حتى وإن لم أتشرف بمعرفتك فستجدنى أحترمك وأحبك؛ لتعاطفك مع أهل المقاومة الفلسطينية، ولو ب«مصمصة الشفايف» أو حتى ببرواز على الفيسبوك، فهذه الرمزية عنوان بأنك حر، لا ترتضى الهوان، ولا تقبل المذلة، وما أقل الأحرار فى هذا العالم. من يعمم الحكم بأن الفلسطينيين خونة؛ لأن أحدهم باع قضيته ببيع أرضه ليهودى، أو كان مرشده فى استهدافه لقادة المقاومة فهو ظالم، فالخونة موجودون فى كل مكان وزمان، فكيف نعمم الحكم، وهناك من استشهد وأهله جميعهم فداءً للحق الفسطينى؟ أعلم أن مشاهد سفك الدماء الطاهرة ودك البيوت العامرة بسلاح الإجرام الصهيونى أصابك باليأس.. هل تعلم أن حالة اليأس هذه انتابت بعض المرسلين حين استعجلوا نصر الله، بعد يأسهم من تصديق قومهم لهم رغم يقينهم بصدق ما يقولون؟! ولكن جاء خطاب الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، «110» سورة يوسف. وكما قال المفسرون للآية إن الله سبحانه أكد أن النصر سيأتى فى موعد محدد لحكمة يعلمها هو، وأنه لا يُرد بأسه عن القوم المجرمين. ليتنا لا نهزم أنفسنا ب«التريقة» على ضعفنا كعرب، فحتى لو كنا مذنبين، والله يعاقبنا بالهوان، فاليهود مهزومون بوعد الحق الذى لا يخلف وعده أبدًا. عاش نضال شعب فلسطين العظيم، والمجد والرحمة لمن ارتقى من الشهداء الأبرار.