نظريا اقترب منتخب مصر الأول لكرة القدم من الصعود إلى مونديال 2026 ؛ وعمليا يحتاج المنتخب لنحو 7 نقاط من الجولات الأربع المتبقية حالة فوز منافسه بوركينا فاسو فى كل مبارياته المتبقية باستثناء مباراة الفريقين معا، ويتصدر الفراعنة المجموعة ولهم 16 نقطة ثم بوركينا فاسو 11 نقطة وسيراليون 8 نقاط وإثيوبيا وغينيا بيساو ولكل 6 نقاط وأخيرا جيبوتي وله نقطة .. وبين الأحلام النظرية والرؤية العملية والواقعية لموقف أحفاد الفراعنة تبقي التفاصيل الصغيرة ؛ وللأمانة غالبية المراقبين للأحداث يخافون على كتيبة الفراعنة بقيادة العميد حسام حسن من التفاصيل التى تتمثل فى انغماسه فيها والانشغال بأمور أخري غير حلم التأهل للمونديال. ومن هذه التفاصيل التى ظهرت على السطح أزمة العميد مع إمام عاشور لاعب الأهلى، ومؤخراً صدامه مع مصطفي محمد بعد خروج اللاعب عن النص ثم محاولات البعض إحداث الوقيعة بين حسام حسن والمسئولين عن صناعة القرار الكروي؛ وأتوقع أن تشهد التفاصيل مفاجآت أخري فى الأيام القادمة ؛ وللأمانة هذه التفاصيل وما تتضمنه من أحداث ساخنة وغيرها من الكواليس كلها أمور عادية وحدوثها أمر وارد فى عالم الساحرة المستديرة وللمثال لا الحصر: تعرض حسن شحاتة لويلات نقد حادة وجارحة فى أعقاب توليه مسئولية الفراعنة فنيًا، ومع ذلك كافح وصمد وثابر وكتب اسمه بحروف من نور على ذاكرة جدران المجد الإفريقي متصدرًا قائمة المدربين الأساطير الأجانب والوطنيين الذين عملوا فى التدريب بالماما أفريكا برصيد 3 بطولات قارية متتالية لم يسبقه أحد لمثل هذا الإنجاز الفريد .. وشخصية المعلم الهادئة والرزينة والواعية وغيرها من الصفات الإرادية التى يتمتع بها كان لها دور محورى فى نجاح المعلم .. وللأمانة استأنس المعلم بصفاته الحلوة كثيراً فى رحلته المرعبة والقاسية وهو يسير فى غابة إفريقيا نحو قمة جبل النجاح ، وأتذكر أنني كتبت عن المعلم حسن شحاته فى أعقاب وصلات التقطيع التى صدرت من 3 مسئولين باتحاد الكرة ضده أن انتقادات هذا الثلاثي جعلها المعلم مدرجات وسلالم صعد بها إلى قمة المجد الإفريقي، وكم كانت مؤثرة وقاسية انتقادات الثلاثة الذين كانوا ضمن مجلس إدارة اتحاد الكرة آنذاك أى كان الأفضل لهم إقالة المعلم وليست مهاجمته وانتقاده .. ولكن سيطرة الراحل سمير زاهر رئيس الاتحاد الأسبق على طاولة القرار تصدت لهجمات المشاكسين الثلاثة ؛ ومهما كانت العقبات التى تحدث مع العميد فإن الذين عاصروا فترة المعلم مع المنتخب يعلمون تماماً أنها لا تُذكر مقارنة بما واجهه المعلم شحاته من معاول الهدم وأعداء النجاح؛ ولذلك فإن العميد مطالب بضبط النفس والابتعاد عن التفاصيل لأن الجحيم يكمن فى التفاصيل، حسام حسن مطالب بالنظر إلى الأمام واستثمار الدعم اللا محدود الذى يتلقاه من د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الناجح جدًا والمهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري الذى أكد دعمه للعميد فى بيان رسمي؛ وليس منطقياً أن يحاول حسام حسن طول الوقت التأكيد مرارًا وتكرارًا على أنه مظلوم ويتعرض للحرب والمؤامرة؛ حسام حسن مطالب بأن يتعلم من قصة المعلم الذى أحب الماما أفريكا بالعمل والعرق والكفاح وليس بالقول والكلام والشعارات فكانت النتيجة أنها أحبته ووهبت له نفسها ثلاث مرات متتالية .وعلى ذكر الحديث عن ضبط النفس فإنني أري أن الخطيب رئيس الأهلى افتقد جزءًا كبيرًا من رصيده لدى جمهور الأهلى بعد قراره الغاضب وغير المدروس والمتسرع بالانسحاب من قمة الدورى؛ وتبعها بقرار آخر أشد غضباً وهو اللعب بالناشئين فى كأس العاصمة ، مما أفقد الأهلى فرص المنافسة على بطولتي الدورى وكأس العاصمة فى الوقت الذى تكبدت فيه خزينة الأهلى ملايين الدولارات للصرف على فريق الكرة وإبرام الصفقات السوبر ومنحت غريمه الزمالك القطب الآخر للكرة المصرية أفضلية اعتلاء المشهد .. لو كان الخطيب هو الذى يحاسب على الخسائر الضخمة التى يتكبدها الأهلى من أمواله الخاصة أعتقد أنه كان سيكون أكثر هدوءًا من ذلك .. رسالتى إلى الخطيب ومن قبله العميد : أرجوك لا تغضب .. الغضب فيه سم قاتل .. أتمنى أن يتعلم الخطيب والعميد من رائعة المعلم والعبقرى شحاتة وكيف نجح بلا غضب ؟!