تستضيف لكسمبورج اجتماعا لوزراء التجارة بالاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين 7 أبريل، حيث من الواضح أن جدول الأعمال لن يركز فقط على التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، ولكن أيضًا بين الاتحاد الأوروبي والصين، فى سياق الرسوم الجمركية الأمريكية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الأيام الأخيرة. ودافع وزير التجارة الخارجية الفرنسي لوران سان مارتن، عن أهمية إرساء "توازن القوى" مع الولاياتالمتحدة، من أجل تحقيق "مفاوضات فعالة" بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية. اقرأ أيضًا| البورصات الأوروبية تسجل انهيارا في مواجهة حملة التعريفات الجمركية لترامب وقال: "إذا لم تثبت قدرتك على الرد، فلن تتمكن أبدًا من الدخول في مفاوضات فعالة". وسيتوجه لوران سان مارتن إلى لكسمبورج، اليوم؛ للمشاركة في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية والتجارة، والذي يهدف إلى إعداد "الرد الأوروبي على الولاياتالمتحدة" حسبما أوردت صحيفة "ليسينسيال" التي تصدر في لكسمبورج. وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل جبهة موحدة خلال الأيام المقبلة ضد الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها دونالد ترامب، ومن المرجح أن توافق على حزمة أولى من التدابير المضادة الموجهة على واردات أمريكية تصل قيمتها إلى 28 مليار دولار. وتعني هذه الخطوة انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الصين وكندا في فرض رسوم جمركية انتقامية على الولاياتالمتحدة، في تصعيد مبكر لما يخشى البعض أن يتحول إلى حرب تجارية عالمية، مما يزيد من تكلفة السلع لمليارات المستهلكين ويدفع اقتصادات العالم إلى الركود. ويواجه الاتحاد، الذي يضم 27 دولة، رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات، ورسومًا جمركية متبادلة بنسبة 20% اعتبارًا من يوم الأربعاء على جميع السلع الأخرى تقريبًا. وتغطي رسوم ترامب الجمركية حوالي 70% من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولاياتالمتحدة- والتي بلغت قيمتها الإجمالية 532 مليار يورو (585 مليار دولار) العام الماضي- مع احتمال فرض رسوم جمركية على النحاس والأدوية وأشباه الموصلات والأخشاب، كما أورد موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي. وحسب المصادر فستقترح المفوضية الأوروبية، التي تنسق السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، على الأعضاء في وقت متأخر من يوم الاثنين قائمة بالمنتجات الأمريكية التي ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم، بدلا من الرسوم المتبادلة الأوسع. ويحرص الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد اقتصاده بشكل كبير على التجارة الحرة، على ضمان حصوله على دعم واسع لأي رد فعل، وذلك لمواصلة الضغط على ترامب للدخول في مفاوضات في نهاية المطاف. ويعتبر اجتماع اليوم، أول لقاء سياسي على مستوى الاتحاد الأوروبي منذ إعلان ترامب الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة، حيث سيتبادل الوزراء المسئولون عن التجارة من الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي وجهات النظر حول تأثير هذه الرسوم وأفضل سبل الرد. اقرأ أيضًا| الصين تتهم واشنطن بالسعي من خلال الحرب التجارية «للهيمنة باسم المعاملة بالمثل» وصرح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بأن الهدف الرئيسي من الاجتماع هو الخروج برسالة موحدة، تتمثل في الرغبة في التفاوض مع واشنطن على إلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية، مع الاستعداد للرد بإجراءات مضادة في حال فشل ذلك. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: "كان أكبر مخاوفنا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو إبرام صفقات ثنائية وانهيار الوحدة، ولكن خلال ثلاث أو أربع سنوات من المفاوضات لم يحدث ذلك، بالطبع، الوضع هنا مختلف، لكن الجميع يرى اهتمامًا بسياسة تجارية مشتركة". وتتباين الآراء بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حول كيفية الرد، حيث قالت فرنسا إن على الاتحاد الأوروبي العمل على حزمة تتجاوز التعريفات الجمركية بكثير، واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الشركات الأوروبية تعليق استثماراتها في الولاياتالمتحدة حتى "تتضح الأمور".