محمد إسماعيل شهد الموسم الرمضاني الجاري مع أيامه الأخيرة عدد من الأعمال الكوميدية التي تنافست وضمت عدد من كبار نجوم الكوميدية، خاصة في النصف الأول من الشهر، ومنها "أشغال شقة جدا" لهشام ماجد و"النص" لأحمد أمين و"الكابتن" لأكرم حسني و"شهادة معاملة أطفال" لمحمد هنيدي و"عقبال عندكوا" لحسن الرداد وإيمي سمير غانم، بجانب "عايشة الدور" لدنيا سمير غانم و"نص الشعب اسمه محمد" لعصام عمر في النصف الثاني من الشهر، وأيضا المسلسل الاجتماعي الكوميدي "كامل العدد" لشريف سلامة الذي يستمر من أول الشهر لنهايته.. "أخبار النجوم" طرحت تساؤلات على النقاد حول رؤيتهم وتقييمهم لتلك الأعمال؟، ورأيهم في الانتقادات التي تعرضت لها بعضا من تلك الأعمال.. في البداية يقول الناقد أحمد سعد الدين، أن المسلسلات الكوميدية في رمضان الحالي متوسطة المستوى، وهناك مسلسلين فقط يستحقا المشاهدة، هما "أشغال شقة جدا" و"النص"، والأول استطاع أن يحقق المعادلة، ويخرج صناعه بمسلسل ناجح على غرار الجزء الأول الذي لاقى إعجاب متابعيه، ليثبت هشام أن الأعمال الدرامية خاصة الكوميدية يمكن أن تحقق أجزائها نجاحات طالما سار صناعه على نفس خطى الأجزاء الأولى، وهناك من شكك أن المسلسل لا يحتمل أجزاء أخرى ليثبت هشام العكس ويراهن على المسلسل ويكسب الرهان بالفعل.. أما المسلسل الثاني فهو من أفضل وأرقى المسلسلات بالسنوات الأخيرة، وهو مأخوذ عن كتاب "مذكرات نشال،" لكن مع بعض التعديلات في السيناريو دون تحريف في الرواية الأصلية.. كما أن أبطال المسلسل أستطاعوا أن يقدموا عمل كوميدي راق بعيدا عن الإسفاف والتجاوزات الأخلاقية المرفوضة التي أصبح الجمهور لا يتقبلها، وأعتمدوا على البساطة والموهبة الكوميدية الحقيقية.. ويضيف سعد الدين أن المسلسلات الأخرى كانت مخيبة للأمال، خاصة مسلسل هنيدي، وكأنه "يصر على الفشل"، بعدما كان الجمهور ينتظر الجديد من أعماله، خاصة أنه السبب في إتاحة الفرصة لجيل كامل، وصاحب مدرسة في الكوميديا، لكن مسلسل "شهادة معاملة أطفال" قضى تماما على تلك الصورة الذهنية بعدما سقط هنيدي في فخ التكرار والاعتماد على الإيفيهات السطحية، لذلك فعلى هنيدي مراجعة أوراقه، وأن يحاول الخروج من عباءته الكوميدية التي كانت وأصبحت سببا في خسارته بالسينما والدراما، ومن المفترض أيضا أن يقوم بتغيير المؤلف ويعطي الفرصة لدماء وأفكار جديدة من مؤلفين آخرين قادرين على انتشاله من "الفقر الكوميدي".. أما مسلسل "الكابتن" فهو متوسط المستوى، وما يثير التعجب إصرار أكرم حسني على البطولة المنفردة، وعليه أن يعطي لطاقم المسلسل فرصة لإثبات أنفسهم وإبرازهم بمساحة كوميدية، وأن يخرج من الكادر قليلا، فليس من الضرورة أن المشاهد كلها يشترك بها أكرم فقط.. أخيرا مسلسل "عقبال عندكو" لحسن الرداد وإيمي سمير غانم، والذي وصفه سعد الدين: بأنه فشل تماما، بالرغم من محاولات حسن تصدر "التريند"، وإصراره على الكوميدية رغم أنه ليس كوميديان، وأن الثنائي أصبحا يحاولان التخلص من ملل الضحك عن طريق ألفاظ غير مناسبة أو حركات وجه فاشلة، رغم أن أقرب طريق للكوميدي هو البساطة وكوميديا الموقف، بعيدا عن الإيفيهات المبتذلة. ويقول الناقد محمود قاسم، أن الكوميديا في رمضان هذا العام هي الأفضل في السنوات الماضية، لكن ليس الأعمال كلها متميزة، ومن وجهة قاسم فأن مسلسل "النص" يستحق المركز الأول، وأحمد أمين نجح في التنقيب عن روايات مجهولة لا يعلم عنها الكثيرين، حيث في الماضي تم اكتشاف رواية الفتوة، وكانت محور أعمال كثيرة، وتعتبر رواية "مذكرات نشال" من أفضل الروايات أيضا، واستطاع أمين أن يقدمها بلمحة كوميدية، مع تغيير بسيط في الأحداث، واعتماده على فريق عمل يستحق الإشادة والتقدير، في المركز الثاني مسلسل "أشغال شقة جدا"، الذي قدم لمحات كوميدية على قدر كبير من الحرفية، وكانت الكوميديا فيه مزيجا من الإيفيهات والمواقف، وأثبت هشام ماجد نجاحه بأنه منح "عربي - مصطفى غريب" الفرصة للتألق بعيدا عن الأنانية، واستمر نجاح العمل، وصب هذا التعاون في مصلحة العمل والجمهور، وكانت التفصيلة الأبرز احتفاظ هشام بنفس طاقم العمل الأساسي دون تغيير، مع إضافة رتوش أخرى في السيناريو مختلفة عن الجزء الأول، وهي المزج بين قصص ومواقف الشغالات ومواقفه مع أسرته ومصطفى غريب. ويضيف قاسم أن مسلسل "عقبال عندكوا" لا يليق باسم إيمي سمير غانم، خاصة أن والدها الفنان الراحل سمير غانم، كان عملاق في الكوميديا، لكن إيمي أصبحت تصر على إيفيهات مبتذلة وحركات مملة، وهي نفس حركات التي يكررها حسن الرداد أيضا.. أخيرا مسلسل محمد هنيدي "الذي لم نشعر به على الإطلاق"، على حد وصف قاسم، وكأنه لم يحضر، لذلك على هنيدي أن يراجع نفسه ويبحث عن سيناريوهات جديدة حتى يقدم نفسه من جديد بعيدا عن الاعتماد على إيفيهاته وهيئته المضحكة، ويدرك أنه أصبح أكبر سنا، وهناك بعض النجوم سواء هنيدي وحلمي ومحمد سعد يصرون على النمطية، وعدم التجديد، وسبق وأن سقط الكوميديان العملاق الراحل إسماعيل ياسين في هذا الخطأ، واستمر بالإعتماد على مؤلفه المفضل، إلى أن أنتهت "إمبراطوريته الكوميدية"، وتأخرت كثيرا محاولاته في التصحيح، وإدراك خطأه لكن بعد فوات الأوان، وأنتهت مسيرته فنيا بشكل مؤسف. الناقد رامي المتولي، يقول أن مسلسل محمد هنيدي وقع في فخ التكرار، فهنيدي يكرر نفسه وهو لا يدرك أن ما كان يقدمه في التسعينيات أصبح لا يصلح في الوقت الحالي، لأن الزمن تغير، وهنيدي نفسه بسنه وملامحه تغير، وحركاته أصبحت مكررة ومملة، وفي مسلسل "شهادة معاملة أطفال" ظهر بوضوح تدخلات هنيدي في العمل، وتدخله في السيناريو والإيفيهات الغير كوميدية، وحتى ولو حاول هنيدي تغيير المؤلف والسيناريو، فأن تدخلاته ستؤثر بالسلب، فكوميديا هنيدي أنتهت، و"أصبح مفلس فنيا"، حسب وصف المتولي، وأصبح غير قادر على التنوع والمنافسة، وذكاء الفنان وقراءته للمشهد من حوله عليها عامل كبير في تدارك الخطأ والإصلاح في وقت يمكن فيه ذلك. ويضيف المتولي، أن مسلسل "أشغال شقة جدا" من أنجح الأعمال في رمضان، لأنه قدم جزء ثان مختلف، فالأول كان الاعتماد علي الشغالات، لكن في النصف الثاني أضاف أبعادا أخرى وأحداثا جديدة حتى لا يصاب الجمهور بالملل، وأعطى تفاصيل في الأحداث للشخصيات الأخرى، وقدمها بإحترافية، ولم يكن من الممكن تقديمها بشكل أفضل من ذلك، مثل دور والدته، الفنانة شيرين، وشخصية "الدكتور" الفنان محمد محمود.. ومن الأعمال الناجحة التي لا تقل أهمية، مسلسل "النص"، وهو كوميديا سوداء تعتمد على قدر بسيط من الإيفيهات، وهي تركيبة رائعة، خاصة أن العمل يتناول فترات زمنية وأحداثا تاريخية صعبة.. أخيرا مسلسل حسن الرداد خرج من الموسم "صفر"، حيث قدم كوميديا عفا عليها الزمن. اقرأ أيضا: a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4581231/1/%D8%A3%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%83%D8%B1" title="أكرم حسني عن تشابه "الكابتن" مع "الوصية": فكرة المسلسل عندي منذ 3 سنوات"أكرم حسني عن تشابه "الكابتن" مع "الوصية": فكرة المسلسل عندي منذ 3 سنوات