المشهد المرتبك يفرض علينا الاصطفاف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلف قواتنا المسلحة الباسلة مساندين وداعمين. خلال الأيام القليلة الماضية تصاعدت الأحداث فى قطاع غزة بصورة مرعبة.. جنون القصف يتزايد وجثث الأبرياء تتطاير لتلامس السماء بسبب قوة التفجيرات والعالم يغط فى سبات عميق مكتفيا بالفرجة عبر الشاشات.. جرت فى النهر مياه كثيرة وتلبدت الأجواء بغيوم وسحب كثيفة.. إسرائيل تضرب ولا تبالى وترتكب مذابح يشيب من هولها الولدان.. وتيرة الحرب تتصاعد بدرجة كبيرة لا يكفى معها التعاطف الانسانى أمام الشاشات بل تحتاج الى المزيد من الضغط والتحركات.. أسرار ومؤامرات الليل يفضحها النهار لنفاجأ بمن باع ومن خان ومن تآمر!! باعوا الشرف بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين وللقتلة مؤيدين مناصرين.. وبقيت مصر الأبية الشريفة تناصر القضية وتتعامل بشرف فى وقت عز فيه الشرف.. تحاول بكل قوة إنقاذ شعب والحفاظ على دولة وشعب أرادوا له الفناء.. كان الله فى عون الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يقبض بيديه على جمرة من نار يرفض التفريط فى القضية الفلسطينية رغم كل الإغراءات والتهديدات والتلويح بسيف المعز وذهبه.. أعرض عن وعود بتصفير الديون وتقديم دعم مالى بمئات المليارات من الدولارات مقابل الموافقة على تمرير صفقة القرن وتهجير الفلسطينيين الى جزء من سيناء.. تحدى التحدى ورفض بكل قوة وصلابة إملاءات ترامب واستمر فى بذل الجهود والاتصالات لوقف المذابح وتوصيل المساعدات فى الوقت الذى تقاعس فيه الكثيرون لنيل الرضا والقبول!! الخطر قائم والمشهد المرتبك يفرض علينا الاصطفاف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلف قواتنا المسلحة الباسلة مساندين وداعمين له بكل قوة وتفويضه باتخاذ كل ما من شأنه مصلحة مصر.. نقولها للرئيس السيسى صريحة: نحمد الله أنك قدرنا وقائدنا فى هذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن لانها مرحلة فارقة تحتاج مقاتلا صلدا يمتلك القوة والشجاعة فى اتخاذ القرار.. نشفق عليك وندرك حجم الضغوط والتحديات التى تواجهها لكننا عهدناك صلدا ثابتا على المبدأ.. قويا لا تخشى فى الحق لومة لائم.. نخشى عليك من ألاعيب الباحثين عن دور الذين باعوا انفسهم والقضية تقربا وزلفى لأولياء النعم!! نثق بك فأنت من قاد البلاد الى بر الأمان فى أحلك الأوقات وأنقذها من دوامة سقوط خطط لها الأشرار بكل خبث وإتقان بمشاركة خونة الجماعة والتيار. قرأتَ المشهد مبكرا وبنيتَ جيشا عظيما حرصت على تسليحه بأحدث الأسلحة العالمية ولم تلتفت وقتها لرفض المعارضين وغضب الغاضبين.. كنت تمتلك الفراسة وبُعد النظر فأصبح جيشنا والحمد لله من أقوى الجيوش يعمل له الجميع ألف حساب.. لم تلتفت لصياح الغافلين وأكاذيب المأجورين وأدرت ظهرك لحملة المباخر والمنافقين فانقلبوا على أعقابهم خاسرين.. حفظكم الله فخامة الرئيس وسدد على طريق الحق خطاكم، فسِرْ على بركة الله وكلنا خلفك مؤيدين داعمين مساندين. نيرون العصر والدكتوراه الفخرية !! كدت أصاب بالجنون وأنا أشاهد عبر شاشة التلفزيون كبرى جامعات المجر وهى تكرم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وتمنحه الدكتوراه الفخرية وتقول إنه يستحق لدوره العظيم فى التاريخ وقدرته على التعامل مع الأجواء الجيوسياسية المعقدة وإظهار قوته فى الأوقات الصعبة!! أغلقت التلفزيون بكل عصبية وتركت المنزل وسرت هائما على وجهى اكلم نفسى وأضرب كفا بكف وأتساءل: ما هذا الذى يحدث؟! وفى هذا التوقيت؟! وإلى هذه الدرجة من التحدى لمشاعر العالم؟! كيف يحدث ذلك؟! لماذا ولماذا؟! يا إلهى! نتنياهو مجرم حرب بحكم محكمة وليست أى محكمة؛ إنها الجنائية الدولية الأممية أكبر وأهم محكمة فى العالم لثبوت إدانته بالابادة البشرية.. يصعد إلى منصة التكريم ويتقلد الدكتوراه الفخرية فى نفس اللحظة التى تنهمر قنابل جيشه فوق رءوس الاطفال والنساء والعجائز!! حقا إننا نعيش فى زمن العجائب.. فبدلا من أن تبادر المجر بتنفيذ القانون الدولى الذى وقعت على احترامه وتلقى القبض على نتنياهو بمجرد أن تطأ قدماه أراضيها بمطار بودابست وتسلمه للعدالة لمحاكمته كمجرم حرب تنفيذا لحكم الجنائية الدولية.. يفاجأ العالم بها تحتفى بالمجرم وتبارك زيارته بل وتكرمه وتمنحه الدكتوراه الفخرية فى حفل أسطورى.. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يقف رئيس وزرائها ليعلن على الملأ بكل صلف انسحاب بلاده من اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية إرضاءً لامريكا وعقابا للمحكمة على إدانتها لنتنياهو واسرائيل!! إنه زمن اللامعقول.. نعيش عصر البقاء للأقوى، حيث حول النظام العالمى الجديد منظمة الاممالمتحدة وهيئاتها وكياناتها الدولية الى خيال مآتة لا احترام لقراراتها التى اصبحت مجرد حبر على ورق خاصة اذا تعارضت مع مصالح الكبار الذين يخرجون ألسنتهم للجميع دون حسيب أو رقيب، أما الصغار فلهم الله! لا تندهش -عزيزى القارئ- فقد تستيقظ يوما على نبأ منح نتنياهو جائزة نوبل للسلام!!! عاصمة الأطراف المبتورة !! فجعت وأنا أطلع على أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية أكد أن قطاع غزة أصبح عاصمة «الأطراف المبتورة» بسبب القصف الوحشى لمساكن المدنيين بآلاف الأطنان من المتفجرات المحرمة دوليا.. جمعية الهلال الأحمر أشارت الى أن أكثر من 15 ألف طفل فلسطينى خسروا كل أطرافهم أو بعضها فى مشاهد يندى لها جبين البشرية.. منظمة «أنقذوا الأطفال» فجرت مفاجأة بأن 10 أطفال على الأقل يفقدون أطرافهم يوميا منذ اندلاع الحرب وأن عمليات البتر غالبًا ما تجرى دون تخدير ودون مسكنات للألم مع غياب المضادات الحيوية ونقص التعقيم مما يعرض حياة الاطفال لخطر داهم.. وناشدت ضمير العالم سرعة التحرك لإنقاذ الأطفال لأن المشكلة ليست فى إجراء عمليات البتر للأطفال لكن الخطر أن الأطفال تنمو عظامهم وبالتالى يحتاجون لإجراء عمليات بتر ثانية، وفى ظل الانهيار الكامل للنظام الصحى فى قطاع غزة لا يمكن متابعة حالاتهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم. تروى طبيبة المأساة وتقول: فى العيد عجزت الاطراف المبتورة للأطفال عن حمل البالونات والكرات والركض خلف قرنائهم الذين أخطأتهم صواريخ الاحتلال صدفة ربما فقط الى حين!! العيد اصبح كلمة خارج قاموس اطفال غزة فاقدى البيت والأهل والأرض والحرية وبدونها كلها لا أعياد خاصة أنه يحز رقابهم ويهدد كيانهم وحش التهجير وليس لهم من البشر معين. مذبحة المسعفين جريمة حرب جديدة ارتكبتها اسرائيل فى العيد عندما أعدمت بدم بارد 15 من طواقم الدفاع المدنى ومسعفى الهلال الأحمر وفرق الاغاثة رميا بالرصاص ودفنتهم فى مقابر جماعية مكبلين بالحبال.. قتلوهم عمدا وهم يعلمون هويتهم حيث إن مركبات الدفاع المدنى والهلال الأحمر تدخل بشكل اعتيادى وكانت تحمل شارة الحماية ليرتفع عدد من اغتالتهم إسرائيل من كوادر الدفاع المدنى إلى 111 شهيدا و27 من مسعفى الهلال الأحمر وأكثر من 1400 من أفراد الطواقم الطبية.. السؤال: متى تجد صرخات الطواقم الطبية ورجال الدفاع المدنى طريقا الى قلوب تحجرت وماتت الانسانية بداخلها؟ لقد أعاد مشهد استخراج جثث طواقم الدفاع المدنى وعمال الاغاثة الانسانية من المقبرة الجماعية مقيدين الى الاذهان صرخة الاستغاثة التى اطلقتها الطبيبة الايرلندية تاليا التى انهارت باكية وهو توثق شهادتها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتسرد الأهوال التى عايشتها.. قالت إن أهل غزة يُذبحون فى حرب ابادة مستمرة قرابة عامين ويزداد العدو الاسرائيلى نهما وتعطشا لشرب الدم الفلسطينى ويبقى العالم لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.. والجزء الفاعل من هذا العالم العنصرى الحقير يتلذذ وهو يرى الدم واللحم منثورا على تراب غزة ثم نسمع من يقول لك: أنت مُعادٍ للسامية.. قبحكم الله أيها العنصريون! إن المجتمع الدولى فى هذه القاعة الاممية فقد الغالبية منهم إنسانيته ولا حيلة لهم بسبب هيمنة القوى العظمى على قراراتهم مما شجع اسرائيل على الإمعان فى ارتكابه جرائم الإبادة الجماعية.. حقا لقد قطعت «تاليا» قول كل خطيب!!