المصالح المُتبادلة والتعاون الاستراتيجى وإقامة العديد من المشروعات المشتركة فى ظل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين،..، هى اللغة الواضحة والمُعلنة التى تدور فى إطارها الزيارة الحالية للرئيس الفرنسى «ماكرون» لمصر والمباحثات المهمة التى جرت خلالها بين الرئيس السيسى و»ماكرون» وما صاحبها من إعلان مشترك لترفيع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الى مستوى العلاقات الاستراتيجية. ونحن لا نذيع سراً إذا ما أكدنا أن تلك هى اللغة المُعتمدة على المستوى الدولى فى كل مكان ، وزمان، وبوصفها أيضاً هى الضمان الحقيقى والثابت لاستمرار نمو العلاقات بين الدول وانطلاقها الى آفاق أكثر قوة ومتانة وتطوراً.. وهذه هى اللغة التى تتحدث بها مصر الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة مع دول العالم المختلفة، ومع الأصدقاء على وجه الخصوص. والزيارة الحالية للرئيس الفرنسى لمصر تكتسب أهمية كبري، نظراً للظروف بالغة الدقة والحساسية التى تمر بها المنطقة والعالم حالياً، فى ظل التطورات الإقليمية الناجمة عن الحرب والعدوان الإسرائيلى اللا إنسانى على الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية، والمأساة الجارية فى القطاع نتيجة جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولاتها المستمرة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم وزيارة ماكرون الحالية تأتى تجسيداً لمسيرة طويلة من التعاون الثنائى بين مصر وفرنسا، وترجمة صحيحة لما يربط بين البلدين من تاريخ ممتد وحضارة إنسانية عميقة، كما تأتى فى إطار الرغبة المُتبادلة لفتح آفاق جديدة لتوثيق العلاقات الثنائية وزيادة تفعيلها على المستوى الاقتصادى والاستثماري. وتعكس زيارة «ماكرون» الحالية لمصر التقدير العميق والاحترام الكبير لدى الدولتين لدور كل منهما فى السعى لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا وعلى ضفتى البحر المتوسط، فى ظل ما يعترى المنطقة والعالم حالياً من توتر وقلق وعدم استقرار.