دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حفل الإفطار السنوى الذى أقامته القوات المسلحة إلى ضرورة إنتاج دراما إيجابية وهادفة تساهم فى رفع الوعى لدى المشاهدين، مشيرًا إلى أن الدراما يجب أن تكون أداة فعالة فى تحسين مستوى الوعى المجتمعي، وذلك من خلال تقديم مسلسلات تحمل طابع الجدية والمسؤولية. وفى إطار هذا التوجه، أعلن الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن تنظيم مؤتمر موسع بعنوان «مستقبل الدراما فى مصر»، يهدف إلى مناقشة مستقبل صناعة الدراما فى مصر ودور الإعلام فى تعزيز القيم والرسائل الإيجابية التى ينبغى أن تحملها الأعمال الفنية.. كما قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تشكيل لجنة خبراء لتطوير المحتوى الدرامى والإعلامى. اقرأ أيضًا| مدبولى: الحكومة تعمل على إطلاع المواطنين بشكل شفافية على كل التطورات من جانب آخر، أكد المنتج إبراهيم أبو ذكرى، رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب، أن دعوة الرئيس السيسى لتطوير صناعة الدراما جاءت فى توقيت بالغ الأهمية، خصوصًا فى ظل الدور الكبير الذى تلعبه الدراما فى تشكيل الوعى العام وتوجيه رسائل اجتماعية وثقافية مهمة للمشاهدين. وأوضح أبو ذكرى «أن الدراما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هى أداة قوية للتعليم والتوجيه، إذ يمكن من خلالها معالجة قضايا كبيرة مثل التحديات الاجتماعية، والصراعات الثقافية، وتناقضات الحياة اليومية التى قد تواجه الأفراد فى المجتمع. وتابع أبو ذكرى قائلًا إن اتحاد المنتجين العرب، بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، يخطط لإطلاق الدورة الأولى من «مؤتمر الدراما العربية» فى القاهرة فى أبريل القادم، هذا المؤتمر يعتبر خطوة كبيرة نحو جمع كافة الأطراف المعنية بصناعة الدراما فى العالم العربى، من أجل بحث سبل تطوير هذه الصناعة بما يتماشى مع تطلعات المجتمع العربى فى مختلف أنحاء المنطقة.. أما المخرج محمد فاضل، فقد أكد أن صناعة الدراما تمثل قوة مؤثرة وفعالة فى الشارع المصرى والعربى على حد سواء . وأضاف أنه مع التحسين المستمر فى جودة الأعمال الدرامية، يمكن للدراما أن تلعب دورًا أكبر وأعمق فى تعزيز القيم الإنسانية، مثل احترام الآخر والتسامح، ومكافحة الآفات الاجتماعية مثل العنف والإدمان، وتعزيز الثقافة الوطنية والهوية المجتمعية. وفى السياق نفسه، أشار رشاد عبده، الخبير الاقتصادى ورئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إلى أن الرئيس السيسى دائمًا ما يولى اهتمامًا بالغًا لأدق التفاصيل، بما فى ذلك تأثير الدراما على المجتمع المصري، وأوضح عبده أن صناعة الدراما تشكل جزءًا مهمًا من الاقتصاد الوطني، حيث توفر فرص عمل لآلاف الأشخاص فى مختلف التخصصات والمهن، مثل الممثلين والفنيين وكتاب السيناريو والمخرجين وغيرهم ،وأضاف أن صناعة الدراما تعد من الصناعات المساهمة فى دعم الاقتصاد بشكل غير مباشر، حيث يرتبط بها العديد من القطاعات الأخرى مثل الإنتاج والتوزيع والديكور والموسيقى التصويرية، مما يعكس تأثيرها الكبير فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية.. اقرأ أيضًا| توجيهات رئاسية هامة بشأن معايير قبول المستفيدين من مبادرة «الرواد الرقميون» وتابع عبده قائلاً: «كل مسلسل درامى يساهم فى دعم اقتصاد العديد من الأسر، من خلال توفير فرص عمل دائمة أو مؤقتة للعديد من الأشخاص، مما يعكس الأثر المباشر لصناعة الدراما على الحياة اليومية للأفراد»، وأوضح أن الدراما لا تقتصر أهميتها على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا فى التوعية الاقتصادية، حيث يمكن تضمين معلومات اقتصادية قيمة فى الأعمال الفنية لتثقيف الجمهور حول المواضيع الاقتصادية المهمة، مثل التخطيط المالي، إدارة الموارد الشخصية، والوعى بالاستهلاك الرشيد ،وهذا من شأنه تعزيز الثقافة الاقتصادية بين الأفراد. من جانبه، قال المؤلف محمد حلمى هلال إن الدراما أصبحت إحدى الأدوات الفعالة فى يد الدول حول العالم لنقل الرسائل المجتمعية وتوجيه الرأى العام. وأضاف هلال أن الاهتمام من جانب الدولة، ممثلة فى الرئيس السيسي، يعكس إدراكًا عميقًا بأهمية الفن فى التأثير على المجتمع، حيث يمكن للدراما أن تساهم بشكل كبير فى تشكيل وجهات نظر الأفراد حول قضايا هامة . وأضاف هلال أن مصر تمتلك تاريخًا طويلًا وعظيمًا فى صناعة الدراما والفن بشكل عام، مما يجعلها قادرة على تحقيق تطور كبير فى هذا المجال فى المستقبل. اقرأ أيضًا| الرئيس السيسي: الأوضاع ستتحسن بفضل الله والمصريين وفى النهاية، أكد وليد هندي، أستاذ الطب النفسي، أن حديث الرئيس السيسى عن تأثير الدراما الجادة والإيجابية بعيدًا عن مشاهد العنف يعكس رؤيته الواعية للأمور الاجتماعية والنفسية، حيث إن العنف فى المسلسلات قد يكون له تأثيرات سلبية على سلوكيات المشاهدين، خاصة فئة الشباب والأطفال الذين يتأثرون بشكل أكبر بالأحداث والصور التى تعرض أمامهم.