في حضرتك.. كل ليلة ليلة القدر خير من ألف شهر، وأذكرك فيطمئن قلبى بذكرك، وتجعل لى مخرجا وترزقنى من حيث لا احتسب.. في حضرتك.. آتيك مستغيثا من بحر لجى ظلمات بعضها فوق بعض، فأجد نورك يضيء هذا الكون، كأنه كوكب دري.. ويؤنس وحشتى قولك سبحانك تعالى: «يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة».. في حضرتك.. أدعوك ألا تحملنى ما لا طاقة لى به وتعفو عنى وتغفر لى وترحمني، وأن أكون مطمئنا بحفظك ورعايتك، كما حفظت يونس فى بطن الحوت، وجعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم، واعتنيت بإسماعيل وأمه بوادٍ غير ذى زرع.. في حضرتك.. يا مؤنس كل وحيد، قريب غير بعيد، لن يضرنى شيء إلا ما كتبته لي، ولن ينفعنى شيء إلا ما كتبته لي.. في حضرتك.. أشرقت الأرض بنورك، نور الأنوار، نور على نور، تشرح صدرى وتزيل همى فأكون على نور منك، وتجعل لى نورا أمشى به بين الناس، يخرجنى من الظلمات إلى النور، إلى نورك، قلبى يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار، أنت الضياء وما سواك عتمة (وأشرقت الأرض بنور ربها) يوم التجلى الأعظم.. سأل أبو ذر الغفاري، رسول الله «صلى الله عليه وسلم» هل رأيت ربك؟ قال: «نور أنى أراه» أو «رأيت نورا «.. أعوذ بنور وجهك، هذا قلبى بين يديك يكاد يرى حجاب النور.. والله من وراء القصد..