تشير الأرقام إلى أن ثلثي سكان العالم مصابون بجرثومة المعدة، ووفق تقديرات بعض الأطباء في مصر فإن نسبة إصابة المصريين بهذه الجرثومة تفوق النسب العالمية، وفي شهر رمضان تكثر العزومات والولائم ويلجأ كثيرون لتناول الإفطار والسحور خارج المنزل ما قد يعرض البعض للإصابة بجرثومة المعدة وفي هذا التقرير نلقى الضوء على هذه الجرثومة الخطيرة وتشخيصها وطرق العلاج. ويوضح الدكتور أحمد ماهر، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد وأستاذ باحث مساعد بالمركز القومي للبحوث، أن جرثومة المعدة، هى نوع من البكتيريا الحلزونية التي تصيب بطانة المعدة وتعد من أكثر أنواع العدوى البكتيرية انتشارًا فى العالم، خاصة في الدول النامية مثل مصر، ويمكن أن تسبب هذه الجرثومة العديد من المشاكل الصحية، بدءًا من التهاب المعدة وصولًا إلى القرحة الهضمية، وفى بعض الحالات قد تتطور إلى سرطان المعدة. ◄ نسب الإصابة ويشير إلى أن جرثومة المعدة تنتقل من شخص لآخر عبر عدة طرق، أبرزها الطعام والمياه الملوثة، خاصة الأطعمة غير المطهوة جيدًا أو التى تُحضر فى ظروف غير صحية، كما يمكن أن تنتقل من خلال الاتصال المباشر عبر اللعاب أو مشاركة أدوات الطعام، مما يجعل العدوى شائعة بين أفراد العائلة، بالإضافة إلى ذلك، فإن انتقال البكتيريا عبر لمس الأسطح الملوثة بالبراز ثم تناول الطعام دون غسل اليدين جيدًا يعد أحد الأسباب الرئيسية لنقل العدوى. وينوه استشارى الجهاز الهضمي إلى أنه فى بعض الحالات، لا يشعر المصاب بأي أعراض، ولكن فى حالات أخرى قد تظهر أعراض مثل ألم فى المعدة، خاصة عند الجوع أو خلال الليل، بالإضافة إلى الانتفاخ وكثرة التجشؤ، وقد يعاني المصاب أيضًا من الغثيان أو القىء، فقدان الشهية، نقص الوزن غير المبرر، حرقة المعدة، وارتجاع المرىء، أما فى الحالات الأكثر خطورة، قد تظهر أعراض مثل البراز الداكن أو وجود دم في القىء، مما يدل على النزيف الناتج عن القرحة. ◄ اقرأ أيضًا | قبل رمضان.. طرق فعالة للتقليل من مشاكل الجهاز الهضمي وجرثومة المعدة ◄ التشخيص والعلاج ويتم تشخيص جرثومة المعدة بعدة طرق، من بينها اختبار النفس باليوريا، حيث يتم شرب مادة تحتوى على اليوريا ثم تحليل هواء الزفير، وهو اختبار دقيق وغير جراحى، ويمكن أيضًا إجراء تحليل البراز للكشف عن مستضدات الجرثومة، أو اختبار الأجسام المضادة فى الدم، رغم أنه أقل دقة لأنه قد يُظهر عدوى قديمة وليست نشطة، وفى بعض الحالات التى تعانى من مضاعفات مثل النزيف أو القرحة المزمنة، يتم اللجوء إلى المنظار مع أخذ عينة من بطانة المعدة. ويعتمد العلاج على استخدام المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا، بالإضافة إلى أدوية لتقليل حمض المعدة، مما يساعد فى التخفيف من الأعراض ومنع تطور القرحة، وهناك بروتوكولات علاجية متعددة، منها العلاج الثلاثى الذى يستمر لمدة 10-14 يومًا، ويشمل استخدام مضادين حيويين، بالإضافة إلى مثبط مضخة البروتون، وفى حال فشل العلاج الثلاثى، يتم اللجوء إلى العلاج الرباعى، الذى يتضمن إضافة أنواع أخرى من العلاجات التى يصفها الطبيب. وينصح الطبيب المرضى خلال فترة العلاج بتجنب التدخين والمشروبات الكحولية، والامتناع عن تناول الأطعمة الحارة والدهنية التى قد تهيج المعدة، كما يجب الالتزام بالجرعة الكاملة للمضادات الحيوية حتى نهايتها، حتى لو اختفت الأعراض، لمنع عودة العدوى أو تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. ويشير إلى أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بجرثومة المعدة من خلال تحسين العادات الصحية، مثل غسل اليدين جيدًا بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، وتجنب مشاركة أدوات الطعام والملاعق، كما ينصح بتناول الأطعمة المطهوة جيدًا وتجنب الأطعمة النيئة غير النظيفة، بالإضافة إلى شرب المياه النقية وتجنب مصادر المياه غير الموثوقة. ◄ التغذية المطلوبة ومن جانبها، تقول د. رشا مصطفى حسن، استشارية التغذية العلاجية، إن للتغذية دورًا أساسيًا فى الوقاية من جرثومة المعدة وكذلك فى علاجها وتقليل المضاعفات الناتجة عنها. لذا، يجب أن يعتمد النظام الغذائى لمريض الجرثومة على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، لأنها تعزز مناعة الجسم وقدرته على مقاومة البكتيريا الحلزونية. تشمل الأطعمة المفيدة فى هذه الحالة الفواكه مثل: التفاح، العنب، الرمان، الكيوى، والتوت البرى، وذلك لاحتوائها على مضادات الأكسدة والفيتامينات المهمة لدعم الجهاز المناعى فى مقاومة البكتيريا، كما أن الخضراوات، وخاصة البروكلى والقرنبيط، والخضراوات الورقية، تعد خيارًا صحيًا لأنها غنية بالألياف ومضادات الأكسدة، مع ضرورة تجنب الفلفل الحار. وأيضا تعد الألبان المدعومة بالبروبيوتيك أو البكتيريا النافعة من الخيارات الغذائية المهمة، حيث إنها غنية بالبروتين وتساعد فى تعزيز صحة الجهاز الهضمى، كما أن تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة يساعد فى تقليل الالتهابات لاحتوائها على أوميجا 3، ويُعرف العسل بخصائصه المضادة للبكتيريا والجراثيم، لذا فإن تناوله يوميًا على الريق قد يساهم فى التخلص من جرثومة المعدة.