برابو أنه وجه وزارة الخارجية بإجراء مناقشات سريعًا مع الجانب الفلسطينى وغيره من الأطراف حول كيفية إجلاء الفلسطينيين المتضررين ونقلهم إلى إندونيسيا، قائلا: «نحن مستعدون لإجلاء الجرحى والمصابين بالصدمات واليتامى». وأوضح أن هؤلاء سيكونون فى إندونيسيا بشكل مؤقت حتى يتعافوا تمامًا من إصاباتهم ويكون الوضع فى غزة آمنا لعودتهم، مشيرًا إلى أن إندونيسيا ترغب فى تعزيز دورها فى السعى لحل النزاع، وأن هذه الخطة ليست سهلة. وأردف قائلا قبيل انطلاقه فى جولة خارجية تشمل تركيا ومصر وقطر: «التزام إندونيسيا بدعم سلامة الفلسطينيين واستقلالهم دفع حكومتنا إلى العمل بشكل أكثر فعالية».. تأتى تصريحات برابو بعد شهرين من إعلان وزارة الخارجية الإندونيسية رفضها القاطع لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا، وذلك فى أعقاب اقتراح ترامب نقلهم بشكل دائم من غزة. على جانب آخر، رفعت عائلات أمريكية لقتلى سقطوا فى هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل دعوى قضائية الإثنين الماضى على رجل الأعمال الفلسطينى الأمريكى البارز بشار المصرى متهمة إياه بتقديم المساعدة فى تشييد البنية التحتية التى سمحت لمسلحى حركة «حماس» بتنفيذ هجماتهم عبر الحدود. ويُعتقد أن هذه الدعوى، المرفوعة أمام المحكمة الجزئية الأمريكية فى واشنطن العاصمة، هى أول قضية يُتهم فيها مواطن أمريكى بتقديم دعم كبير للهجمات التى أشعلت صراعا أوسع نطاقا فى الشرق الأوسط وقلبت المنطقة رأسا على عقب. لكن مكتب المصرى وصف الدعوى القضائية بأنها «لا أساس لها من الصحة».