سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ألون بن مئير أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك والزميل بمعهد السياسة الدولية ل«أخبار اليوم»: مصر أقوى دولة عربية عسكرياً ..والسلام معها «فرمل» عجلة الحروب الإسرائيلية - العربية
يرى البروفيسور ألون بن مئير أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك والزميل بمعهد السياسة الدولية أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ستصمد رغم كل التوترات الإقليمية، وبصفته مختص بسياسات الشرق الأوسط، وكونه أحد أشد المتحمسين لمبادرة السلام العربية ومن خصوم اليمين الإسرائيلى المتطرف، يرى بن مئير أن السلام ممكن شريطة توافر الظروف المواتية والتى تحدث عنها وعن أمور أخرى فى هذا الحوار: اقرأ أيضًا| المحكمة العليا في إسرائيل تجمد قرار إقالة رئيس الشاباك.. و«نتنياهو» يعترض كيف تُفسر استمرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل 46 عامًا؟ - لأنها خدمت المصالح الوطنية لكلا البلدين وهو ما يدفعنى للاعتقاد بأنها ستستمر رغم الاضطرابات الإقليمية الدورية. وقد ساهمت عدة عوامل فى استمرارها منها: مصالح الأمن القومى المُتبادلة، حيث أدرك الطرفان أن استمرار الأعمال العدائية بينهما يقوض مصالحهما الوطنية، ويتسبب فى استمرار عدم الاستقرار الإقليمى. وأن السلام سيمنع أى احتمال لحرب عربية - إسرائيلية، لأن مصر كانت ولا تزال أقوى دولة عربية عسكرياً، وبدونها، لما بدأت الدول العربية حرباً مع إسرائيل. وقد دعمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة الاتفاقية وقدمت للبلدين مساعداتٍ مالية وعسكرية سمحت لهما بتنمية مصلحة راسخة فى استمرار السلام. وقد حظيت المعاهدة باعتراف ودعم دولى واسع النطاق، مما ساعد على الحفاظ على شرعيتها. كما أن آلية التعامل مع التحديات الأمنية فى سيناء التى وفرتها المعاهدة حافظت على السلام. وأخيرًا يمكن القول بأن مرونة الاتفاقية تؤكد أساسها المتين والتزام الجانبين باستمرارها. هل تهدد الأحداث الجارية استمرار السلام؟ وما الذى يجب فعله لاستدامته؟ - لا أعتقد أن الأحداث الجارية تهدد السلام الإسرائيلى المصرى الذى سيظل قائماً رغم التوترات العرضية بين البلدين، وتضارب وجهات النظر بشأن وقف إطلاق النار والسيطرة على معبر رفح. لأن أهمية السلام لكلا البلدين تفوق التوتر المحدود نسبيًا. ورغم تبنى إسرائيل مقترح السيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين التى تعارضها مصر إلا أن اختلاف مواقفهما لن يؤثر على الأساس القوى لمعاهدة السلام. كيف أثّر السلام المصرى- الإسرائيلى على استقرار وأمن المنطقة؟ - كان للسلام المصرى- الإسرائيلى، وسيظل، تأثيراً إيجابياً على الاستقرار الإقليمى. فبدايةً، منع أى حرب بين إسرائيل والدول العربية. وفتح الباب أمام السلام الإسرائيلى- الأردنى، ثم اتفاقيات إبراهيم. وأؤكد أنه لولا السلام المصرى - الإسرائيلى، لما تحقق أى سلام بين إسرائيل والدول العربية. إجمالًا. وهل يُعدّ السلام بين مصر وإسرائيل نموذجًا ناجحًا؟ - لا شك أن السلام المصرى- الإسرائيلى يُقدّم نموذجًا ناجحًا يمكن لدول أخرى أن تحذو حذوه. وفى الواقع، حذت 5 دول عربية أخرى حذوه بالفعل. ومن الجدير بالذكر أن مصر، كونها أكبر دولة عربية وأكثرها نفوذًا تشجع الدول الأخرى على الاقتداء بها. هل يمكن تكرار اتفاقية السلام التاريخية مع الفلسطينيين؟ وكيف يمكن خلق الظروف المُواتية لذلك؟ - لطالما آمنتُ وأصررت على أنه لا خيار أمام إسرائيل والفلسطينيين سوى السلام القائم على حل الدولتين. ولتحقيق ذلك سيكون من الضرورى: 1- إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس، 2- تحديد مستقبل غزة بدقة، 3- إنشاء سلطة فلسطينية موحدة تحكم الضفة الغربيةوغزة، 4- تغيير الحكومة فى إسرائيل بحكومة ملتزمة بالسلام القائم على حل الدولتين، 5- التدخل الأمريكى المباشر باستخدام الضغط والتحريض لإقناع الطرفين بالموافقة على اتفاق يتطلب تنازلاتٍ كبيرة منهما. ولا شك أن هذا سيستغرق سنوات عديدة قبل أن يُثمر. وما تقييمك لجهود مصر للحفاظ على السلام وتطبيقه بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ - أعتقد أن مصر والسعودية، بهذا الترتيب، لهما رأى فى آفاق السلام الإسرائيلى - الفلسطينى، ولديهما أيضًا الموارد والقدرة على استدامته. وبمجرد انتهاء الحرب سيلعب كلا البلدين دورًا حيويًا فى صياغة سلام إسرائيلى - فلسطينى، وإن كان ذلك قد يستغرق سنوات ليحدث. ما تقييمكم لاتفاقيات إبراهيم؟ - التقييم يتطلب دراسة تأثيرها على العلاقات الإقليمية، والتنمية الاقتصادية، والمرونة التى أظهرتها فى مواجهة الاضطرابات الإقليمية، لكن تتعدد مظاهر نجاحها، منها: تعزيز العلاقات الاقتصادية و التنسيق الأمنى مع الدول المعنية. وهى استثمار طويل الأجل فى السلام، حيث تُتيح التبادل الثقافى والتكامل الإقليمى. وقد عززت الولاياتالمتحدة هذه الاتفاقيات لأنها تخدم مصالحها وشجعت على الحفاظ عليها كجزء من سياستها الأوسع تجاه الشرق الأوسط. وهل يستطيع الرئيس ترامب تحقيق السلام فى الشرق الأوسط؟ وما الذى يجب فعله لتحقيق ذلك؟ - لا شك أن ترامب قادر على دفع عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية قُدمًا. لكن عليه أولًا أن يتخلى عن فكرته الجنونية بالاستيلاء على غزة. ثانيًا، عليه أن يشترط على إسرائيل إبداء اهتمام حقيقى بالسلام، وإظهار المرونة، وتقديم التنازلات اللازمة. ثالثًا، قد يضطر للانتظار حتى تشكيل حكومة جديدة فى إسرائيل، إذ ستقاوم حكومة نتنياهو تقديم التنازلات اللازمة. أخيرًا، ولزيادة الضغط على إسرائيل، لن يكون هناك أى توسيع إضافى لاتفاق إبراهيم قبل التوصل لحل دائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. والسؤال: هل سيكون ترامب على قدر هذه المهمة الجسيمة؟ يبقى أن نرى.