هل تتذكرون الاممالمتحدة المبنى والمعنى؟ هل تذكرون ذلك المبنى الشامخ المطل على المحيط الاطلنطى بنيويورك والراسخ فى حياة ووجدان الامم والشعوب؟ هل عاصرتم ايام مجدها عندما كانت قبلة المظلومين وملاذ المضطهدين من كل انحاء العالم؟ هل تذكرون قوة قراراتها الصادرة من مجلس الامن او الجمعية العامة او محكمة العدل الدولية او الجنائية والتى كانت ترتعد منها فرائص الملوك والرؤساء؟ لماذا تقزم دورها الآن وأصبحت على هامش الدنيا بعد ان كانت ملء السمع والبصر؟ أين هى مما يحدث من حروب ومجازر فى كل انحاء العالم؟ ولماذا لانجد لقراراتها صدى واحتراما؟ لماذا ارتضت الذل والهوان بعد ان كانت صاحبة قوة وصولجان؟ أعتقد ان هذه التساؤلات تدور فى اذهان الكثيرين وتحتاج الى اجوبة الخبراء والمحللين. التاريخ يوثق انه منذ إنشاء الأممالمتحدة عام 1945وإقرار ميثاقها فى مدينة سان فرانسيسكو، وهى تحمل رسالة نبيلة وتختص بمعالجة القضايا الدولية والحروب والنزاعات المسلحة لتفادى أهوال الحربين العالميتين الأولى والثانية والحيلولة دون وقوع حرب عالمية ثالثة. مجلس الأمن الدولى كان معنيا بتنفيذ القرارات ولو بالقوة لأنه يضم الدول المنتصرة فى الحرب العالمية والصين التى انضمت لاحقا. منظمة الأممالمتحدة كانت ذات فعالية واضحة ولها دور كبير فى إنهاء الحروب والصراعات والتخلص من الاستعمار وتشجيع حركات التحرر الوطني، لكن السنوات الأخيرة شهدت انحسارا وتراجعا فى دورها بفعل فاعل!! فالقاصى والدانى يعرف أنها اصبحت لعبة فى يد امريكا تحركها كيفما تشاء وقتما تشاء.. الجميع يدرك ان امريكا هى من اضاعت هيبتها وأضعفت دورها لأن واشنطن ارادت أن تهيمن على القرار الدولى بمفردها. ومن المضحكات المبكيات ما نراه من سوء استخدام امريكا لحق الفيتو لوأد اى قرار لمجلس الامن لا تريده، والويل والثبور والتهديد بعظائم لها إن اعترضت، لذلك اصبحت الاممالمتحدة التى كانت فى يوم من الايام «عصبة الامم» فى حالة مرضية ميؤوس منها، تصدر قرارات وتوصيات لايحترمها احد هى والعدم سواء.