كان الجندي المصري رمزًا للشجاعة والإخلاص في الدفاع عن وطنه. هذه العقيدة الراسخة لم تكن وليدة اللحظة أو نتيجة لتأثيرات عابرة، بل هي متأصلة في جينات المصريين منذ آلاف السنين، حيث حمل الأجداد هذه العقيدة في معاركهم وحروبهم الكبرى، وانغرزت في نفوس الأجيال التالية لتظل حية في قلوبهم وعقولهم. من عهد الفراعنة إلى العصر الحديث، كان الجندي المصري دائمًا في الطليعة، مستعدًا للتضحية بروحه ودمه في سبيل الحفاظ على الأرض والكرامة. هذه العقيدة تنتقل من جيل إلى جيل، تزداد قوة وصلابة، وتظل شواهدها تتجسد في مواقف تاريخية عظيمة، منها معركة "الفرما" في العصور الفرعونية إلى حرب أكتوبر 1973. ** الجندي المصري عبر العصور الجندي المصري هو الشخص الذي اعتاد أن يكون في طليعة الدفاع عن وطنه، سواء في المعارك القديمة ضد المعتدين، أو في الحروب الحديثة. ومنذ العصور الفرعونية، كان المصريون يتفانون في الدفاع عن حدودهم ضد الطامعين في أراضيهم. الأهرامات، التي تعتبر أحد أبرز معالم الحضارة المصرية القديمة، كانت بمثابة شهادة على براعة وإصرار الجنود المصريين الذين دافعوا عن أرضهم في مواجهة التهديدات من القوى الخارجية. عقيدة الجندي المصري في الدفاع عن بلاده لم تنشأ في لحظة واحدة، بل تم بناؤها عبر مئات السنين من المعارك والبطولات. وكان المصريون يعتقدون أن أرضهم هي هدية من الآلهة، وأنهم مكلفون بحمايتها بكل الوسائل الممكنة. على الرغم من تفاوت العصور وظهور العديد من القوى الأجنبية، ظل الجندي المصري يتسم بالثبات في إيمانه بواجبه تجاه وطنه. ** العقيدة العسكرية عبر التاريخ منذ عهد الفراعنة، كانت الجيوش المصرية تعتبر من أعتى الجيوش في العالم القديم. فقد حمل المصريون عقيدة الدفاع عن أراضيهم بكل شجاعة وهمة، سواء في مواجهة الممالك المجاورة أو الغزاة الأجانب. هذه العقيدة العميقة ترسخت في جميع الأجيال عبر العصور، حتى وصلت إلى العصور الحديثة. وفي عهد الأسرة 18، قام الجيش المصري بمعارك هامة ضد الحيثيين في معركة قادش الشهيرة، حيث استطاع الجيش المصري بقيادة رمسيس الثاني أن يظهر التزامه الكامل بحماية أرض مصر ومواجهة العدوان. في العصور الإسلامية، استمرت هذه العقيدة الراسخة في نفوس الجنود المصريين. شهدت معركة حطين مثلاً، والتي كانت أحد الانتصارات الهامة للمسلمين في مواجهة الغزو الصليبي. وقد قادها القائد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يمثل نموذجًا للجندي المصري الباسل في دفاعه عن الأرض والعقيدة. ** الجندي المصري في العصر الحديث في العصر الحديث، وبالتحديد خلال حرب أكتوبر 1973، تجلت عقيدة الجندي المصري بشكل رائع. فقد أثبت الجنود المصريون في هذه الحرب أنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم في سبيل تحرير أراضيهم من الاحتلال، وبرزت صور من الفداء والشجاعة لا تُنسى. هذه الحرب لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت معركة عقيدة وتاريخ، حيث كان الدفاع عن أرض مصر بالنسبة لكل جندي هو أسمى أهدافه. وشهدت هذه الحرب توحيدًا حقيقيًا بين جميع طبقات الشعب المصري من أجل هدف واحد: استعادة الأراضي المحتلة وحماية الوطن. ** العوامل التي تساهم في تشكيل العقيدة العسكرية المصرية 1- التربية الوطنية: منذ الصغر، يتعلم الأطفال في مصر أن الدفاع عن الوطن هو أسمى ما يمكن أن يقدمه الإنسان. تُزرع فيهم قيم الولاء والانتماء للوطن، ويُحثون على احترام تاريخهم العسكري والمساهمة في مستقبله. 2- الارتباط بالأرض: العلاقة العميقة بين المصريين وأرضهم جعلتهم أكثر استعدادًا للدفاع عنها. فالأرض في الثقافة المصرية تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية. 3- المعسكرات التدريبية: دور الجيش في تكوين الشخصية الوطنية والتدريب العسكري المكثف الذي يضمن استمرارية هذه العقيدة، حيث يُعد الجندي المصري على أعلى مستوى من الانضباط والولاء. 4- التاريخ البطولي: من خلال استعراض بطولات الأجداد في معارك مشهورة، مثل معركة قادش، معركة حطين، وحرب أكتوبر، يعزز الجندي المصري من إيمانه بضرورة الدفاع عن وطنه وحمايته من أي تهديد. ** تأثير العقيدة العسكرية على الأجيال الجديدة العقيدة العسكرية المصرية تنتقل عبر الأجيال، حيث يرى الجيل الجديد أن مسؤولياته لا تقتصر على الحفاظ على الأرض فقط، بل أيضًا على الحفاظ على المبادئ الوطنية التي شكلت الأساس لهذه العقيدة. اليوم، يشهد الجيش المصري تطورًا كبيرًا من حيث المعدات العسكرية والتقنيات الحديثة، إلا أن المبادئ التي تأسس عليها الجيش المصري تظل ثابتة: الدفاع عن الأرض وحماية الوطن من أي اعتداء. الجندي المصري في العصر الحالي هو امتداد لتلك العقيدة التي ترسخت منذ آلاف السنين. ومع تطور العصر والتحديات المتزايدة التي تواجهها مصر، فإن الجندي المصري يظل رمزًا للصمود والعزيمة، مستمدًا من أجداده الذين دافعوا عن الوطن وأرضه، سواء في الحروب القديمة أو الحروب الحديثة. إن العقيدة العسكرية التي يحملها الجندي المصري هي أكثر من مجرد إيمان بالدفاع عن الأرض. هي امتداد لآلاف السنين من التاريخ والفداء، وهي جزء من هوية الأمة المصرية. من الجد إلى الحفيد، يظل الجندي المصري ثابتًا في شجاعته وإصراره على حماية وطنه. هذه العقيدة هي التي تجعل الجندي المصري يقف دائمًا على أهبة الاستعداد، لا يخشى الأعداء، ويصون الأرض والكرامة بكل ما أوتي من قوة.