خطأ فادح وقع فيه 18 مسئولاً رفيعاً فى إدارة ترامب، على رأسهم نائب الرئيس ووزيرا الدفاع والخارجية ورئيس «السى اى إيه»، وذلك عندما تداولوا عبر مجموعة دردشة أنشأها مستشار الأمن القومى مايك والتز على تطبيق «سيجنال» للرسائل، معلومات خاصة بالضربات الأمريكية ضد الحوثيين فى اليمن. وهو الخطأ الذى لم يكن لينكشف لو لم يدرج والتز بالخطأ رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» فى المجموعة الذى قام بالكشف عن المحادثة. ورغم محاولة مسئولى إدارة ترامب تهوين الأمر والتأكيد على خلو الدردشة من أى أسرار عسكرية أو معلومات حساسة إلّا ان المجلة فندت ذلك عندما كشفت تناول المحادثة تفاصيل حول توقيت الهجمات وتسلسلها وأهدافها والأسلحة المستخدمة فيها، قبل ساعات من انطلاقها، ما يمثّل ثغرة أمنية خطيرة كان يمكن أن تهدد نجاح العملية وأمن منفذيها لو تم اختراق تلك الرسائل. يضاف لذلك ما كشفته تلك الحادثة من ثقوب عدة فى ثوب الإدارة الحالية. فالرعونة فى استخدام تطبيق مراسلة عام، قابل للاختراق حتى لو كان مشفراً، لمناقشة معلومات حساسة، فى ظل التقدم التكنولوجى الكبير، ينم عن إهمال ويثير المخاوف من احتمالية حدوث ذلك من قبل خلال الشهرين المنقضيين من ولاية الإدارة الجديدة. كذلك ينم الإصرار على إنكار التقصير أو الخطأ عن عدم مسئولية وصلف، ناهيك عما يسببه ذلك من حرج للرئيس ترامب، حيث إن العديد من أعضاء مجموعة دردشة «سيجنال» سبق وهاجموا المرشحة الرئاسية السابقة هيلارى كلينتون بشراسة خلال انتخابات 2016، لاستخدامها بريد إلكترونى خاص لتلقى رسائل رسمية، ولحذفها رسائل البريد الإلكترونى تلقائيًا رغم اشتراط قوانين السجلات الفيدرالية الحفاظ على هذه الاتصالات، وهو ما سيحدث أيضاً مع رسائل «سيجنال».. كل هذا يعنى ان استمرار الإنكار وغياب المحاسبة سيحول هذه الحادثة من مجرد ثغرة أمنية لثغرة سياسية تعكس عدم احترافية وقلة كفاءة لمجموعة مسئولين لا يديرون أمن أمريكا فقط ولكن يتحكمون فى غالبية الملفات الأمنية والسياسية حول العالم تقريباً.