مستقبل مصر مرهون بإفريقيا، حيث نستطيع أن ننمو ونحافظ على مصالحنا، والمبدأ الذى يحكم تحركنا هو «win-win' أى تحقيق المصلحة للطرفين، وصحيح أن مصر بنت قاعدة بإفريقيا بالماضى إلا أنها لم تتوقف عندها وواصلت البناء عليها، ومصر ليست ضد التنمية بدول حوض النيل طالما لا تتسبب فى الضرر بالأمن المائى لمصر، فمياه النيل مسألة وجودية، كما أن مصر تعيش مرحلة من التحديات غير المسبوقة بمحيطها الإقليمي.. بهذه العبارات الموجزة الدقيقة عبر وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبد العاطى عن الاهتمام المصرى البالغ بإفريقيا بوصفها جزءا مهما ورئيسيا من سياستنا الخارجية، وذلك بحضور وزير خارجية أريتريا عثمان صالح، خلال مأدبة الإفطار التى شاركت فيها، وحضرها نخبة من أساتذة كليتي، الاقتصاد والعلوم السياسية، وعميدها الأسبق د. على الدين هلال. وكان هذا اللقاء مهما ليس لأنه فرصة لاستعراض التطورات الإقليمية والدولية المتلاحقة، وإنما أيضا لأنه شهد التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية المصرية، القائمة على مبدأ الاتزان الاستراتيجى فى العلاقات الدولية، والدفاع عن الأمن القومى والمصالح الوطنية وتعزيز الاقتصاد والاستثمار، ورعاية مصالح المصريين بالخارج وطرح المبادرات التى تحقق مصالحهم. وفى اليوم التالى وخلال المؤتمر الصحفى لوزير الخارجية مع الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس، تطرق الوزير لمبدأ محورى آخر لمصر وهو أهمية دعم مؤسسات الدولة الوطنية والحفاظ عليها، كما أشار إلى الحرص الحثيث على عقد مؤتمر إعادة الإعمار فى غزة بمصر أبريل القادم. وأخيرا لخص وزير الخارجية مفاتيح الحل بغزة فى الإرادة السياسية وحسن النية.