لم يعد خافيًا على أحد من البشر بطول الأرض وعرضها، وفى كل الدول والشعوب على اختلاف وتنوع ألسنتهم وأشكالهم ومواقعهم الجغرافية،..، أن المصالح هى التى تحكم العالم وتحدد مساره، وتتحكم فى قوة ومتانة أو ضعف وهشاشة العلاقات بين الدول والشعوب وعموم الأفراد. وأنها هى التى ترسم وتضع الخطوط العريضة وتحدد التوجهات الأساسية فى السياسة والاقتصاد لعموم الدول والشعوب.. وأيضًا الأفراد. والكل يرى أن تلك القاعدة ليست جديدة ولا طارئة فى عصرنا هذا وأيامنا هذه، بل هى معمول بها بين الأفراد والجماعات، وكذلك الشعوب والدول منذ فجر التاريخ وحتى اليوم. ويؤكد الجميع أن التحولات اللافتة فى العلاقات بين الدول وكذلك الأفراد تخضع لنفس المنطق وذات القاعدة، حيث لا عداوات دائمة ولا صداقات مستمرة، ولكن هناك مصالح تحكم وتحدد الاتجاهات والتوجهات. وفى هذه السياق يرون أنه لا موجب للاندهاش من تغيير السياسات لبعض الدول تجاه بعضها الآخر، أو انتقال البعض من توجه لآخر طبقًا لتغير المصالح أو اختلافها لأن ذلك هو المتوقع والمنتظر.. حيث من الطبيعى أن يكون التوجه متماشيًا مع الاتجاه الذى تحدده المصالح ولا شيء غيره. وفى ظل هذه الرؤية لا يرى هؤلاء أى موجب للاندهاش من التحول اللافت، الذى طرأ على الموقف الأمريكى تجاه قضية السلام فى الشرق الأوسط بصفة عامة، والقضية الفلسطينية بصفة خاصة،..، وهو التغير المتمثل فى التأييد الكامل والدعم الشامل للعدوان الإسرائيلى وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى ويرى هؤلاء أن الانحياز الأمريكى الكامل لإسرائيل، كان موجودًا وقائمًا منذ بدء الصراع وحتى الآن، وأن كل الإدارات الأمريكية السابقة كانت منحازة للدولة الصهيونية، وأن الإدارة الحالية تسير على نفس النهج ولكنها أكثر فجاجة ووقاحة فى ذلك الانحياز. ويرون أن لغة المصالح هى اللغة الصحيحة، التى يجب على العرب، كل العرب التحدث بها والتعامل بها مع الولاياتالمتحدة فى هذا الشأن، خاصة فى ظل وجود العديد من المصالح التى تربط العالم العربى مع الولاياتالمتحدة،..، فهل يفعل العرب ذلك؟!