فى تهديد خطير للهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله، قصف جيش الاحتلال أمس بنيران المدفعية والغارات الجوية مناطق فى جنوبلبنان ردا على إطلاق عدة صواريخ عبر الحدود وهدد وزير الدفاع الإسرائيلى بأنه سيطبق سياسة «بيروت مقابل المطلة» فى حين حذر رئيس الحكومة اللبنانية من مخاطر حرب جديدة. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، إن جيش الاحتلال قصف بلدات الخيام وحولا ومركبا وكفر كلا وقرى قضاء النبطية، فى جنوب البلاد. واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مناطق فى مرتفعات «إقليم التفاح» ومرتفعات «جبل الريحان» وأدت الغارات على منزل فى بلدة تولين إلى استشهاد امرأة وطفلة وإصابة ما لا يقل عن 8 أشخاص. اقرأ أيضًا | رئاسة الوزراء الإسرائيلية: نتنياهو وكاتس أصدرا تعليمات للجيش بالتصعيد في لبنان وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه ضرب «عشرات» منصات إطلاق الصواريخ فى جنوبلبنان جاء ذلك بعدما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بضرب عشرات الأهداف فى لبنان ردا على إطلاق صواريخ من لبنان. وهدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بتطبيق سياسة «المطلة مقابل بيروت» وقال إن إسرائيل لن تسمح بتكرار إطلاق النار من لبنان على البلدات الإسرائيلية فى الجليل. وأكد أن الحكومة وعدت بتوفير الأمن لبلدات الجليل وهذا ما سيحدث بالضبط، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية تتحمل مسئولية أى إطلاق نار من أراضيها. وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلى إيال زامير جلسة تقييم أمنى وأكد أن الجيش سيرد بشدة. كانت إذاعة جيش الاحتلال قد أعلنت إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، تم اعتراض ثلاثة منها وسقط اثنان فى الأراضى اللبنانية وقالت إن إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر ويشكل انتهاكا خطيرا من حزب الله. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى سماع دوى انفجارات فى منطقة المطلة على الحدود مع لبنان بعد دوى صفارات الإنذار فيها مرتين. ومن جهته نفى حزب الله مسئوليته عن إطلاق الصواريخ، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرات إسرائيلية حلقت فوق جنوبلبنان وأن صواريخ اعتراضية انفجرت فوق هذه المنطقة. وواصل الجيش اللبنانى اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع فى الجنوب وأجرى عمليات مسح وتفتيش عثر خلالها على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع فى المنطقة الواقعة شمال نهر الليطانى وقام بتفكيكها. واتخذت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل» جنوب الليطانى تدابير وقائية تحسبا لأى قصف أو تصعيد إسرائيلي. وأعربت اليونيفيل عن قلقها من «تصعيد محتمل للعنف» وحثت جميع الأطراف على «تجنب تقويض التقدم المحرز، خصوصا عندما تكون حياة مدنيين والاستقرار الهش على المحك» وقالت إن «أى تصعيد إضافى قد تكون له تداعيات وخيمة على المنطقة». من جانبه، أدان الرئيس اللبنانى جوزيف عون محاولات استدراج بلاده مجددًا إلى دوامة العنف، وقال «ما حدث اليوم فى الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضربًا لمشروع إنقاذه الذى أجمع عليه اللبنانيون». ودعا عون كل القوى المعنية فى الجنوباللبناني، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار فى نوفمبر 2024، والجيش إلى متابعة ما يحدث بجدية قصوى لتلافى أى تداعيات، وضبط أى خرق او تسيّب يمكن أن يهدد الوطن فى هذه الظروف الدقيقة. كما طالب قائد الجيش باتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين. وحذر رئيس الوزراء نواف سلام، من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين. وأجرى سلام اتصالاً بوزير الدفاع اللواء ميشال منسى، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة مؤكدا على أن «الدولة وحدها هى من يمتلك قرار الحرب والسلم». كما أجرى سلام اتصالاً بالممثلة الشخصية للسكرتير العام للأمم المتحدة فى لبنان جانين بلاسخارت، وطالب المنظمة الأممية بمضاعفة الضغط الدولى على إسرائيل للانسحاب من الأراضى اللبنانيةالمحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولى 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذى أقرته الحكومة السابقة فى نوفمبر الماضي، ويلتزم به لبنان. ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر بوساطة أمريكية، لا تزال إسرائيل أيضا تشن غارات على مناطق عدة فى جنوبلبنان وشرقه.