مع كل ماراثون درامى فى رمضان، يظهر فنان يخرج عن المألوف، ويلفت الأنظار بعمل فنى متكامل (سيناريو، تمثيل، تصوير، وإخراج)، ففى رمضان الماضى حاز مسلسل «الحشاشين» وبطله كريم عبد العزيز هذه المكانة عن جدارة، وخلال النصف الأول من رمضان هذا العام يُعد الفنان أحمد أمين هو الأبرز مع فريق مسلسله «النُص»، الذى عُرض فى 15 حلقة وتلقى إشادات من الجمهور والنقاد لأسلوبه السلس وصورته البصرية الجذابة، واختلافه كُلياً عن الأعمال المعروضة عبر دراما تاريخية كوميدية تجمع بين التشويق والإثارة. تُعيدنا أحداث المسلسل إلى ثلاثينيات القرن الماضى خلال فترة الاحتلال البريطانى لمصر، عبر رحلة «عبد العزيز النُص» النشال الذى تحول لبطل شعبى، ويضم طاقم العمل نخبة من الموهوبين، من بينهم: حمزة العيلى، أسماء أبو اليزيد، صدقى صخر، دنيا سامى، وعبد الرحمن محمد، وقد أضفوا لمسات رائعة على الشخصيات التى يقدمونها، خلاف فريق المبدعين خلف الكاميرا من مدير التصوير ومصممى الملابس ومهندس الديكور الذين نجحوا فى استعادة زمن هذه الفترة بكل ملامحه وبدقة خلت من أخطاء معتادة فى مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية. وما يميز «النُص» ليس فقط الأداء والسيناريو الذى كتبه ثلاثة مؤلفين (شريف عبدالفتاح، عبدالرحمن جاويش، ووجيه صبرى)، بل أيضًا مخرجه حسام على وقدرته على تقديم معالجة بصرية تجسد أجواء القاهرة القديمة. المسلسل الذى انتهى بلافتة كُتب عليها»إلى اللقاء مع النُص التانى» كشف عن توجه فريق العمل لتقديم جزء ثان منه، وهو أمر يستحقه بالفعل، ويترقبه الجمهور الذى تابعه، فيما كانت المفاجأة الثانية بالحلقة الأخيرة فى ظهور الفنان محمد ممدوح الذى يحاول جذب «النص» لتنفيذ عمليات ضد الإنجليز، فى إشارة لدورالحرافيش فى التصدى لسرقة كنوز مصر وتاريخها. «النُص» ليس مجرد مسلسل درامى عادى، بل هو عمل فنى متكامل يمزج قصة مثيرة مستمدة من الواقع (مستوحى من كتاب «مذكرات نشال» للباحث أيمن عثمان)، مع أداء استثنائى من جميع أبطاله، ومعلومات موثقة ترصد مع نهاية كل حلقة مهن انقرضت أو معنى وأصل لكلمات كانت متداولة، أو معلومات مهمة عن زمنه، مما يجعله أحد أبرز الأعمال الدرامية فى موسم رمضان 2025.