أكد حمدين صباحي، أن مصر عائدة بقوة إلى إفريقيا بحكم التاريخ والجغرافيا، مثمنًا دور الحقبة الناصرية فى القيام بدور بارز لدعم حركات التحرر الإفريقية، ما أدى إلى اعتزاز الأفارقة بعلاقاتهم مع مصر حتى الآن. وأعرب صباحى خلال استقباله لسفير إرتريا فى القاهرة، عثمان محمد عمر، عن أمله فى أن تتوصل دول حوض النيل إلى صيغة مشتركة لتحقيق الأمن والتنمية عبر سياسات جادة تعظم منفعة استغلال شواطئ البحر الأحمر وحوض نهر النيل، بما يعود بالنفع على دول الشرق الإفريقي، مؤكدا أن هناك تصورات جادة وضعها خبراء مصريون وأفارقة لتحقيق علاقات تكاملية بين دول حوض النيل، "إلا أن غياب الإرادة السياسية لدى الأنظمة الحاكمة حالت دون تحقيقها". وشدد على ضرورة أن تكون دول النيل أسرة واحدة، وأن تتمكن من بناء علاقات تعاونية جادة تعود بالنفع على شعوب المنطقة فى إطار من المصالح المشتركة، لافتا إلى أن "مصر أنجزت ثورة عظيمة لم تكتمل بعد، وأن الدور الإقليمى المصرى مرهون بتحقيق التنمية والاستقرار السياسى فى الداخل" . وقال: "رغم ازدحام جدول أعمالنا داخليا بالعديد من القضايا على رأسها محاربة الفقر وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير، إلا أن قضية مياه النيل تحتل رأس أولوياتنا، لأنها مسألة مصيرية بالنسبة للشعب المصرى ولا يجوز المساس بها". وأشار إلى أن التيار الشعبى الذى يتزعمه يتبنى مدخلا للسياسة الخارجية قائمًا على ثلاث دوائر رئيسة، تبدأ بالدائرة العربية باعتبار أن مصر تنتمى للأمة العربية بحكم اللغة والثقافة والتاريخ المشترك، تليها الدائرة الإفريقية باعتبار أن مصر تنتمى للقارة الإفريقية بحكم الجغرافيا والتواصل الإنسانى عبر التاريخ، وثالثا الدائرة الإسلامية، ثم نظام عالمى أكثر إنسانية تشارك مصر فى صياغته. من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى المصرى السفير معصوم مرزوق: إن دول حوض النيل ليس لديها أزمة مياه، "ولكن لديها أزمة إدارة المياه، فمياه النهر تكفى لاحتياجات كل دول الحوض، والكمية المستغلة من هذه المياه تتراوح ما بين 6 و7% فقط من إجمالى إيراد نهر النيل".