أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مذكرة رئاسية أعلن فيها إلغاء التصاريح الأمنية للرئيس السابق جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وعدد من خصومه السياسيين، في تصعيد جديد للتوتر السياسي بعد أشهر قليلة من توليه السلطة في يناير 2025. قائمة الإلغاءات تطال خصوم ترامب البارزين كشفت صحيفة ذا جارديان البريطانية أن قرار إلغاء التصاريح الأمنية يشمل شخصيات بارزة، منها وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن، والنائبة السابقة ليز تشيني، والنائب السابق آدم كينزينجر، والمدعية العامة لنيويورك ليتيشيا جيمس التي قادت محاكمة ترامب بتهمة الاحتيال، بالإضافة إلى عائلة بايدن بأكملها. وصرح ترامب في المذكرة: "لقد توصلت إلى أنه لم يعد من المصلحة الوطنية أن يتمكن هؤلاء الأفراد من الوصول إلى المعلومات السرية"، مضيفاً أنه سيوجه "جميع رؤساء الإدارات والوكالات التنفيذية بإلغاء حق الدخول غير المصحوب إلى المنشآت الحكومية الأمريكية الآمنة من هؤلاء الأفراد". سلسلة إجراءات انتقامية يأتي قرار ترامب في إطار سلسلة إجراءات انتقامية ضد خصومه، حيث كان بايدن قد منع ترامب سابقاً من الوصول إلى الوثائق السرية في عام 2021، معللاً ذلك ب "سلوكه غير المستقر". كما أعلن ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع سحب حماية الخدمة السرية من أبناء بايدن، هانتر وآشلي، "بأثر فوري"، بعد مزاعم تتعلق بتكليف عدد كبير من العملاء لحمايتهم. توسيع نطاق الاستهداف السياسي يبدو أن إلغاء التصاريح الأمنية يرتبط بقائمة منتقاة من أعداء الرئيس السياسيين، إذ تشمل القائمة أيضاً المدعي العام لمانهاتن ألفين براج، وخبيرة السياسة الخارجية فيونا هيل التي شهدت ضد ترامب خلال محاكمة عزله الأولى، والمقدم ألكسندر فيندمان الذي شهد أيضاً في جلسات الاستماع، والمحامي نورمان آيزن الذي أشرف على تلك المحاكمة. ويتضمن القرار أيضاً الجمهوريين ليز تشيني وآدام كينزينجر، اللذين خدما في اللجنة التي حققت في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير. وأكد ترامب أن حظر المعلومات "يشمل تلقي الإحاطات السرية والوصول إلى المعلومات السرية التي يحتفظ بها أي عضو في مجتمع الاستخبارات". دور الاستخبارات في تنفيذ القرارات في سياق متصل، كشفت الصحيفة البريطانية أن مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها ألغت تصاريح ومنعت العديد من الأشخاص المذكورين في مذكرة ترامب، إضافة إلى "51 موقعًا على رسالة التضليل المعلوماتي الخاصة بهانتر بايدن" - في إشارة إلى مسؤولين سابقين في وكالات الاستخبارات الذين زعموا أن الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن، الذي اكتشف قبل انتخابات 2020، كان حملة تضليل روسية. تداعيات سياسية وسط تراجع شعبية الديمقراطيين تزامن هذا القرار مع تقارير لشبكة أن بي سي نيوز تفيد بأن الرئيس السابق بايدن وزوجته جيل قد تطوعا للمساعدة في جمع التبرعات وإعادة بناء الحزب الديمقراطي بعد الهزيمة القاسية لهاريس في نوفمبر الماضي. ووفقاً للشبكة، قدم بايدن هذا العرض الشهر الماضي عند لقائه برئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية الجديد، كين مارتن، لكن لم يتم تبني العرض بعد. وكشف استطلاع للرأي أجرته أن بي سي نيوز ونُشر مؤخراً أن شعبية الحزب الديمقراطي انخفضت إلى مستوى قياسي منخفض، حيث قال 27% فقط من الناخبين المسجلين إنهم يحملون آراء إيجابية عن الحزب. وعندما سُئل ترامب عن احتمال عودة بايدن إلى الساحة السياسية، رد بقوله: "آمل ذلك". خرق للتقاليد السياسية الأمريكية يشكل هذا القرار خرقاً للتقاليد السياسية الأمريكية المستمرة منذ عقود، والتي تقضي بالسماح للرؤساء السابقين بالحصول على إحاطات استخباراتية حتى بعد مغادرتهم منصبهم، كمجاملة وتقديراً لخبرتهم ودورهم السابق.