أعربت الصحف العبرية عن وجهات نظر متباينة حيال استئناف الحرب فى القطاع. واتهمت صحيفة هآرتس العبرية فى كاريكاتير اليوم نتنياهو بأن هدفه من وراء استئناف العدوان على غزة هو فقط «تمرير مشروع موازنة العام 2025» فى الكنيست عن طريق استرضاء اليمين المتطرف. وتسقط الحكومة بشكل تلقائى اذا فشلت فى تمرير مشروع الموازنة. واعتبرت الصحيفة فى صدارة عناوينها أن نتنياهو اختار «النجاة سياسيا» على حساب الأسرى. فى المقابل، قالت صحيفة جيروزاليم بوست فى تقرير إن إسرائيل كانت تواجه خيارًا حاسمًا هذه المرة فى غزة: إما شن غزو كامل، أو اللجوء إلى الضربات التدريجية، أو السعى إلى اتفاق تهدئة آخر. فعلى مدار الشهرين الماضيين، كان هناك سرد محدد نسبيًا لما يحدث فى غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة : إما أن تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، مما يقرب الحرب من نهايتها، أو أن الجيش، تحت قيادة قائده الجديد العدواني، اللواء إيال زامير، سيفتح أبواب الجحيم على حماس. ويبدو أن زامير والحكومة اختاروا الذهاب إلى «كل شيء» ضد حماس، ومن ثم تغيير النهج «البطيء»، بحسب وصف الصحيفة، الذى اتبعه الجيش فى غزو القطاع بين أواخر 2023 ومنتصف 2024. والفرق الأكبر حقًا سيكون أن الجيش الإسرائيلى سيعود إلى الحرب فى غزة بطريقة تدريجية، تبدأ بالقصف، مع التهديد بأنه إذا لم تتراجع حماس فى فترة من الأيام أو الأسابيع، فإن الجيش سيبدأ الهجوم بكل قوته. من جهتها نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرا قالت فيه إن الجيش الاسرائيلى قام بشن ضربات جوية محددة فى غزة للضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى، وتفكيك هياكل حكمها، والتنسيق مع جهود الولاياتالمتحدة ضد إيران وتهديدات الحوثيين، على الرغم من المخاطر التى تهدد حياة الإسرائيليين المحتجزين. أما عن أهداف استئناف الحرب فهى إرسال رسالة إلى حماس بأن إسرائيل لا تستهدف جناحها العسكرى فقط الذى كان محور المراحل السابقة من الحرب حتى الهدنة الأخيرة ولكن أيضًا هيكلها الإداري. وقد تجسد ذلك فى القضاء المستهدف على خمسة من كبار المسئولين فى إدارة حماس السياسية والمدنية، مما يعزز الرسالة بأن إسرائيل لا تميز بين القيادة العسكرية والسياسية للجماعة . والأهم من ذلك، كانت إسرائيل تريد تحذير حماس بأنها لن تسمح للجماعة بإعادة بناء بنيتها التحتية. أما الهدف الآخر فكان هو خلق ضغط عسكرى مكثف، منسق مع الولاياتالمتحدة، على جميع العناصر المتبقية من «محور المقاومة» الشيعي، بما فى ذلك الحوثيون فى اليمن، وحماس، وإيران. ويأتى هذا التنسيق جزئيًا من رغبة إدارة الولاياتالمتحدة فى إظهار الفاعلين الإقليميين والدوليين أن تهديد الرئيس دونالد ترامب ب «فتح أبواب الجحيم» لم يكن مجرد خطاب فارغ بل جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض ثمن باهظ على حماس، والحوثيين، وإيران نفسها.