55 عاما تمر اليوم على مذبحة «بحر البقر»، حررنا أرضنا بالحرب وبالسلام، ومرت فى نهر الأحداث مياه كثيرة، لكن الذاكرة الوطنية تأبى أن تنسى وجوه الشهداء وأسماءهم، بل إن ذكراهم لا تزال تمثل عبقا نتعطر به كل صباح. قيادات دولة الاحتلال لا يعتريهم الخجل وهم يتحدثون عن «أخلاقيات» جيشهم الذى بات القاتل الأول للأطفال والصحفيين وأطقم الإغاثة إن الدماء التى تريقها إسرائيل كل يوم لن تبنى جدارا من الخوف تحتمى وراءه بل ستتحول إلى مستنقع تغرق فيه دولة الاحتلال يوما ما الزمان: 8 أبريل 1970 المكان: مدرسة بحر البقر الابتدائية، مركز الحسينية بمحافظة الشرقية. كان الصباح الربيعى الدافئ يحمل صيحات الأطفال الصغار فى فصول مدرستهم البسيطة وهم يرددون خلف معلميهم أحرف الهجاء. لم يكن يدور بخلد أحد أن أشباح الموت تقترب من تلك الأجساد الصغيرة بعد لحظات معدودة. 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، اقتحمت المجال الجوى للعمق المصرى، واختارت هدفها بعناية، لم يكن موقعا عسكريا أو مرفقا حيويا، لكنه كان أخطر ما تخشاه إسرائيل دائما: المستقبل. ألقت الطائرات أمريكية الصنع حمولتها القاتلة من القنابل التى تزن «1000 رطل» فوق المدرسة الابتدائية، تناثرت أشلاء الصغار، وتمزقت أجسادهم الواهنة فوق أرضية فناء المدرسة التى كانوا يحيون فيها العلم قبل قليل. فوق صفحات الكراريس البيضاء توارت الحروف تحت بقع الدم المتناثرة التى روت فى صمت وغضب واحدة من جرائم إسرائيل السوداء، 30 طفلا صعدت أراوحهم البريئة إلى بارئها، بينما 50 آخرون عاشوا أياما وشهورا قاسية يتلقون العلاج، وظلت تلك اللحظات العصيبة حية فى ذاكرتهم إلى اليوم. بعد تلك الواقعة ب42 شهرا فقط، تعالت مصر على أحزانها، وحولت الألم إلى قوة دفع، وكانت أرواح الشهداء الصغار ترفرف فوق رؤوس جنود العبور وهم يثأرون من ميراث الخسة الإسرائيلى، ويقتصون لكل الدماء الزكية التى أسالتها يد الغدر، ويسحقون بأقدامهم الفتية فوق رمال سيناء غطرسة الجيش الذى زعموا أنه لا يُقهر. 55 عاما تمر اليوم على تلك المذبحة «بحر البقر»، حررنا أرضنا بالحرب وبالسلام، ومرت فى نهر الأحداث مياه كثيرة، لكن الذاكرة الوطنية تأبى أن تنسى وجوه الشهداء وأسماءهم، بل إن ذكراهم لا تزال تمثل عبقا نتعطر به كل صباح ويزداد حضورهم فى قلوبنا بمرور السنوات، فمصر لا تنسى شهداءها، كما لا تنسى أبدا ثأرها. ■■■ تتزاحم الذكريات الحزينة فى شهر أبريل، وكأن ذلك الشهر الذى تتفتح فيه الزهور، تأبى دولة الاحتلال إلا أن تحيله بجرائمها إلى شاهد عيان على مجموعة من أسوأ جرائمها، ففى التاسع مع هذا الشهر أقدمت العصابات الصهيونية على ارتكاب واحدة من أفظع جرائم القتل والتنكيل التى عرفتها الإنسانية، وسطرت بها العصابات التى أسست دولة الاحتلال واحدة من صفحاتها السوداء فى تاريخ المنطقة والعالم. مذبحة «دير ياسين»، التى وقعت فجر 9 أبريل 1948 واستمرت حتى الواحدة بعد الظهر، وذلك بعد يوم واحد على استشهاد القائد العسكرى الفلسطينى عبد القادر الحسينى فى معركة القسطل، وتعرضت القرية لأبشع مذبحة على يد العصابات الصهيونية، حيث فوجئ أهلها بأصوات مكبرات تدعوهم لإخلائها بسرعة، وعندما استجابوا ظنا بأنهم يتلمسون طريق النجاة، وجدوا أنفسهم محاصرين من جميع الجهات، وتناوب القتلة القيام بأعمال القتل والتمثيل بالجثث. شارك قرابة 150 من العناصر الصهيونية فى تنفيذ المجزرة، قادهم مناحيم بيجين زعيم عصابة «الأرغون» والذى أصبح لاحقا رئيسا لوزراء إسرائيل، وإسحق شامير زعيم عصابة «شتيرن» وقد تولى كذلك رئاسة الحكومة، وكأن إراقة دماء الأبرياء تمثل - وإلى اليوم - مؤهلا لدخول «الكابينت» فى تل أبيب!! تتداول الروايات التاريخية الأكثر رواجا أن إرهابيى العصابات الصهيونية ذبحوا فى دير ياسين بين 250 و300 فلسطينى ومثلوا بأجسادهم، وقطعوا الأوصال، وبقروا بطون 25 امرأة حاملا، وذبحوا 25 طفلا، وجمعوا من بقوا على قيد الحياة وجردوهم من ملابسهم ووضعوهم فى سيارات مفتوحة وطافوا بهم فى شوارع القدس، حيث تعرضوا لسخرية المستوطنين وإهاناتهم!! لم تكن تلك المذبحة سوى واحدة من مذابح عديدة الهدف الأول والأهم لها هو ترويع الفلسطينيين ودفعهم للخروج من بيوتهم وأراضيهم ليحل محلهم مستوطنون متطرفون، جاءوا من أصقاع الأرض بدعاوى زائفة عن أرض بلا شعب تنتظر شعبا بلا أرض، لكن الشعب الذى حاولوا اجتثاثه من أرضه لا يزال صامدا قابضا على ما تبقى من حلمه فى الاستقلال والتحرر من الاحتلال. 77 عاما تمر غدا على مذبحة «دير ياسين»، وما أشبه اليوم بالبارحة، فما يجرى فى غزة اليوم من مذابح، يؤكد أن هدف الاحتلال واحد، فلا مستقبل لكيان غاصب سوى بالقضاء على الشعب الأصلى إما بالإبادة أو بالتهجير أو بكليهما معا إن استطاع، فهكذا تعلموا من تاريخ راعيتهم الولاياتالمتحدة، وهكذا يحاولون أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء! ■■■ وتأبى سطور الذكريات الحزينة فى أبريل أن تمضى دون أن تذكرنا بمذبحة إسرائيلية لا تقل وحشية، بل ربما تمثل نموذجا للاستهانة الصهيونية بكل الأعراف والمواثيق الدولية ، وهى مذبحة «قانا» التى لا تزال حاضرة فى ذاكرة العالم، تجسد واقعا مختلا لدولة تكن عداء لكل القيم الإنسانية. فى 18 أبريل 1996 وبعد الثانية ظهراً بقليل، استهدفت إسرائيل مركز قيادة «فيجى» التابع لقوات الأممالمتحدة لحفظ السلام على الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال، وقتلت 106 أشخاص بينهم عشرات الأطفال، فى حين أُصيب نحو 150 آخرين. الكارثة أن ذلك المقر الذى استهدفته قوات الاحتلال عمدا، كان محميا بموجب كل القوانين وقواعد القانون الدولى الإنساني ويرفع بوضوح علم الأممالمتحدة، وظن ما يزيد على 800 لبنانى أن تلك الحصانة الدولية يمكن أن توفر لهم أمنا من جحيم القتل الإسرائيلى الممنهج، ففروا إلى المجمع للاحتماء من القصف الإسرائيلى، وكان معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، لكنهم اكتشفوا لاحقا الحقيقة المرة، وهى أن إسرائيل دولة مارقة لا تحترم عهدا ولا ترعى لقانون إلّاً ولا ذمة! المخزى حقا، أن مجلس الأمن اجتمع بعد تلك المذبحة فى «قانا» للتصويت على قرار يدين إسرائيل، لكن الولاياتالمتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض (فيتو)، وهو ما شجع إسرائيل على تكرار جريمتها ضد أهل «قانا» مرتين بعد ذلك فى 2006 وفى 2024، ولا يزال القوس مفتوحا، ولا يزال نهج الإفلات من العقاب ولو بالإدانة المعنوية مستمرا!! ■■■ استعادة تلك الجرائم، التى لا تمثل سوى قليل من كثير تمتلئ به صفحات القتل والعدوان الإسرائيلية، ليست من قبيل اجترار الأحزان، فلدينا ما يكفى منها ويفيض ولا نزال نعيش بعض تلك المذابح على الهواء مباشرة، لكن إعادة قراءة بعض صفحات الماضى الإجرامى لدولة الاحتلال فرصة للتفكر والتدبر فى مسار كيان يمثل عارا على الإنسانية ووصمة فى جبين البشرية. إعادة قراءة سطور المذابح الإسرائيلية فرصة لمعرفة حقيقة الخطر الذى تواجهه المنطقة وتعانيه البشرية على يد دولة تُسطّر وضعا غير مسبوق فى التاريخ، إذ لم يسبق أن مارس العالم كل هذا القدر من الصمت المخزى والتواطؤ الفاضح مع جرائم كيان وظيفي، فقط لأنه يحظى بحماية وغطاء إمبراطورية مهيمنة على النظام الدولي. فضلا عن أن تأمل تلك الجرائم القديمة المتجددة يجعلنا نتمسك باليقين بأن معركتنا عادلة، بل هى معركة «حق» فى مواجهة «باطل» يريد أن يواصل ظلمه واضطهاده لشعوب مسالمة، لم ترتكب جرما ضد أحد، بل كانت كل جريرتها أنها وقعت كالأيتام على موائد اللئام من قوى الاستعمار القديم التى أرادت أن تجد ملاذا لتهجير اليهود من أوروبا فبحثت لهم عن وطن خارج أراضيها، وأطلقت العنان لحفنة من المتطرفين دينيا وعنصريا والمضللين فكريا ليصطنعوا سيلا من الأساطير لتبرير جرائمهم والتعمية على أطماعهم الاستعمارية. ■■■ «إسرائيل فى حقيقة الأمر واحدة من الدول القليلة التى يعتبرها الكثيرون فى أحسن الأحوال مشبوهة أخلاقيا، وفى أسوئها غير شرعية»، هذا الحكم ليس لى، وإنما أقتبسه عن إيلان بابيه، أحد المؤرخين الإسرائيليين الناقدين للصهيونية، والذى شكّل مع آخرين تيار «المؤرخين الجدد» فى إسرائيل لإعادة سرد التاريخ الذى حاول الصهاينة المتطرفون طمسه ومحو حقائقه الراسخة لتغطية عنصريتهم ودمويتهم. والحقيقة أن إسرائيل دولة مثقلة بماضيها، لذا فهى تخشى مستقبلها، والدرس الذى يعلمه كل قارئ للتاريخ أنه لا توجد دولة تستطيع الفرار من ماضيها، لكن الصهاينة المتطرفين فى إسرائيل قديما وحاليا يتصورون أنهم يستطيعون تغيير مسار التاريخ، وصناعة تاريخ مختلف باغتيالهم للمستقبل. ومن يتأمل كثيرا من الجرائم الإسرائيلية، وتحديدا تلك التى سردتُ بعضا من جوانبها فى السطور الماضية (بحر البقر، دير ياسين، قانا) أو الكثير من الجرائم التى ترتكب حاليا فى غزة والتى تقول تقارير الأممالمتحدة أن 70 فى المائة من ضحاياها أطفال ونساء، سيدرك دون عناء أننا أمام دولة فى عداء مع المستقبل، فكل طفل عربى وفلسطينى تراه إسرائيل بذرة خطر على مستقبلها، وكل أم تبقى على قيد الحياة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة مصدر تهديد للاحتلال، لأن تلك الأم هى التى تزرع فى قلوب وعقول الأجيال الجديدة التمسك بالأرض والتشبث بالحلم، حلم الحرية والاستقلال. والأغرب أن تلك المذابح الصهيونية تمثل دليلا دامغا على حقيقة «العدو» الذى تواجهه المنطقة، ويجب أن يفهم العالم حقيقته، فنحن أمام حفنة من المرضى المسكونين بأحلام العظمة، وأقتبس مجددا من إيلان بابيه الذى لخص فى بضع كلمات حقيقة الإجرام الصهيوني، عندما أشار فى كتابه «فكرة إسرائيل» إلى أن «الشعور الإسرائيلى بالتفوق هو تركيبة من عقدة تفوق عنصرى متشابكة مع كراهية مرضية». بل أجدنى أتوقف أمام كلمة مشهورة لواحدة من أشهر من حكموا إسرائيل، وهى جولدا مائير التى نُقل عنها قولها: «لن نغفر للعرب أبدا ما أجبرونا على فعله بهم»، وهى مقولة تكشف أننا بحق أمام حالة مرضية بغيضة، تلوم الضحية لتتنصل من المسئولية عن ارتكاب الجريمة، وهذا ما يواصل قادة إسرائيل اليوم القيام به، فهم يلومون الفلسطينيين على بقائهم أحياء، ويحملونهم مسئولية قتلهم لأنهم لم يفروا من أرضهم(!!)، ويصبون على رؤوسهم اللعنات، فقط لأنهم قرروا أن يواجهوا الاحتلال ولو بصدورهم العارية وأياديهم الخالية إلا من قبضة لا تزال متشبثة بحلم الوطن رغم محاولات الاغتيال والتمزيق. بل إن بعض المتبجحين من قيادات دولة الاحتلال لا يعتريهم الخجل وهم يتحدثون عن «أخلاقيات» جيشهم، الذى بات يمثل باعتراف كل المؤسسات الدولية، القاتل الأول فى العالم للأطفال والصحفيين وأطقم الإغاثة الطبية والإنسانية. ■■■ وليس ثمة عار أفدح من ارتكاب إسرائيل للجرائم الدامية ضد المدنيين والأبرياء والفئات المحمية بموجب القانون الدولى الإنسانى والقتل الممنهج للنساء والأطفال فى الأراضى الفلسطينية وفى لبنان وسوريا وغيرها، سوى إصرار قادة إسرائيل ليس فقط على إنكار تلك الجرائم المخزية، بل ومحاولة تضليل العالم والاستمرار فى تصوير إسرائيل على أنها دولة صغيرة فى خطر، وتواجه محيطا من الكراهية. وواقع الحال أن تلك الدعاية الإسرائيلية ضرب فج وفادح من الاحتيال، فصحيح أنها دولة صغيرة، لكنها دولة نووية حتى وإن أصرت على إنكار ذلك، وهى أيضا تحظى بحماية أكبر ترسانة عسكرية فى العالم، وتحصل على دعم أمريكى مفتوح ولا ينقطع لتواصل تهديد المنطقة كلها. وبالفعل هى تواجه محيطا من الكراهية، ولكن من صنع تلك الكراهية؟ أليست الممارسات الإجرامية ضد الأبرياء، والمساعى التى لا تتوقف لزعزعة استقرار دول الجوار والاستيلاء على أراضيهم، وتهديد أمنهم، وعدم الالتزام بأية مواثيق أو قوانين أو أعراف؟! إن الدماء التى تريقها إسرائيل كل يوم لن تبنى جدارا من الخوف تحتمى وراءه، بل ستتحول إلى مستنقع تغرق فيه دولة الاحتلال يوما ما، وما تقوم به من ممارسات عدوانية لن يكون رادعا يوفر لها الأمن، بل سيكون أكبر دافع فى المستقبل للثأر والانتقام. والصمت المخزى الذى يواجه به العالم الجرائم الإسرائيلية سيتحول لا محالة إلى أداة لانهيار ذلك النظام الدولى المختل والفاسد، وساعتها ستحين ساعة الحساب، ليس فقط لإسرائيل التى ثقل دينها وتلطخ سجلها بأفظع الجرائم، ولكن لكل من ساعدها وتواطأ معها ووفر لها الدعم والحماية. وساعتها سيفخر المتمسكون بقيم الإنسانية وبثوابت الحق والعدل بمواقفهم وفى مقدمتهم المصريون قيادة وشعبا، وسيشعرون بأن الثمن الذى دفعوه من أجل إعلاء تلك القيم كان زهيدا فى مقابل مناصرتهم للضعفاء وعدم مشاركتهم فى ظلم أو تواطئهم فى خيانة لهؤلاء الأبرياء. ■■■ إن استعادة ذكرى الجرائم الإسرائيلية، وتذكر آلاف الضحايا الذين سقطوا شهداء وفقدوا حياتهم على يد طغمة من الموتورين المسكونين بأحلام السيطرة والقرصنة على الأوطان والشعوب، تمثل بارقة أمل على أن تلك الجرائم مهما بلغت قسوتها لا تبنى مستقبلا، ولا توفر أمنا. وهى كذلك دليل حى على أنه رغم الإمعان الإسرائيلى فى القتل وترهيب الشعب الفلسطينى، فإن ذلك الشعب لا يزال باقيا على أرضه، قابضا على حلم الوطن، محتفظا بمفاتيح العودة، فلا دير ياسين رغم قسوتها أخلت أرض فلسطين من أهلها، ولا بحر البقر رغم بشاعتها حالت دون ثأر المصريين لأطفالهم واستعادة أرضهم، ولا قانا رغم بشاعتها وهمجيتها غيرت مواقف اللبنانيين بكل طوائفهم، فقد ظلوا متمسكين بأرضهم، رافضين لوجود الاحتلال على أى شبر منها. كما أن مذابح غزة والضفة الغربية اليوم ورغم كل ما تحمله من صور الإبادة الجماعية الممنهجة، لم ولن تفلح فى كسر إرادة شعب يدرك أن بقاءه على أرضه هو أهم صور المقاومة. علينا جميعا ان ندرك أن الذاكرة والوعى هما سبيلنا لحماية مستقبلنا، فإدراكنا لعدالة قضيتنا، وأخلاقية مواقفنا، وشرعية مطالبنا، وإنسانية ثوابتنا، حصن حقيقى لقدرتنا على فضح «عدو» يمارس أقسى صور التضليل والإدعاء والتزييف فى تاريخ العالم. يجب علينا أن نعى من دروس الماضى أن منحنيات التاريخ لا تعرف الثبات، وأن الأيام دول، وفصول الألم لا تدوم أبد الدهر، صحيح أننا قد نكون اليوم فى ذروة المأساة، لكن غالبا ما تكون ذروة الشىء بداية نهايته، وأن المتمسكين بقيم الحق والخير والعدل فى مواجهة ممارسات الظلم والبغى والعدوان، والمستعينين بالله ثم بأدوات القوة الحقيقية من وحدة وتماسك وثبات، وحدهم القادرون على تضميد الجراح، وتجاوز كل الصعاب. تحية لأرواح شهداء الوطن وأمتنا العربية، وسلاما على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه بأن يحافظوا على وطنهم، وألا يفرطوا فى حبة رمل من أرضه، وأن يفتدوا بأرواحهم مصر وشعبها الأبى.