الدم الفلسطينى كان هو الثمن المدفوع لعودة الإرهابى «بن غفير»، لحكومة مجرم الحرب نتنياهو، أرواح أطفال فلسطين الذين استشهدوا بالمئات مع عودة إسرائيل لحرب الإبادة كانت شرط إتمام صفقة شياطين الإرهاب الصهيونى للبقاء فى الحكم. لم يكن فى الأمر مفاجأة.. فالإرهابى بن غفير استقال وهو يدرك جيدا أنه سيعود بعد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، ونتنياهو -من البداية- لم يكن لديه أى نية لاستكمال تنفيذ الاتفاق ولهذا بقى «سيموتريتش» فى الحكومة ولم يقدم استقالته بينما خرج بن غفير فى مناورة مكشوفة، وهو متفق على العودة للحكومة ليؤدى دوره فى تأكيد سطوة اليمين المتطرف الذى يسعى الآن ليس فقط للبقاء فى الحكم، إنما للسيطرة الكاملة على كل مؤسسات الدولة وفرض هيمنته على القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية التى يخوض ضدها معركة فاصلة تنقسم فيها إسرائيل كما لم تنقسم على نفسها من قبل! عندما استقال «بن غفير»، تعهد بأن تظل أصوات حزبه «6 أصوات»، إلى جانب الحكومة حتى نهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة فقط، وهو ما ضمن بقاء الحكومة حتى الآن. الوضع- بعد ذلك- كان يهدد بإسقاط الحكومة فى التصويت على الميزانية الذى لابد أن يتم قبل نهاية الشهر. عودة «بن غفير»، تؤمن نتنياهو تماما دون حاجة لما تعرضه المعارضة من استعداد لتأمينه إذا نفذ باقى الاتفاق على الهدنة وأنهى الحرب وأغلق ملف تبادل الأسرى. والأهم «بالنسبة لنتنياهو» أنه سيخوض معاركه بكامل قوة اليمين المتطرف.. سواء فى معاركه الداخلية للهيمنة على القضاء والمؤسسات الأمنية المستقلة، أو فى معاركه الخارجية باستمرار الحرب فى غزة والتوجه لتوسيعها فى الضفة. كان استئناف الحرب شرط عودة بن غفير، لكنه لم يكن الشرط الوحيد. لذا وجب الانتباه لأنه -لأسباب عديدة- يتصور أنه أصبح أقوى، فى معادلة الحكم»!!.. الشرطان الآخران ل بن غفير هما: استمرار حرب التجويع على سكان غزة بمنع دخول الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء ثم الأخطر وهو اتخاذ إجراءات عملية سريعة لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة «!!».. ولا حاجة هنا لأدلة إضافية على أن «التهجير القسرى»، سيظل عقيدة أساسية لدى الكيان الصهيوني.. فحتى قبل استئناف حرب الإبادة، كان هناك قرار بإنشاء إدارة فى جيش الاحتلال من أجل «تسهيل»، هجرة الفلسطينيين ومخططات لطرق بحرية وجوية وبرية لخروجهم من غزة. ولاحقا الضفة الغربية!! واتصالات «تشارك فيها الولاياتالمتحدة» من أجل إيجاد دول تقبل استقبال ضحايا مؤامرة التهجير. كان آخرها رفض السودان والصومال القاطع.. ليصبح الحديث عن كيان انفصالى هو «أرض الصومال» لا يعترف به أحد. المهم أن يبقى حديث التهجير، وأن تستمر المؤامرة! يقول «بن غفير»، لأنصاره: عدنا.. وبقوة، وسيتصرف وفقا لذلك. يعرف أنه لن يخسر شيئا لو سقطت الحكومة، لأنه -وفقا للاستطلاعات- سيضاعف مقاعده فى البرلمان على الأقل فى أى انتخابات قادمة. ويعرف أن نتنياهو «المأزوم»، يحتاج لمساندته. لكن الأخطر من كل ذلك أنه يدرك جيدا أن سياساته المتطرفة «ومعه سيموتريتش»، هى الأقرب إلى الموقف الأمريكى فى ظل إدارة ترامب التى رفعت الحظر عن زميله وزير المالية سيموتريتش واستقبلته قبل أيام بحفاوة كبيرة!! والتى سبقت الجميع حين طرحت علنا مقترحها الخائب بتهجير أهل غزة لتحويلها إلى «ريفيرا الشرق» والتى تنقلب على اتفاق «هدنة غزة» الذى اعتبرته -قبل ذلك- إنجازا كبيرا لها، والتى تبارك استئناف إسرائيل لحرب الإبادة على غزة، بدلا من التعامل الجاد مع خطة الإعمار العربية التى تفتح الباب لسلام حقيقى لن يتحقق إلا مع دولة فلسطينية مستقلة تكون غزة جزءا منها وتكون القدس عاصمتها ورمز هويتها العربية. المخاطر كبيرة، وإيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية هو المهمة العاجلة. وليس مطلوبا إلا التحرك العربى الجاد والمسئول استنادا إلى قرارات القمة العربية الأخيرة، لكى يدرك العالم أن الصمت على جرائم إسرائيل لن يجدي، وأن المخاطر هائلة، وأن غطرسة القوة «مهما كان مصدرها» نهايتها هى الهزيمة، ومصيرها هو مصير كل احتلال عنصري، وكل قوة باغية تظن أنها قادرة على أن تظل للأبد، خارج القانون وفوق الحساب العسير. نعرف ما يريده نتنياهو، وما يسعى إليه بن غفير وكل زعماء عصابات اليمين الصهيونى.. المطلوب الآن هو التحرك العربى لنعرف بدقة ماذا تريد أمريكا!