الغربية: محمد عوف في واقعة مأساوية هزت أرجاء قرية العتوة البحرية التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية؛ أقدم أب مسجل خطر على قتل اثنين من أطفاله وإصابة الثالث بجروح خطيرة، بعدما انهال عليهم بالضرب والتعذيب داخل حمام المنزل مستخدمًا جنزيرًا وعصا خشبية، تلك الجريمة المروعة كشفت عن تفاصيل صادمة، حيث تبين أن الأب مدمن للمخدرات ومسجل خطر وله سجل إجرامي حافل، كما أنه منفصل عن زوجته منذ عامين، وكانت الزوجة قد غادرت منزل الزوجية عدة مرات قبل الطلاق بسبب اعتداءاته المتكررة عليها وعلى أبنائهما. الكل يعلم من جيران هذا الرجل أنه مسجل خطر لذا فهم يتحاشون الكلام معه أو مصادقته، أيضا الجميع يعلم أن زوجته ذاقت معه الأمرين حتى أنها كانت تترك له منزل الزوجية أكثر من مرة حتى فاض الكيل بها وطلبت الطلاق لتنجو بنفسها من هذا الزوج المجرم، لكن لم يتوقع أحد أن يدفع ثمن إجرامه وإدمانه أطفاله الصغار، أثنان منهما لقيا مصرعهما والثالث يصارع الموت داخل المستشفى شاهدًا على جريمة أب منزوع الرحمة من قلبه، هو والشيطان وجهان لعملة واحدة. بداية الواقعة عندما تلقى مدير أمن الغربية، إخطارًا يفيد بمقتل طفلين داخل منزلهما بقرية العتوة البحرية، وإصابة طفل ثالث بإصابات خطيرة، على الفور تحركت قوة أمنية إلى موقع الحادث، لتجد الطفلين وقد فارقا الحياة داخل الحمام، وعليهما آثار تعذيب وحشي أما الطفل الثالث، فكان يعاني من إصابات بالغة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية. بالفحص، تبين أن الضحيتين هما محمد، الطالب بالصف الثاني الابتدائي، وشقيقته نادية، الطالبة بالصف الرابع الابتدائي، حيث تعرض الشقيقان للضرب المبرح حتى الموت على يد والدهما محمود الشهاوي، وهو مسجل خطر يقيم في القرية ذاتها، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الأب الجاني، حيث اعترف صاحب السجل الإجرامي بارتكاب الجريمة وتم اقتياده إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات. شهود العيان روى شهود العيان من جيران الضحايا تفاصيل مفزعة عن ليلة الجريمة حيث أفادوا؛ بأنهم سمعوا صراخ الأطفال تتعالى بشكل هستيري من داخل المنزل وعند محاولتهم التدخل لإنقاذهم، فوجئوا بأن الأب قام بإغلاق البوابة الحديدية بإحكام، ووضع خلفها عائقًا ثقيلًا لمنعهم من الدخول. لم يكن أمام الجيران خيار سوى تحطيم البوابة بالقوة، وعند دخولهم، كانت المأساة مروعة؛ حيث وجدوا الطفلين في حالة إغماء تام، وآثار الضرب والتعذيب تغطي جسديهما، بينما كان الطفل الثالث يعاني من إصابات خطيرة. قام الجيران بنقل الأطفال إلى المستشفى على الفور، إلا أن الطفلين فارقا الحياة متأثرين بإصاباتهما، بينما لا يزال الطفل الثالث تحت الرعاية الطبية المكثفة. تحريات وتحقيقات مع توالي التحقيقات، بدأت الأجهزة الأمنية بتجميع الأدلة والاستماع إلى شهادات الجيران وأفراد الأسرة، كما تم تفريغ كاميرات المراقبة القريبة من المنزل لكشف ملابسات الواقعة بالكامل؛ حيث كشفت التحريات أن الأب الجاني كان مدمنًا للمخدرات، وسبق اتهامه في عدة قضايا جنائية، وكان معروفًا بسلوكه العنيف تجاه زوجته وأطفاله. وخلال التحقيق، اعترف الأب بجريمته، مدعيًا أنه كان يحاول تأديب أطفاله، لكنه لم يكن ينوي قتلهم إلا أن الأدلة والتحريات كشفت أنه قام بتعذيبهم لساعات باستخدام العصا الخشبية والجنزير، دون رحمة أو شفقة. حزن وغضب في القرية سيطرت حالة من الصدمة العارمة على أهالي قرية العتوة البحرية، الذين لم يتمكنوا من استيعاب كيف يمكن لأب أن يتحول إلى وحش كاسر ضد أطفاله الأبرياء وأكد أحد الجيران؛ أن الأب كان معروفًا بعنفه المفرط، لكنه لم يتوقع أحد أن يصل الأمر إلى قتل فلذات كبده بهذه الوحشية. من جانبهم، طالب الأهالي الجهات المعنية بضرورة توقيع أقصى العقوبة على الأب القاتل، حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أولاده أو ممارسة العنف الأسري. ومن جانبها أمرت النيابة العامة بحبس الأب المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، مع تكليف الطب الشرعي بتشريح جثتي الطفلين لتحديد سبب الوفاة بدقة وتحديد الصفة التشريحية كما تم تكليف الأجهزة الأمنية بمواصلة التحريات حول حياة الأب الجاني وسجله الإجرامي، بالإضافة إلى الاستماع إلى شهادة الزوجة المنفصلة وأفراد الأسرة. في الوقت نفسه، يتابع الأطباء الحالة الصحية للطفل الثالث، الذي نجا من الموت بأعجوبة، حيث يخضع لرعاية طبية مكثفة في محاولة لإنقاذه من آثار التعذيب الوحشي ولم يتبق أمام الجميع سوى انتظار كلمة العدالة، التي يأمل أهالي القرية أن تكون سريعة وحاسمة، لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أطفاله أو تعريض حياتهم للخطر أما الطفل الناجي، فلا تزال أمامه رحلة طويلة من العلاج الجسدي والنفسي، في محاولة لتجاوز آثار الكارثة التي عاشها داخل منزله، على يد من كان يفترض أن يكون مصدر الأمان والحنان في حياته. جرس إنذار أثارت هذه الجريمة المروعة تساؤلات عديدة حول ظاهرة العنف الأسري، خاصة في ظل وجود حالات متكررة لآباء يمارسون أشكالًا مختلفة من الإيذاء الجسدي والنفسي ضد أطفالهم وطالب خبراء ومختصون في علم الاجتماع والنفس بضرورة تعزيز برامج التوعية لمكافحة العنف الأسري، مع فرض رقابة صارمة على الأشخاص الذين لديهم سوابق إجرامية أو سلوكيات عدوانية داخل الأسرة. اقرأ أيضا: جريمة مروعة بسبب «مراجيح العيد» في الغربية