يقاتل الرئيس الأمريكى ترامب حتى لا يجد نفسه بعد شهرين فقط من بدء ولايته الرئاسية الثانية مضطراً للتخلص من أبرز رجال إدارته الذين اختارهم بنفسه واستخدم كل نفوذه لكى يمر تعيينهم فى مناصبهم الرئيسية بلا عقبات!! ومع ذلك لايبدو أن إغلاق ملف فضيحة «سيجنال» قابل للتحقيق بسهولة، ولايبدو أن محاولة ترامب للتخفيف من آثار الفضيحة قادرة على إقناع الرأى العام ولا جهات التحقيق.. والأخطر «بالنسبة لترامب» أن رجاله المقربين الذين أثاروا فضيحة التسريب دخلوا مبكراً جداً إلى دائرة مراجعة أعمالهم والكشف عن أخطائهم والتساؤل عن صلاحيتهم لمناصبهم الرئيسية؟! فى دفاعه المستميت عن كبار معاونيه المشاركين فى الفضيحة، قال ترامب إن مستشاره للأمن القومى هو من يتحمل مسئولية الخطأ، لكنه رجل طيب وسيستفيد من الخطأ «!!» وهو كلام لا علاقة له بالسياسة ولا بالحكم فى الدولة الأقوى، وفى ظروف يثير فيها الرئيس ترامب معارك عاصفة فى كل الاتجاهات. وكان لافتاً مبالغة ترامب فى الدفاع عن وزير دفاعه «بيت هيجسيث» فهو يعرف دقة موقفه، وحساسية المعلومات العسكرية الدقيقة التى أدلى بها فى تسريب «سيجنال» دون التحقق من شروط الأمان «!!» وهو يعرف أيضاً أن وزير دفاعه لا يتمتع «من البدايةى بثقة كافية لتولى منصبه، وأنه «رغم جهود ترامب» فقد كاد ترشيحه لمنصبه لا يمر فى مجلس الشيوخ، حيث انضم بعض الجمهوريين إلى المعارضة الديموقراطية فى رفض ترشيحه، لتكون نتيجة التصويت على تعيينه هى 50 مقابل 50 ويحتاج الأمر لتدخل نائب الرئيس ترامب الذى يرأس المجلس لكى يرجح كفة الموافقة على تعيينه رغم الانطباع السائد بأنه لا يملك المؤهلات الكافية لكى يكون وزيراً لدفاع أمريكا!! بعد فضيحة تسريب «سيجنال» عادت سهام التشكيك فى كفاءة «هيجسيث» بصورة أشد. ثم بدأ الكشف عن أخطاء وربما فضائح جديدة له آخرها أنه اصطحب زوجته لتحضر معه مباحثات عسكرية مهمة مع مسئولين أجانب منها اجتماع مع وزير الدفاع البريطانى واجتماع آخر مع القيادات العسكرية لحلف الناتو «!!».. وقبلها كان الكشف عن اصطحابه لأخيه الأصغر فى جولاته العسكرية، وكان التبرير أنه ألحق بالعمل فى وزارة أخرى هى وزارة الأمن الداخلى وكلف بأن يكون مسئول اتصال مع وزارة الدفاع «!!».. وبعيدا عن الأسرار العسكرية كشف وزير الدفاع فى إحدى جولاته عن وشم على ذراعه يحمله المتطرفون فى العداء للمسلمين!! وسط كل ذلك، أمر القضاء بالتحفظ على تسجيلات محادثات كبار المسئولين الأمريكيين عن الحرب فى تطبيق «سيجنال»، ويستمر الرئيس ترامب فى التهوين من القضية والدفاع عن رجاله فى الحكم.. ولكن إلى متى؟!