«يا كحك العيد يا محلينا يا مقلب واتعمل فينا، جمعت الكل ع الأفران وسمنك بقع الفستان، وأم الخير باعت كردان عشان خاطرك يا كحك العيد»، هكذا لا تتوقف أصوات الأغنيات الشعبية، وتراث مصر القديم، الذي ينبع من حواري كرموز غرب الإسكندرية، حيث تجلس عشرات السيدات السكندريات، في مشهد من مشاهد الأفلام الأبيض والأسود، ينقشن كعك العيد في الشارع. المشهد الكرنفالي الذي يعود بك إلى قرنين مضيا من الزمان، حيث كانت عادة المصريين أن يتجمعوا في الشوارع قبل العيد، ينقشون ويخبزون الكعك في جو مبهج، عاد هذه المرة من الإسكندرية، إذ تجد السيدات يرتدين اليشمك والملابس السكندرية القديمة وملاءة اللف، والكردان، و"طبالي" وموائد ممتدة، عليها العجين، والأغاني التراثية تسمعها من كل مكان، بينما تنقشن السيدات الكعك، والزغاريد لا تتوقف.. إنه العيد في الإسكندرية. ندا محمد، منسقة الفعالية، والتي تحرص كل عام على أن تجمع هذا العدد الغفير من سيدات المنطقة، الأولى بالرعاية، ويقومون بنقش الكعك وخبزه تعرب عن سعادتها الباغة بهذا العدد الكبير والذي يتجمع للسنة العاشرة على التوالي في ذات المكان في مشهد كرنفالي رائع. وتقول ندا، إن اليوم يشهد مشاركة واسعة من المتطوعين، سواء من سيدات وفتيات المنطقة أو من مختلف أنحاء الإسكندرية، حيث يجتمع الجميع في أجواء مبهجة لصناعة كعك العيد والإفطار على أطول مائدة بمنطقتي كرموز وكوم الشقافة، مشيرة إلى سعادة جميع المشاركين بهذا التجمع الذي يضم فئات اجتماعية متنوعة. اقرأ أيضا| تعرف على أسعار كعك العيد والبسكويت بمنافذ التموين وأوضحت، في تصريحات ل" أخبار اليوم"، أن التحضيرات استمرت منذ بداية الأسبوع لإعداد كميات كبيرة من كعك العيد، لافتة إلى أنه مع نهاية اليوم سيتم تجهيز نحو 300 كيلو من الكعك، ليتم توزيعها على المتطوعين والأسر الأولى بالرعاية في منطقة كوم الشقافة. وأضافت أن هذه الفعالية تُنظم للعام العاشر على التوالي، بهدف إدخال الفرحة على الأسر والأهالي، إلى جانب إحياء التراث، خاصة أن العديد من الأطفال والأجيال الجديدة لم يعتادوا على تقليد إعداد الكعك في المنزل، وهو ما يجعل اليوم فرصة رائعة لمشاركة الأطفال والفئات العمرية المختلفة في هذه العادة التراثية وسط أجواء مليئة بالبهجة والمتعة. وقالت هند عبد الله، إحدى السيدات المشاركات، إن اليوم يشهد عدد كبير من المتطوعين من أهالي المنطقة السيدات والفتيات، بالإضافة إلى متطوعين من كل أنحاء الإسكندرية للمشاركة في هذا اليوم، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تتم للعام العاشر على التوالي بالمنطقة، التي هدفها إدخال الفرحة على الأسر والأهالي. وأعربت مها أبوالخير عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة في أكبر تجمع لصناعة كعك العيد، مشيرة إلى أنها لمست روح العمل الجماعي الذي يسوده المحبة والترابط والتراحم، حيث يجتمع المسلم والمسيحي، وتلتقي الفئات الاجتماعية المختلفة دون أي تفرقة، فالجميع يتعاون في يوم مميز لتبادل الفرحة والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية. اقرأ أيضا| a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4574544/1/%D9%83%D8%B9%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%87%D8%A7-5000-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84" title=""كعك العيد" صناعة عمرها 5000 عام في مصر القديمة ""كعك العيد" صناعة عمرها 5000 عام في مصر القديمة وأكدت، أن مشاركة الأطفال بهذا الشكل الكبير أضفت لمسة رائعة على اليوم، حيث يعيشون تجربة جديدة لم يعتادوا عليها من قبل، ويتنافسون بحماس على تشكيل العجين ونقش الكعك، وهو تقليد كاد أن يندثر مع الاعتماد المتزايد على شراء الكعك الجاهز، لافتة إلى أنها لم تصنع كعك العيد في المنزل منذ سنوات طويلة، وهذا اليوم أعاد إليها ذكريات الطفولة وأجواء العائلة الدافئة. أما ملك محمد، فقد عبرت عن فرحتها الغامرة بمشاركة أشقائها وصديقاتها في صنع الكعك خلال هذا التجمع المميز، مشيرة إلى أن الأجواء تفيض بالسعادة والبهجة، حيث الجميع يضحك، يغني، ويتعلم من الأكبر سنًا أسرار صناعة الكعك، في مشهد يعكس دفء اللمة وجمال الأجواء الاحتفالية. وتقول شروق محمود إحدى السيدات المشاركات، إن تجمعنا يعد إحياء للتراث ويوجد الكثير من الأطفال والجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن عادة صنع الكعك في المنزل لذلك يشارك في اليوم العديد من الأطفال والفئات العمرية المختلفة ليتشارك الجميع مع بعضهم البعض في أجواء سعيدة وممتعة. وقالت هدى أحمد، أشعر بفرحة عارمة بالمشاركة في عمل كعك العيد مع أشقائي وصديقاتي تجمع كرنفالي رائع، المشاهد التي كنا نراها في أفلام الأبيض والأسود أعدنا إنتاجها من جديد، وصنعنا فرحة لا مثيل لها، وأدخلنا العيد على أنفسنا وعلى أحبابنا بشكل حقيقي، وهو تجمع يقوم على المحبة، والترابط والتراحم، حيث يتواجد المسيحي بجانب المسلم، والغني والفقير، والسيدات والرجال، أشعر أن مصر كلها في هذا الشارع، تجلس على هذا الرصيف معنا، بكل فئاته وطبقاتها وأديانها.