قبل ساعات قليلة من بدء التشغيل التجريبي لأحد أبرز المشاريع السياحية والأثرية في مصر، وثّق مركز معلومات مجلس الوزراء استعدادات الدولة المصرية لإطلاق الحلم المنتظر "مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة". يعد هذا المشروع تتويجًا لسنوات من العمل المتواصل، حيث يستعد لاستقبال الزوار بتجربة استثنائية تبدأ من بوابات جديدة على طريق الفيوم، وتمتد عبر منظومة متكاملة من الخدمات والبنية التحتية، مما يجعل زيارة الأهرامات تجربة حضارية، آمنة، ومستدامة. ويُعتبر المشروع تأكيدًا على أن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو إعادة تقديم كنوزها القديمة بشكل عصري، يحترم التاريخ، ويستثمر في الحاضر، ويراهن على المستقبل. حلم يتحقق مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة لم يكن مجرد فكرة على الورق، بل هو حلم عملت عليه الدولة المصرية سنوات طويلة، بهدف تحويل واحدة من أعظم المناطق الأثرية في العالم إلى وجهة سياحية تليق بعظمة الحضارة المصرية. في وقت تسعى فيه مصر لجذب المزيد من الحركة السياحية وتعزيز البنية التحتية لواحدة من أشهر الوجهات العالمية. استعدادات مكثفة قبل التشغيل التجريبي مع اقتراب انطلاق المشروع، شهدت منطقة الأهرامات زيارات مكثفة من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم وزير السياحة والآثار، السيد شريف فتحي، الذي تفقد كل مكونات المشروع بعناية، بدءًا من البوابات الجديدة على طريق الفيوم، مرورًا بمواقف السيارات، والحافلات الكهربائية، والبازارات، وصولًا إلى الممرات وأنظمة الإضاءة والمظلات التي تضمن راحة وأمان الزوار. بوابات جديدة وتنظيم تجربة الدخول لأول مرة، ستبدأ زيارة الأهرامات من بوابة جديدة تقع على طريق القاهرة – الفيوم، حيث تم تجهيزها بأنظمة إلكترونية حديثة لتذاكر الدخول، مع ممرات مظللة ووسائل إرشادية، بالإضافة إلى ساحات انتظار ضخمة تستوعب نحو 1200 سيارة وحافلة سياحية، ما ينهي مشكلات الزحام والعشوائية التي كانت تُعكر صفو تجربة الزوار في السابق. حافلات كهربائية صديقة للبيئة في إطار التحول نحو سياحة مستدامة، تم إدخال حافلات كهربائية حديثة لنقل الزوار بين محطات المنطقة الأثرية. تتميز هذه الحافلات بكونها مجهزة لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفر وسيلة نقل هادئة وآمنة وصديقة للبيئة، مما يجعل تجربة التنقل بين الأهرامات وأبو الهول والبانوراما أكثر راحة وتنظيمًا. تجربة الزائر من البداية للنهاية أظهرت التجارب الأولية للمشروع اهتمامًا كبيرًا بكافة تفاصيل رحلة الزائر. فمنذ لحظة دخوله عبر البوابة وحتى مغادرته المنطقة، يجد نفسه داخل منظومة متكاملة تشمل لوحات إرشادية، خدمات ترفيهية، نقاط بيع منسقة، مناطق جلوس، دورات مياه حديثة، ومراكز معلومات، مما يجعل الزيارة تجربة سلسة وممتعة دون عناء. الحفاظ على القيمة الحضارية للمنطقة أكد وزير السياحة والآثار خلال جولته التفقدية أن جميع أعمال التطوير تمت مع احترام القيمة التاريخية والحضارية للمنطقة. حيث تم الاعتماد على عناصر تصميمية تتناغم مع طابع المكان، مما يضمن عدم التوسع في المباني أو إضافة عناصر غير متجانسة مع المشهد الأثري. البازارات وتنظيم منطقة الباعة الجائلين في خطوة هامة لتنظيم تواجد الباعة الجائلين دون الإخلال بجمال المنطقة الأثرية، تم تخصيص منطقة متكاملة لهم، تضم باكيات حضارية منظمة، مما يوفر لهم مصدر رزق مستدام ويمنع التشوه البصري الذي كان يعاني منه الزوار سابقًا. نقاشات موسعة لضمان جودة التشغيل شهدت الجولة الوزارية جلسات تنسيق بين وزارة السياحة وشركة "أوراسكوم بيراميدز" القائمة على إدارة المشروع، وغرفة شركات السياحة، لمناقشة آليات استقبال الرحلات السريعة، وتنظيم نقاط الدخول والخروج، وتوفير ممرات خاصة لهذه الرحلات، بهدف ضمان انسيابية الحركة وتفادي أي عوائق. التشغيل التجريبي.. خطوة نحو التشغيل الكامل من المقرر أن يمتد التشغيل التجريبي حتى مايو المقبل، لتقييم جودة الخدمات، وجمع الملاحظات، وإجراء التعديلات اللازمة قبل الانتقال إلى التشغيل الكامل خلال الموسم السياحي الصيفي. وستكون هذه الفترة حاسمة لاختبار فعالية النظام الجديد، ومدى قدرة البوابات، والحافلات، والمرافق على استيعاب الأعداد الكبيرة، خاصة في المواسم والأعياد. أهرامات الجيزة.. كنز لا يفنى تبقى منطقة أهرامات الجيزة رمزًا خالدًا للحضارة المصرية، ومصدر إلهام للأجيال. ومع هذا التطوير، فإن مصر لا تُغير ملامح التاريخ، بل ترفعه إلى مستوى يليق بعصرها، وتقدمه بشكل أكثر إنسانية وعصرية. والهدف ليس فقط تسهيل الزيارة، بل جعلها تجربة لا تُنسى، تجذب الزوار للعودة مجددًا، مما يجعل الزيارة تتحول من مجرد رحلة سياحية إلى علاقة وجدانية مع مصر وحضارتها.