يبدو أن المعركة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية لن تتموقف فقط على الاتفاق النووي الإيراني، في ظل تمسك دول القارة العجوز بالاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن، بل أيضا ستشعل أزمة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم، في ظل اتهام أوروبا لواشنطن بالضغط عليها لتخفيض صادراتها. أزمة أوروبا مع واشنطن ليست المرة الأولى التي تشعل فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية أزمة اقتصادية مع الغرب، فقبل أشهر أدى زيادة الرسوم الجمركية للحديد من قبل واشنطن في أزمة أخرى بين أمريكا ودول أوروبا، في ظل سياسة تجارية يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى من خلالها لتحقيق أقوى عائد اقتصادي من خلال مواد الصلب والحديد.
معركة الصينوأمريكا الاقتصادية كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، أحدثت أزمة اقتصادية أيضا مع الصين، في مارس الماضي، بعد أن أعلن دونالد ترامب فرض رسوم على السلع الصينية، لترد بكين أيضا باتخاذ ذات الإجراء، حيث قالت حينها الصين، إنها ستمضى قدما نحو فتح السوق وإجراء إصلاحات، مشيرة إلى أنها ستتعامل مع الشركات المحلية والأجنبية على قدم المساواة وتحمى حقوق الملكية الفكرية، بعد العقوبات الاقتصادية التي أعلنتها الولاياتالمتحدة ألأمريكية ضد الصين ، حيث أبلغ نائب رئيس الوزراء الصيني، منتدى تنمية الصين فى بكين حينها، أن الصين تحتاج للانفتاح بشكل أكبر على العالم الخارجي وستفعل ذلك من خلال مبادرتها الحزام والطريق، مشيرا إلى أن الصين تعى تماما أن العولمة الاقتصادية لا رجعة فيها، والأحادية والحماية التجارية لا تخدم مصالح أحد.
رسوم جمركية على الواردات الأوروبية الجديد في الأزمة الأوروبية الأمريكية، هو الاتهامات التي وجهتها مفوضية التجارة الأوروبية، للولايات المتحدةالأمريكية، بأنها تحاول الضغط علينا لتخفيض صادرات أوروبا، حيث قالت المفوضية: نحن لا نقبل هذا التهديد.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مفوضية التجارة الأوروبية، تأكيدها أن أوروبا ملتزمة بقواعد منظمة التجارة العالمية وحال مخالفة أي طرف لتلك القواعد يتوجب التدخل قانونيا، ونتابع ونراقب بقلق إذا ما فرضت الولاياتالمتحدة جمرك على السيارات والبواخر في المستقبل، فالدول التي تصدر الألومونيوم والصلب إلى الولاياتالمتحدة سترتفع ضرائبها الجمركية أيضا. ماكرون يتصل بترامب فرنسا بدورها سعت لإقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتراجع عن القرار، فزفقا لما أعلنته الرئاسة الفرنسية، فإن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ناقش خلاله فرض واشنطن رسوم جمركية على الواردات الأمريكية من الصلب والألومنيوم القادمة من الاتحاد الأوروبي، حيث اعتبر أن هذا القرار خاطئ وغير قانوني، مؤكدا عزم الأوروبيين الرد بحزم و بشكل متناسب.
الرئيس الفرنسي، طالب نظيره الأمريكي للمشاركة فى مفاوضات مع الاتحاد الأوروبى والصين واليابان لتشديد قواعد منظمة التجارة العالمية، بعد أن قررت واشنطن عدم تمديد العمل بالإعفاء المؤقت الذى منحته للاتحاد الأوروبى حتى منتصف أمس الخميس وفرضت تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم، كما ألغت تعليق هذه الرسوم عن المكسيك وكندا.