المنطقة ملتهبة، وبرميل البارود يكاد ينفجر فى وجه الجميع فى أى لحظة. إسرائيل عادت إلى قتل أطفال وشيوخ غزة، وتضرب سوريا ولبنان كل يوم بالطائرات والصواريخ. أمريكا تضرب اليمن بالقنابل والصواريخ، وتهدد إيران بحرب إبادة. الحرب فى السودان مشتعلة. كل هذه الحروب والمخاطر التى تحيط بالإقليم تتطلب من مصر اليقظة، والتعامل بصبر وحكمة وذكاء مع من يشعلون الحروب ويرغبون فى جر الجميع إلى نقطة الخطر. التاريخ يشهد، وعلى مدار آلاف السنين، أن الدولة المصرية لم تعتدِ يومًا على أحد، وأن كل الحروب التى خاضتها كانت دفاعًا عن نفسها وأرضها، وبمجرد أن تستعيد حقوقها تتوقف عن الحرب. التاريخ هو من روى ذلك. المطلوب فى هذه المرحلة الحرجة من الشعب العظيم والجيش الوطنى هو اليقظة ثم اليقظة، لأن العدو ما زال يحاول إشعال المنطقة، ومصر لا ترغب فى ذلك. ولكن، الجميع يعلم أنه إذا فُرضت علينا أوضاع معينة، فستجد أكثر من 100 مليون مصرى قد تحولوا فى لحظات إلى جنود يدافعون عن تراب الوطن. رغم كل هذه الظروف، تواصل الدولة المصرية مشروعات البناء والتنمية لاستكمال خطط تحسين حياة المواطن. الشعوب العظيمة، مثل الشعب المصرى، تعرف جيدًا قيمة الدولة، وتدرك ما يفعله القائد للحفاظ عليها، ولذلك تجد شعب مصر يقف بكل قوة خلف القائد والجيش العظيم لعبور الصعاب ومواجهة التحديات بكل صلابة. ستنتهى الحروب يومًا ما، وسيعرف الجميع حينها ماذا فعلت مصر وقائدها للحفاظ على الدولة المصرية، وماذا قدمت مصر للدول العربية التى تعيش الآن فى حروب وصراعات، من أجل الحفاظ على مكونات الدولة الوطنية. العالم يتغير بسرعة، والدول المستقرة فقط هى من ستنجو من مخططات الأعداء. دعونا نتعامل مع المتغيرات بكل حكمة وذكاء وصمود، لأننا سنجنى فى النهاية ثمار الصمود والوحدة والقدرة على تفكيك مخططات الأعداء. حفظ الله مصر وقائدها وشعبها وجيشها العظيم. وتحيا مصر.