بعد مرور 25 يوما من أيام وليالى رمضان ومنافسات شهدتها الشاشات بين الأعمال الدرامية والنجوم الذين جسدوا أدوارهم فى 25 مسلسلا تضمنت موضوعات متنوعة، يأتى التقييم والتحليل لهذه الأعمال فى موسم درامى اتسم بأنه الأقل فى عدد الأعمال والأقل أيضا فى الأخطاء والتجاوزات الأخلاقية، والأكبر فى ظهور نجوم جدد فى عالم التمثيل والكتابة والإخراج، ولأن صناعة الدراما التى اعتدنا عليها فى زمن الفن الجميل كانت تهدف في المقام الأول إلى ترسيخ المفاهيم الأصيلة لدى المجتمع فهى أيضا تعتبر مرآة تعكس ثقافة كل مجتمع من خلال قيمة ومستوى الأعمال الفنية التي يقدمها، وفى هذا الموضوع نرصد تحليلا يقدمه الناقد الفنى طارق الشناوى حول الأعمال التى عرضتها الشاشات طوال الشهر الكريم وتختتم أحداثها خلال الأيام القليلة المقبلة. فى البداية يقول الناقد طارق الشناوي إن الكوميديا لم تأخذ وضعها ومكانتها التى تستحق وكانت أضعف من المتوقع لها، فمثلا مسلسل »طلقة حظ« برغم أننى كنت أراهن به على الفنان مصطفى خاطر بأنه يشكل قوة في الكوميديا لما لديه من مفردات مختلفة وبداخله ممثل حقيقى، ولكنه فى هذا العمل لم يضف أى شئ ويعمل بنفس طريقة نجوم »مسرح مصر« وهى الصخب فى الأداء، ولذلك فقد خسر الكثير بهذا العمل، أيضا فى الأعمال الكوميدية نرى مسلسل »بدل الحدوتة 3« لدنيا سمير غانم فكرة لم تكتمل، وربما ضعف باقى الأعمال الكوميدية فى هذا الموسم الدرامي هو ما أفاد دنيا سمير غانم ونفعها فى المقارنة بالقياس بالأعمال الكوميدية الأخرى ففى كل الأحوال هى أفضلهم ولكنها ليست فى أفضل حالاتها الفنية كما كانت مثلا فى مسلسلها «نيللى وشيريهان». وأشاد طارق الشناوى ببطلات مسلسل «زى الشمس» سوسن بدر ودينا الشربيني وريهام عبد الفغور قائلا: إنه برغم تعرض المسلسل لمشاكل عديدة منذ اعتذار المخرجة كاملة آبو ذكرى والتى صورت 10 حلقات فقط منه، فأن الأداء التمثيلى غير تقليدى لبطلاته وتميزن بالحرفية والأداء العالى ومن بينهن سوسن بدر التى قدمت حالة غير عادية وحفرت بصمة واضحة المعالم بدورها، ولا شك أننى أتوقف أيضا أمام دينا الشربينى وريهام عبد الغفور وأحمد مالك وأحمد داود بما لديهم من أداء جيد جدا. وعن مسلسل «زلزال» أشار الناقد طارق الشناوى إلى أنه من الواضح أن الفكر الذى يملكه الكاتب عبد الرحيم كمال ليس هو ما نراه على الشاشة، فالمسسل تقليدي جدا وعبد الرحيم كمال أعماله إبداعية والدراما عنده ليست حدوتة ولكنه صاحب سحر خاص فى الكتابه افتقدناه، ومن الواضح أن محمد رمضان أخذ النص لما يريد هو، كما أن العمل يمثل عودة للفنانة حلا شيحة بعد 12 عاما من الغياب، والابتعاد عن الملعب، ولذلك فكان التوهج والسحر الذى يميز حلا أقل مما نعرفه عنه، وهو أمر طبيعى فقد تضاءل التوهج بسبب الغياب، ولا يعنى ذلك أن تتوقف ولكنه أمر بديهى وستعود حلا لكامل لياقتها شيئا فشيئا، ويكفى أنها كسرت الحاجز وعادت. أما عن مسلسل «قابيل» لمحمد ممدوح فأكد الشناوى أنه خطوة تحسب للمخرج كريم الشناوى صاحب التفاصيل الإخراجية الواضحة والإضافات التى استفاد بها الممثلون فى العمل ومنهم محمد ممدوح فبرغم الهجوم الكاسح الذى يتعرض له من الطبيعى أن يقوم الممثل بعمل تدريبات ولا يكتفى بأن الله أعطاه نجومية. حنان مطاوع فى لمس أكتاف واختار الشناوى الفنانة حنان مطاوع ليكون هذا العام عاما حنان لتألقها وإبداعها فى مسلسل »لمس أكتاف« قائلا هذه السنة نعتبرها عام لحنان مطاوع فهى ممثلة من الطراز الرفيع أمام ياسر جلال وفتحى عبد الوهاب، جسدت دورها بدرجة طبيعية عالية، وكذلك إنجى المقدم فى مسلسل »ولد الغلابة«، فبرغم أن اسمها على التترات رقم 5 مثلا، فإنها أثبتت أن الممثل بحضوره يتجاوز شكل التتر ويستطيع أن يضيف الكثير للشخصية التى يجسدها، فقد عايشت إنجى الشخصية وأضافت للدور إحساسا ومساحات من الإبداع. واختتم الشناوى كلامه بتأكيد علي أن فكرة ورش الدراما لا تعد سببا فى ضعف العمل الدرامى، ففكرة الورشة موجودة فى العالم كله، ويمكن أن تقدم الورش أعمالا عظيمة كالكاتب المنفرد، ويمكن أيضا أن تقدم أعمالا رديئة كالكاتب المنفرد، مشيرا إلى أن العيب ليس فى الورش الدرامية، ولكن العيب فى التسرع فى الكتابة والاستسهال وعدم وجود خيال عند الكتاب للخروج عن الحالة التقليدية فلدينا مشكلة فى الكتاب والخيال أسمه »فقر فى خيال كتاب الدراما«، برغم أن الواقع فى مصر واقع خصب جدا ويمكنه أن يحرك خيال عشرات الكتاب لو أرادوا هم ذلك. وعن تقرير المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والذى أشار إلى أن الدراما أفضل فى هذا العام عن العام الماضى أشار إلى أن المجلس يعنى الأفضل للإعلام بمعنى التجاوزات، فالتجاوزات أقل من الأعوام الماضية، وهم يقصدون الأمور التى تدخل تحت مظلة الأخلاق، والالتزام الأخلاقى والأكواد التى يضعها المجلس كمعايير للدراما. عن تنبئه للقادم لنجوم هذا الموسم قال طارق الشناوى: النضج الذى وصلت اليه وحنان مطاوع يشير إلى أنه آن الأوان للبطولة المطلقة، وكذلك إنجى المقدم، ولا أعنى أن ما يقدمانه أقل من ذلك، ولكن البطولة المطلقة تعنى القدرة على الجذب وهما تملكان القدرة على جذب المشاهد ومن حقهما الحصول على البطولة المطلقة.