شهد النصف الأول من رمضان هذا العام منافسة شديدة بين الأعمال الكوميدية، سواء التي تعرض لأول مرة أو التي تستكمل أجزاءها الثانية والثالثة، وتنافست مسلسلات "أشغال شاقة جداً" و"كامل العدد" و"النص" و"الكابتن" على لقب الأفضل، فيما تلقى مسلسل النجم محمد هنيدي الجديد، "شهادة معاملة أطفال"، والعمل الذي عاد به الثنائي إيمي سمير غانم وحسن الرداد إلى الشاشة بعد غياب وهو "عقبال عندكوا" انتقادات شديدة من النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. أشغال شاقة تصدر الجزء الثانى من مسلسل "أشغال شاقة" والذى حمل اسم "أشغال شاقة جدًا"، قائمة المسلسلات الكوميدية الأكثر مشاهدة على منصة "شاهد"، ونال إشادات واسعة من الجمهور والنقاد، على أداء أبطاله، وفى مقدمتهم مصطفى غريب صاحب شخصية "عربي"، الذى يعد واحدًا من أركان المسلسل الرئيسية فيما يخص المشاهد الكوميدية، واللقطات التى تجمعه بالدكتور "حمدي" الشخصية التى يجسدها هشام ماجد هى الأكثر جذبًا للمشاهدين. وقال الناقد إيهاب الزلاقي، إن المسلسل عاد فى جزئه الثانى ليؤكد مكانته كإحدى العلامات البارزة فى الدراما الكوميدية المعاصرة، مستمرًا فى استكشاف تحديات الحياة اليومية لأسرة مصرية مكونة من زوجين وأربعة توائم، وذلك من خلال نافذة الكوميديا التى تمزج الفكاهة بالنقد الاجتماعي. وأضاف: يبرز الجزء الثانى بقدرته على إعادة تقديم الروح الكوميدية بأسلوب متجدد، حيث تم إدخال شخصيات جديدة وهو ما أضاف روحاً جديدة للعمل. كامل العدد 3 أصبح مسلسل "كامل العدد" جزءًا من يوميات الأسرة العربية فى شهر رمضان، خلال 3 سنوات، حيث شاهدنا الموسم الثالث من العمل ضمن الموسم الدرامى الرمضانى الجاري، مُقدمًا مزيجًا من المغامرات العائلية والكوميديا التى تعكس واقع الحياة اليومية، ومن خلال قصة الزوجين أحمد وليلى. وقالت الناقدة خيرية البشلاوي، إن المسلسل الذى تم عرضه هذا العام تحت عنوان "كامل العدد3″، يجمع بين أجيال مختلفة، الأجداد، الآباء والأحفاد، وهو ما منح القصة عمقاً يجذب المشاهدين من جميع الأعمار، مشيرة إلى أن هذه التركيبة الناجحة دفعت صُناع العمل إلى تقديمه فى ثلاثة أجزاء، حيث يقدم كل جيل مغامراته الخاصة، لكن بوجهات نظر مختلفة. وأكدت أن أهم ما يميز المسلسل، هو قدرته على طرح قضايا اجتماعية مهمة، لكن بأسلوب كوميدى راقٍ بعيدًا عن الافتعال، والمسلسل يضفى البهجة على الجمهور لأنه واقعي. تفرد النُص أشاد عدد كبير من النقاد بمسلسل «النُص»، باعتباره واحدًا من أبرز الأعمال الفنية اللافتة للأنظار فى رمضان 2025، وذلك بفضل معالجته الدرامية الفريدة، وأداء بطله أحمد أمين، الذى استطاع تقديم عمل متكامل يطغى عليه التألق والإبداع. وبعدما اعتدنا على نوعية معينة من الأعمال فى الدراما المصرية، جاء «النُص» ليكسر القوالب التقليدية، ويعرض فكرة مبتكرة تجمع بين الواقع والتاريخ بأسلوب ذكى، ما أضفى على المسلسل نكهة خاصة. وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، إن مسلسل النُص للموهوب الذكى المتألق دائمًا أحمد أمين، يحتل المكانة الأولى والثانية والثالثة بين مسلسلات الكوميديا فى النصف الأول من رمضان، سيناريو ذكى متعوب فيه». وأضافت: «مخرج يهتم بتفاصيل الزمن وتكوينات الكادر، وأداء الممثلين، مشاعر إنسانية، وضحك راق، حمزة العيلى فى قمة الإبداع لشخصية إنسان يعيش فى الظل، فى مخزن ملابس لإحدى الفرق المسرحية، يبحث عن فرصة ليثبت لنفسه أولاً أنه يستحق الاحترام وأن يكون مرئيًا لا يتجاهله الجميع، أسماء أبو اليزيد جمال وجه وموهبة ونقطة مضيئة فى المسلسل، تحية للمخرج حسام على ولفريق كتابة السيناريو عبد الرحمن جاويش، سارة هجرس، وجيه صبري». فيما قال الناقد طارق الشناوي، إن مسلسل (النُّص) كحالة فنية يبدو متفردًا، فهو مثل (الفانوس) الشعبى القديم، الذى اختفى تمامًا حتى من الأحياء الشعبية، بعد أن سيطر الفانوس الكهربائى الصينى، مشيراً إلى نجاح بطل المسلسل، أحمد أمين، فى اقتناص عمل فنى يشبهه، تشعر وكأنه من المستحيل أن يؤدى الدور ممثل غيره، والأمر ليس فقط موهبة، بقدر ما تتوفر حالة من التماهى بين أبعاد الشخصية دراميًّا وسيكولوجيًّا مع أحمد أمين. وأضاف أن الأحداث تعود بنا إلى مرحلة خصبة فى حياة المصريين، أثناء مقاومة الاحتلال البريطانى، مستندًا إلى عمل أدبى أشبه بدراسة عن تاريخ النشالين، أحالها فريق من الموهوبين: عبد الرحمن جاويش، وشريف عبد الفتاح، ووجيه صبرى، إلى حالة إبداعية بقيادة المخرج حسام على. وأشاد الشناوى بكل عناصر المسلسل، ومن بينها الديكور والملابس والموسيقى والأغنيات التى كانت عنوانًا لذلك الزمن، كما أن انتقاء مفردات الحوار يمنح حضورًا وألقًا ومصداقية. أشباح الكابتن احتل مسلسل "الكابتن" للفنان أكرم حسني، المركز الثالث ضمن الأعمال الأكثر مشاهدة عبر منصة "شاهد"، وذلك بسبب أحداثه الكوميدية الشيقة وقصة العمل التى تنتمى إلى "الفنتازيا"، وتحكى قصة قائد طائرة تطارده أرواح ضحايا إحدى الطائرات التى كان يقودها، ويدخل فى رحلة لتحقيق أمنيات هذه الأرواح من أجل أن تتوقف عن مطاردته. وتراوحت ردود الأفعال حول المسلسل بين الإشادة والانتقادات. وأشادت الناقدة نجلاء أبو النجا، بأداء بطل العمل أكرم حسنى وطريقته فى الكوميديا التى تعتمد على "الإفيه" البسيط والكلمات التى تولد الضحك، إضافة إلى المواقف الكوميدية والشخصيات التى تضاعف مساحات الضحك بالعمل، فضلاً عن الانسجام بين بقية أبطاله وعلى رأسهم آية سماحة وأحمد عبد الوهاب ورحمة أحمد، بجانب سوسن بدر والتى تعتبر مفاجأة المسلسل. فيما قال الناقد أندرو محسن: "حسنى قدم هذا العام مسلسلاً محبطاً تماماً، بخاصة أن الفكرة نفسها هى إعادة تدوير لمسلسل (الوصية) الذى قدمه منذ أعوام، وكانت فكرته تدور حول أن البطل مطلوب منه تنفيذ طلبات معينة لشخصيات مختلفة حتى يحقق هدفاً يخصه". وتابع "فى مسلسل (الكابتن) الذى يدور فى 15 حلقة ضاع كثير من الوقت قبل أن ندخل فى صلب الموضوع كما يقولون، ويقتنع البطل أن الأرواح تطارده ولها طلبات واجبة التنفيذ حتى يتخلص منها، على الرغم أن كل هذا الوقت كان يمكن تلخيصه فى حلقة أو حلقتين بحد أقصى"، لافتاً إلى أن أفكار الحلقات لم تكن خفيفة الظل كما كنا نتوقع، والبطل الحقيقى فى الإضحاك هو أكرم حسنى أكثر من الموضوع والمواقف، وللأسف فإنه فى هذا العمل يقف بمفرده فى الكوميديا من دون مساعد أو بطل كوميدى آخر يرفع معه نسبة الإضحاك". معاملة أطفال تلقى الفنان محمد هنيدى انتقادات كبيرة بعد عرض مسلسله "شهادة معاملة أطفال"، بسبب تراجع مستوى الكوميديا فى العمل، وانتقد البعض الأحداث المتوقعة والمواقف التى لا تبعث على الضحك، واستخدام هنيدى طرقاً تقليدية فى الإضحاك مثل وجود حيوانات ودجاج فى مكتب المحاماة والتعامل مع هذا الموقف، وكذلك استخدامه مسدساً طوال الوقت ليطلق منه طلقات وسط الحوار فى محاولة لعمل مشهد مضحك بأى طريقة. وقالت الناقدة ماجدة خير الله، «أسوأ مسلسل بالنسبة لى فى الموسم الرمضانى الحالى حتى الآن هو مسلسل شهادة معاملة أطفال، ولم يعجبنى أسلوب محمد هنيدى فى الإضحاك والكوميديا، أسلوبه مفتعل تمامًا». فيما قال الناقد جمال عبد القادر: "لو تعامل هنيدى مع أهم مؤلفى ومخرجى الدراما فى العالم لن يحقق النجاح، لأن الأزمة فى هنيدى ذاته". عقبال عندكوا تلقى الثنائى الفنى والكوميدى إيمى سمير غانم وحسن الرداد، انتقادات عنيفة على مواقع التواصل بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل "عقبال عندكوا"، وذلك بسبب تراجع مستوى الكوميديا فى المسلسل، وتراجعت إيمى سمير غانم فى المنافسة، وأخفقت فى خطف اهتمام الجمهور فى بداية موسم رمضان، وذلك رغم عودتها إلى الشاشة فى رمضان بعد غياب سنوات، لكن العمل لم يحقق إلى الآن الصدى المطلوب.