تعتبر قرية جريس من أقدم قرى مركز أشمون بمحافظة المنوفية وأشهرها على الإطلاق، حيث كانت أشمون وهي مدينة مصرية قديمة ذكرت في القرنين 5-6 ه، 11-12م باسم أشمون جريس في كتاب «نزهة المشتاق للأدريسي»، وفي القرن 7ه/ 13م ذكرت باسم «أشمون الجريسات» في كتاب للمؤلف ياقوت الحموي، كما ذكرت في كتاب قوانيين الدواوين « اشمون- جريسات»، وفي تاريخ 1228 ه/ 1813م باسم أشمون جريس، ومن سنة 1259 ه حذف اسم جريس لتصبح المدينة والمركز الحالي أشمون فقط. ومن خلال ما سبق يتضح أهمية وشهرة قرية جريس، حيث اقترن اسمها باسم المركز، وعرفت في المصادر التاريخية بهذا الاسم، وهي تعتبر أكبر قرية على مستوى مركز أشمون، حيث تضم نقطة شرطة ويتبع لها العديد من القرى المجاورة . وتشتهر هذه القرية بعدد كبير من الصناعات ، وأشهر هذه الصناعات على الإطلاق هي صناعة الفخار، كما اشتهر أهل القرية بصيد الأسماك وذلك لأنها تطل على فرع رشيد الذي يفصل محافظة المنوفية عن محافظة الجييزة . المسح الأثري لقرية جريس أولا المساجد: يوجد نوعين من المساجد بقرية جريس، النوع الأول وهو «الحديث »: ومادة بناء هذا النوع من الطوب الأحمر والخرسانة المسلحة الحديثة وبعضها عبارة عن مساحة مستطيلة أو مربعة مقسمة من الداخل بواسطة الأعمدة التي تحمل السقف، وليس لهذه المساجد أي تخطيط معماري معين ومنها: - مسجد عمر بن الخطاب بجوار نقطة شرطة جريس - مسجد الشباب بجوار كازينو جريس القديم - مسجد الطيار ويقع في شارع جسر البحر النوع الثاني القديم: بالبحث في قرية جريس عن أقدم المساجد والجوامع لم يوجد إلا إثنين فقط وهما: 1- مسجد الحاج إبراهيم : ويعتبر هو من أقدم المساجد من حيث البناء، وهو عبارة عن جزئين، جزء قديم وجزء ملحق به حديث ويتميز هذا المسجد بوجود الشرفات التي تعلو وتلتف حول سطح المسجد، والجزء القديم عبارة عن مساحة مربعة يتوسطها أربعة أعمدة تحمل سقف المسجد. المئذنة: وهي وحدة بنائية موجودة بالمسجد وتعتبر بحالة جيدة وهي عبارة عن بدن مربع يعلوه بدن مثمن يوجد به فتحات صغيرة تشبه فتحات المزاغل للاضاءة والتهوية ينتهي بخمس حطات من المقرنصات يليها منطقة الباباوات وهي عبارة عن بدن دائري يعلوه أعمدة تحمل عقود موتورة يعلوها خوذة المئذنة ثن الهلال النحاسي. 2- الجامع الكبير: ويقع هذا الجامع في شارع يسمى الشارع الوسطاني متفرع من شارع جسر البحر، وقد كان هذا المسجد أثري، ثم هدم وأعيد بناؤه مرة أخرى بالطوب الأحمر والخرسانة المسلحة كما يدل على ذلك النص التأسيسي الموجود على مدخل المسجد والذي ينص على « بسم الله الرحمن الرحيم، أقيم المسجد الكبير بالجهود الذاتية من يوم 14 يونية سنة 1991م وكان أثري» ولذلك يعتبر هذا المسجد حديثًا من حيث البناء ولكن قديما من حيث الإسم، ولم يتبق من هذا المسجد قبل البناء الحديث، سوى المئذنة وهي عبارة عن بدن مربع الشكل يعلوه بدن مثمن الشكل في كل كل ضلع من أضلاع هذا المثمن من أعلى تتميز بوجود دخلة غائرة على شكل محراب وينتهي هذا البدن بحطتين من المقرنصات من الطوب ويلي هذا البدن المثمن بدن دائري الشكل به فتحة للاضاءة والتهوية وينتهي هذا البدن بحطات من المقرنصات يلي ذلك منطقة الباباوات وهي عبارة عن ستة أعمدة تعلوها خوذة المئذنة . ثانيا القباب الضريحية: يوجد بقرية جريس عدد من الأضرحة ومن أمثلتها: 1- ضريح ومقام ولي الله سيدي عبد الملك زيدان المغربي: وهو عبارة عن مساحة مربعة تحمل القبة وترتكز هذه القبة في منطقة انتقالها على أربعة مثثلثات مقلوبة والقبة عبارة عن قبة دائرية الشكل ويوجد أعلى منطقة الانتقال ثمانية فتحات للاضاءة والتهوية والقبة من الخارج خالية من أي زخارف إلا إطار من الجبس الذي يلتف حول المربع السفلي والدخلات الغائرة على جانبي الباب والشبابيك كما أن الضريح من الداخل لا يحتوي على أي زخارف، أما المدخل فهو عبارة عن مدخل غائر في الحائط ينتهي بعقد مدبب يتوسطه فتحة باب مستطيل الشكل يغلق عليه ضلفتين من الخشب الحديث يعلو هذا الباب النص التأسيسي للضريح الذي كتب عليه « مقام ولي الله سيدي عبد الملك زيدان المغري، نقل بمعرفة وزارة الأشغال العمومية سنة 1357 ه في حضرة صاحب الجلالة مولانا فاروق الول ملك مصر المعظم حفظه الله وأدامه آمين » 2- ضريح سيدي عبد الرحمن البوهي وأحمد البوهي: ويقعان بجوار مسجد البوهي وملحقان به من الخلف وهما عبارة عن مساحة مربعة يعلوها قبة. 3- ضريح سيدي خالد: ويوجد هذا الضريح بجوار المسجد الكبير وهو عبارة عن مساحة مربعة يعلوها قبة ترتكز على حنايا ركنية. 4- ضريح سيدي قطب: وهو عبارة عن مساحة مربعة يعلوها قبة. 5- ضريح سيدي مسعود: وهو يشبه الأضرحة السابقة من حيث المساحة المربعة التي تعلوها القبة.