عند وصول الاحتياجات للنقطة الحصينة كان العقيد ابراهيم عبد التواب قائد الكتيبة يقوم بحصر الكمية المتاحة وتوزيعها على الضباط والجنود وكانت حصة كل واحد من ابطالنا البواسل وجبة يتناولها لمدة 15 يومًا حتى يعود اللنش مرة أخرى فى الأيام التى يغيب فيها القمر وكانت حصة الفرد 3 «باكو» بسكويت وقطعتي «خبز وجبن» ورغم ذلك كان ابطالنا يقومون بواجبهم القتالى والحراسة الليلية وسط هجمات العدو. فى أحد الايام انضم جزء من اللواء 25 المدرع قادما من السويس إلى ثغرة الدفرسوار وواجه معارك عنيفة مع العدو وقدم الضباط والجنود جزءا من طعامهم الذبن كانوا يحتجزون جزءا من نصيبهم لاقرانهم القادمين من اللواء المدرع حتى يتم توزيع الطعام عليهم بالمرة القادمة مع وصول اللنش من البر الغربى .. وكذلك رغم الصعوبات والتحديات عاش ابطالنا البواسل فى كبريت إخوة يتعاونون مع زملائهم المسيحيين ويشاركونهم احتفالاتهم ومناسباتهم الدينية بإيقاد الشموع من عيدان الكبريت وكان الاقباط يؤمّنون الموقع اثناء اداء المسلمين صلاة الجمعة. ولم تكن إمدادات المياه كافية وليس امامهم الا مياه قناة السويس المالحة فقام ابطالنا البواسل بتحضيرها باستخدام أجهزة تقطير باستخدام خزانات السيارات والدبابات المدمرة وأنابيب من الحديد أو البلاستيك مع قطعة قماش مبللة لتبريد بخار الماء وتحويله إلى سائل وتطلب الامر التعاون والمشاركة بقيام اشخاص بإشعال النيران وآخرين برش الانابيب لتحويل بخار الماء الى مياه وكانت مهمة صعبة جدا فى أوقات كثيرة بسبب حرارة الشمس الشديدة فى الصيف والامطار والبرد القارص فى الشتاء وبعد ان نفد مخزون الاخشاب قاموا بجمع ألواح قضبان سكة حديد مهجورة كانت تمر بالمكان.. ونتيجة لجهدهم كانوا ينتجون يوميا ما بين 5 أو7 لترات مياه للشرب لكل فرد واستخدموا أعواد ذخيرة إسرائيلية عثر عليها فى اشعال النيران لقوة وسرعة اللهب الناتج منها . حصار «كبريت» بدأ بالفعل منذ صباح 22 أكتوبر73 وهو نفس التوقيت الذى اصدر فيه مجلس الأمن القرار رقم 338 بوقف إطلاق النار واستمر حصار العدو فى ظل القرارين 339 و370 ورغم أن اتفاقية النقاط الست الموقعة بيننا وبين اسرائيل كانت فقرتها الرابعة تنص على عدم اعاقة الامدادات الى الضفة الشرقية لقناة السويس .. وللحديث بقية.