أعزائى قراء جريدة الأخبار، انتهى شهر رمضان الكريم وعدت إليكم لأتنفس الحياة من خلالكم بعد أن اشتاقت الحروف والكلمات إليكم... عدت بعد انتهاء الشهر الكريم سريعًا وكنت أتمنى أن تطول أيامه، تلك الأيام الجميلة المفعمة بالروحانيات والقرب إلى الله والمحبة التى تراها بل تشعر بها فى كل الأجواء.. فيه تجتمع الأسر التى قد لا يروا بعضهم البعض إلا لمامًا بل إن بعض العائلات لا يتقابلون إلا فى الجنائز.. ولكن فى رمضان يسود الحب والتقارب بين الجميع على موائد الإفطار أو السحور أو حتى بتبادل التهانى. ورغم حزنى على انتهاء هذه الأحاسيس الا انى اتمنى من الجميع وابدأ بنفسى ان نتخذ من رمضان نقطه تحول فى حياتنا و نجعله منهجًا وأسلوبًا نتبعه طوال العام، فلا تتركوا المصاحف ولا تهجروا القرآن واقرأوا ما تيسر منه يوميا ولديكم أيام التشريق فى كل شهر عربى فصوموا سنة لحبيبنا رسول الله ولا تتركوا الصلاة فى المساجد وأقيموا الليل -لمن يستطيع- ولو بركعتين وصلوا أرحامكم وارحموا ضعفاءكم.. نعم شهر رمضان أوكازيون ونفحات من الله سبحانه وتعالى إذا كان قد انتهى فلا زال فى العمر بقية وعلينا إدراك ما تبقى من حياتنا واعتبارها ملحقًا وهبنا الله إياه لتحسين أفعالنا وعباداتنا، جعلكم الله من صام فاتقى وقام فارتقى وليكن فى رسولنا الكريم أسوة حسنة نهتدى بها ونسير على خطاه «صلى الله عليه وسلم» والذى قال فى وداعه لشهر رمضان: «اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه فإن جعلته فاجعلنى مرحومًا ولا تجعلنى محرومًا.. الحمد لله على التمام الحمدلله على البلاغ الحمد لله على الصيام والقيام.. اللهم اجعلنا ممن صام الشهر إيمانًا واحتسابًا وأدرك ليلة القدر وفاز بالأجر.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا».. وكل عام وحضراتكم بخير.