فى كل الأوقات وكل المراحل التى تمر بالدول والشعوب على طول مسيرتها الوطنية، تكون فى حاجة ماسة وضرورية لوجود وعى عام لدى المواطنين، بطبيعة المرحلة وحقائق الأوضاع، والتوجهات العامة للدولة والأهداف التى تسعى إليها والتحديات التى تواجهها خلال سعيها لتحقيق هذه الأهداف. وفى تقديرى أنه لا خلاف على تحديد الرؤية ووضوحها لدى الدولة المصرية حاليا وطوال السنوات العشر الماضية، فى سعيها الحثيث للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة الذى تمر به خلال تلك السنوات، والذى وضع البلاد فى مصاف الدول الساعية للتنمية، والانتقال إلى مصاف الدول الأكثر نموا والساعية للتقدم والحداثة. وإذا كانت الرؤية والتوجه المصرى واضحين، وهما كذلك بالفعل،...، فإن التحديات التى تواجهنا على هذا المسار واضحة أيضا، وتتركز فى شقين أساسيين،...، أولهما.. الوعى بضرورة العمل الجاد والمكثف والدائم على زيادة الإنتاج للوفاء بحاجة المواطنين واستهلاكهم اللازم، والحد بقدر الإمكان من حجم الاستيراد، مع التركيز على رفع كفاءة المنتج وجودته حتى يكون قادرا على المنافسة فى الأسواق العالمية وفتح أسواق جديدة للتصدير. وثانيهما.. العمل بصفة دائمة على تصاعد الاهتمام لدى المواطنين بصفة عامة للوعى بما يجرى فى المنطقة والعالم، والتنبه للمحاولات الإجرامية التى تقوم بها قوى وفلول عناصر الضلال والبهتان، فى الداخل والخارج لإشاعة الإحباط واليأس فى نفوس المواطنين، سعيا لكسر إرادة الشعب ووأد طموحه نحو المستقبل الأفضل وتعويق مسيرته الوطنية الساعية لبناء الدولة الحديثة والقوية. وفى هذا الإطار من المهم التركيز بصفة قوية على نشر الوعى العام لدى المواطنين بما تقوم به هذه الفلول الضالة، وتلك العناصر الكارهة لمصر وشعبها من استخدام الشائعات الكاذبة ومحاولة التشكيك فى كل الإنجازات والمتاجرة بمعاناة المواطنين لنشر الفتنة وهدم الدولة. «حفظ الله مصر ونصر شعبها وجيشها على قوى الضلال والإفك والبهتان».