من الخصال الطيبة التى يتحلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، ارتباطه الشديد بالمواطن المصرى، واستشعاره لهمومه وأحلامه وتطلعاته، ومتابعاته الدقيقة لنبض الشارع المصرى، وفى المرات الكثيرة التى يخرج فيها عن أى نص مكتوب فى احتفالية ما إنما يكون لإيصال رسائله، لتخرج من القلب إلى القلب، وفى هذا الإطار لم أستغرب رؤية الرئيس التى أعلنها مؤخرًا عن بعض الأعمال الدرامية التى لا تمثل جوهر وحقيقة المجتمع المصرى الحقيقى، الرئيس عندما قال ذلك إنما كان يتحدث بقلب وعقل الغالبية العظمى من المصريين الذين رأوا فى بعض الأعمال -وأكرر بعض الأعمال- الدرامية تشويهًا للشخصية المصرية، فليست هذه هى لغة ولا مفردات ولا أخلاقيات أولاد البلد، ولا سكان المناطق الشعبية، لسنا مجتمعًا الصوت الأعلى فيه للبلطجة، ولسنا مجتمعًا تروج فيه الرذيلة والخيانة وتشيع فيه، كما رأينا فى بعض المسلسلات. لسنا مجتمعًا ملائكيًا، ولكننا أيضًا لسنا هذا المجتمع الدميم القمىء، والمشوه أخلاقيًا الذى نراه على الشاشة أحيانًا، هناك آفة تتمثل فى استسهال تنفيذ الأعمال الدرامية باستدعاء شخصية نمطية أرشيفية عن أولاد البلد.. للأمانة شهد هذا الموسم الرمضانى العديد من الأعمال الدرامية الجادة، من حيث القصة ومن حيث التنفيذ، وفى نفس الوقت كانت هناك تلك الأعمال عالية الإنتاج، من حيث الاستعانة بأسماء لامعة، ولكنها للاسف تروج للعنف، وللقيم غير الأخلاقية، التى قد لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات، ولكن لا يجب أن يعلو صوتها، ويكون لها الغلبة، بعض المسلسلات تروج للقيم السلبية وأنها هى الطريق إلى المال والجاه والعز والنساء. قرار رئيس الوزراء بتشكيل لجنة من المجلس الأعلى للإعلام لضبط الأداء خطوة جيدة، ولكن فى الوقت نفسه لا أريد أن نكون مالكيين أكثر من مالك، فأنا لا أريد المبالغة فى الرقابة على الأعمال الدرامية، لأن النتيجة قد تكون عكسية، المعادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وحققنا المعادلة لسنوات طويلة فى العصر الذهبى للتليفزيون بأعمال درامية ما زلنا نستمتع باستعادتها ليومنا هذا، أعمال ناقشت كل قضايا الصراع الإنسانى ولكن لم نرَ فيها مشهدًا يخدش الحياء ولم نسمع سبابًا أو كلمات نابية كما نرى ونسمع فى مسلسلات اليوم.. أقصد فى بعض المسلسلات .