في مشهد مهيب يعكس التلاحم الوطني والإنساني، احتشد ملايين المصريين في وقفات تضامنية حاشدة عقب أدائهم صلاة عيد الفطر المبارك في مئات الساحات والمساجد والمراكز الإسلامية بجميع المحافظات المصرية. جاء هذا الاحتشاد تعبيرا عن موقف شعبي ثابت في دعم القضية الفلسطينية ورفض العدوان الدموي على قطاع غزة. رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والمصرية جنبا إلى جنب، حاملين لافتات باللغتين العربية والإنجليزية، فيما تعالت أصواتهم بهتافات مدوية منددة بالعدوان ومطالبة بتحرك دولي عاجل لوضع حد للكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع. كما ألقى المئات من المشاركين خطبا وكلمات عبروا فيها عن تضامنهم التام مع الأشقاء الفلسطينيين ورفضهم القاطع للممارسات العدوانية التي تستهدف المدنيين الأبرياء. ركزت هذه الحشود المليونية على توجيه عدة رسائل سياسية واضحة ومباشرة، أبرزها ، الدعم الكامل للقيادة السياسية المصرية في مواقفها الثابتة الرافضة للعدوان على غزة، والتأكيد على أن موقف الدولة المصرية لم يتغير في دعم القضية الفلسطينية ، والرفض المطلق لمخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتأكيد على أن أي محاولة لفرض هذا السيناريو لن يقبل بها الشعب المصري ، والإدانة الشديدة لحرب الإبادة على قطاع غزة، والمطالبة بتحرك سريع وحاسم من قبل المجتمع الدولي لوقف الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين ، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية لن تُحل إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ، والمطالبة بالوقف الفوري والتام للعدوان على غزة، ورفع الحصار بشكل نهائي لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع. جاءت هذه الحشود لتؤكد على أن الموقف المصري الشعبي تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير منذ أكثر من ثمانية عقود، وأنه يتناغم بشكل كامل مع مواقف القيادة السياسية التي تبنت منذ بدء العدوان على غزة موقفا حاسما في مواجهة أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية. لقد برهنت هذه الوقفات التضامنية على أن مصر، قيادةً وشعبا، تتحرك ككيان واحد لا يتزعزع في الدفاع عن الحق الفلسطيني، وستظل ثابتة في مواقفها حتى يتوقف العدوان، وتعود الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وهذا ما يعكسه المشهد الحاشد الذي شهده العالم اليوم، ليكون رسالة واضحة بأن المصريين لن يتخلوا يوما عن دعمهم لإخوانهم .