شهدت منطقة أهرامات الجيزة تحولاً لافتاً في طريقة استقبال الزوار وإدارة الموقع الأثري، بعد انطلاق التشغيل التجريبي للمدخل الجديد من طريق الفيوم، وذلك ضمن خطة متكاملة لتطوير المنطقة الأثرية، يهدف المشروع إلى تحسين تجربة الزائر، وتسهيل حركة الدخول والتنقل، مع الحفاظ على القيمة التاريخية والحضارية للموقع. ويتزامن هذا التحول مع استعدادات الدولة المصرية للافتتاح الرسمي المرتقب للمتحف المصري الكبير، في خطوة تعكس مدى اهتمام مصر بإبراز تراثها بأسلوب عصري وتنظيم راقٍ. أولاً: إطلاق التشغيل التجريبي للمدخل الجديد بدأ التشغيل التجريبي، يوم الثلاثاء، للمدخل الجديد المؤدي إلى هضبة الأهرامات من طريق «الفيوم - الواحات»، بعد الانتهاء من جميع مكونات المشروع بنسبة 100%، ويُعد هذا المشروع نقطة محورية ضمن خطة تطوير المنطقة الأثرية بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل. ثانيًا: أهداف المشروع وتفاصيله صرّح وزير السياحة والآثار شريف فتحي بأن خطة تطوير منطقة الأهرامات تم التخطيط لها منذ سنوات، ولكن التنفيذ الفعلي بدأ عام 2016، وجرى إسناد إدارة المشروع إلى القطاع الخاص، حيث تولت شركة "أوراسكوم بيراميدز" هذه المهمة. يهدف المشروع إلى: - تخفيف الازدحام المروري. - تحسين انسيابية التنقل داخل المنطقة. - تقديم تجربة سياحية أكثر تنظيمًا وسلاسة. - الحفاظ على البيئة وتقليل التلوث باستخدام حافلات كهربائية. - توفير خدمات حديثة مثل الإرشاد الإلكتروني ومسارات مخصصة للمشي والدراجات. ثالثًا: نتائج التشغيل التجريبي شهدت المنطقة في ثاني أيام التشغيل انتظامًا ملحوظًا، حيث استقبلت أكثر من 12 ألف زائر، بزيادة قدرها 120% عن المعدلات اليومية السابقة، وتم إغلاق المدخل القديم "بجوار فندق مينا هاوس"، واعتمد الدخول بالكامل على بوابات الفيوم. وقد تم تفعيل منظومة النقل الداخلي باستخدام حافلات عبر 7 محطات تغطي المسارات المختلفة، مع تخصيص مناطق للجمالة والخيالة لمنع التكدس داخل المسارات. رابعًا: جهود الوزارة لضمان الانضباط أشرف وزير السياحة والآثار على سير العملية ميدانيًا، وكلف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، بالتواجد الميداني ومتابعة الأداء وضمان الالتزام الكامل بالتنظيم الجديد. ورُصدت بعض التجاوزات المحدودة في اليوم الأول، كخروج بعض الخيالة عن المسارات المخصصة، ما أدى إلى تكدس مؤقت، لكن تم التعامل مع الموقف وإعادة الانضباط بسرعة. خامسًا: تعزيز البنية التحتية وخطط المستقبل شملت أعمال التطوير إنشاء مواقف واسعة للسيارات والحافلات، مسارات لذوي الهمم، ومحطات انتظار مريحة، كما تم إدخال حافلات تعمل بالديزل مؤقتًا لتعزيز منظومة النقل، إلى حين اكتمال وصول الحافلات الكهربائية المتفق عليها. سادسًا: الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا لمتابعة الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير، وأكد أهمية ظهور الحدث بما يليق بتاريخ مصر، مع تكثيف جهود الإنارة وتخطيط الطرق المحيطة ورفع كفاءة مطار سفنكس الدولي لاستقبال الوفود الرسمية. كما تم التنسيق مع وزارات وهيئات عدة لتحديد نقاط اتصال وتوزيع المهام، إلى جانب مخاطبة السفارات الأجنبية لتنسيق حضور دولي واسع النطاق. يمثل التشغيل التجريبي للمدخل الجديد لهضبة الأهرامات خطوة استراتيجية نحو تقديم تجربة سياحية متطورة وآمنة، ومع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتجه الأنظار إلى مصر كمركز عالمي للتراث والحضارة، التنظيم الجديد لا يعكس فقط حرص الدولة على تحسين الخدمات، بل أيضًا رؤيتها في حماية آثارها من الزحف العمراني والضغط البيئي، في ظل مشروع طموح يؤسس لمرحلة جديدة في السياحة الثقافية في مصر. تشغيل تجريبي ناجح لمنظومة زيارة الأهرامات من بوابة الفيوم وسط ارتفاع غير مسبوق في عدد الزوار أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن التشغيل التجريبي لبوابات دخول منطقة الأهرامات من طريق الفيوم قد انطلق بهدف رصد الإيجابيات والسلبيات في الميدان، وذلك تنفيذًا لتوجيهات وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، الذي شدد على ضرورة المتابعة الدقيقة على أرض الواقع لضمان نجاح التجربة وتطويرها. وأوضح الدكتور إسماعيل خالد، أنه كان حاضرًا بنفسه في المنطقة لمتابعة سير التشغيل ميدانيًا، مشيرًا إلى أن وزارة السياحة والآثار أولت اهتمامًا كبيرًا بمتابعة كافة تفاصيل التشغيل أولًا بأول، لمعالجة أي معوقات وضمان سير الأمور بسلاسة. وقد بلغت السعة الجديدة لمنطقة ركن السيارات حوالي 1200 سيارة، ما يعكس جهود الوزارة في الاستعداد لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزائرين، وفي هذا الإطار، كشف خالد عن مفاجأة مبهجة، وهى أن عدد الزوار بلغ 12 ألف زائر في يوم واحد، مقارنة ب6 آلاف زائر فقط في الأيام العادية، أي بزيادة 120%. وشدد على أن منظومة النقل الجديدة التي تم تفعيلها داخل المنطقة، تشمل سبع محطات مخصصة لمسارات الزيارة المختلفة، لتسهيل حركة الزائرين وتنظيم انتقالهم داخل الموقع الأثري، مع الاعتماد على 47 أتوبيسًا كهربائيًا حتى الآن، مع إمكانية رفع العدد إلى 60 أتوبيسًا إذا لزم الأمر. وأشار إلى أن كل أتوبيس يتوقف في المحطات كل دقيقة واحدة فقط، لتجنّب التكدس وضمان سرعة التنقل. ومع ذلك، واجهت الحركة بعض التحديات نتيجة خروج بعض الخيالة والجمالة عن المسارات المحددة لهم، مما أدى إلى تعطيل مؤقت لحركة الحافلات، وقد تم إنذار المخالفين بصرامة، والتنبيه بعدم تكرار المخالفة لتجنّب المنع من دخول المنطقة. وفيما يخص الانطباعات، أوضح الدكتور إسماعيل خالد، أن نسبة الإيجابيات في التشغيل بلغت 70%، وأن التحديات التي ظهرت تُعد طبيعية في سياق أي تجربة تشغيل تجريبية، وتتم معالجتها تدريجيًا. كما أشار إلى أن بعض الزوار الذين واجهوا تأخيرًا بسيطًا في الحافلات فضّلوا السير على الأقدام، رغم أن الأتوبيسات كانت ستنقلهم مباشرة إلى منطقة أبو الهول لو انتظروا قليلاً، كما ذكر أن بعض السائحين الأجانب اختاروا ركوب الخيول والجمال، وعبّروا عن سعادتهم بهذه التجربة الثقافية التقليدية. ومن الإضافات الجديدة التي نالت إعجاب الزوار، تم إنشاء ممشى جديد بين الأهرامات استخدمه عدد كبير من السائحين الأجانب، إضافة إلى وجود كبسولة معلوماتية تتيح شرحًا مبسطًا ومتكاملاً عن المنطقة الأثرية وتاريخها، مما يعزز من جودة تجربة الزيارة. وفي الختام، شدد الدكتور محمد إسماعيل خالد على أهمية النظر إلى التجربة بنظرة شاملة، وعدم التركيز فقط على السلبيات، مؤكدًا أن الجهود المبذولة تصب في مصلحة الزائر والمنطقة الأثرية على حد سواء، مع التأكيد على التزام الوزارة بتقديم أفضل خدمة ممكنة استعدادًا للافتتاح الرسمي المتزامن مع المتحف المصري الكبير.