كررت حركة المقاومة حماس التأكيد على أنها تعاملت بمرونة مع مقترحات الوسطاء بشأن الهدنة فى غزة. وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع فى تصريحات صحفية أمس إن «وفد الحركة عاد مجددًا للقاهرة أمس ويتابع مع المسئولين المصريين مستجدات المفاوضات الجارية ومناقشة المقترح المطروح». وتسلمت حماس وإسرائيل الخميس الماضى فى الدوحة مقترح الوسطاء الذى تضمن 4 بنود شكلت إطار عمل للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار. ويشمل المقترح إفراج حماس فى اليوم الأول عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء بينهم عيدان أليكسندر، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال. اقرأ أيضًا | «الأونروا»: افتتحنا 130 مقرًا مؤقتًا بغزة لتعليم نحو 47 ألف طفل يتبع ذلك الشروع فى مفاوضات غير مباشرة خلال 50 يوما للوصول لوقف دائم لإطلاق للنار وتبادل الأسرى. وأكد المقترح على استمرار الإجراءات المتفق عليها فى المرحلة الأولى بشأن دخول المساعدات الإنسانية ووقف العمليات العسكرية. وأضافت المصادر أن حركة حماس طالبت بإجراء تعديلات على المقترح، أبرزها أن يكون جزءا لا يتجزأ من اتفاق 17 يناير وأن يلزم الاحتلال بتطبيق ما تبقى من المرحلة الأولى واستئناف فتح المعابر ودخول المساعدات، والإعمار والانسحاب من محور صلاح الدين/فيلادلفيا. فى المقابل، سلمت إسرائيل ردها بعد إجراء عدد من التعديلات عليه، برفع عدد الأسرى المفرج عنهم إلى 11 أسيرا حيا، و16 جثة لأسرى إسرائيليين. وعرضت إسرائيل الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد و1110 من أسرى قطاع غزة و160 جثمانا لشهداء فلسطينيين. وقلصت إسرائيل وفق المصادر فترة التفاوض غير المباشر ل40 يوما، وربطت التعديلات الإسرائيلية أيضا بدء مفاوضات وقف دائم لإطلاق النار بتسلمها دلائل حياة عن باقى الأسرى الإسرائيليين. فى الأثناء، كشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن نتنياهو ووزير الشئون الإستراتيجية رون ديرمر عملا على عرقلة جهود واشنطن للتوصل إلى صفقة جديدة مع حماس. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى قوله إن الدائرة المقربة من نتنياهو شنت «حملة جنونية» لمنع نجاح الولاياتالمتحدة فى إطلاق سراح الأسرى. كما دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى المشاركة فى مظاهرات تحت شعار «نريد الرهائن الآن دفعة واحدة». وأوضح موقع والا العبرى أن الاتصالات بين آدم بولر وحماس أثارت غضبا كبيرا فى مكتب نتنياهو. وأجرى رون ديرمر المقرب من نتنياهو محادثة صعبة مع بولر احتج خلالها بشدة على تواصله مع حماس. كما نقل الموقع عن مسئول بإدارة الرئيس دونالد ترامب أن سحب ترشيح بولر خطط له قبل أسبوعين لكى يشغل منصب مبعوث رئاسى بصلاحيات أوسع. فى سياق متصل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن حماس تعزز نفوذها وقبضتها فى غزة فى ظل استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، وأكدت أن كل ما قامت به إسرائيل لم يسمح بتدمير مخازن حماس. وقالت الصحيفة إنه بعد مرور أسبوعين على نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإعلان نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح بوقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن كل المحتجزين فى غزة، وصلت المفاوضات من أجل استكمال الاتفاق إلى طريق مسدود. وأشارت إلى أن الوضع -رغم إعلان نتنياهو وقف دخول المساعدات إلى غزة بهدف الضغط على حماس- لم يتغير على الأرض، وزعمت أن حماس استغلت نحو 42 يوما من دخول المساعدات، وأعادت ملء مستودعاتها بالبضائع، وحصلت على إمدادات من الوقود ومختلف السلع تكفيها لمدة 4 أشهر على الأقل. وقالت الصحيفة إن إسرائيل استنفدت وسائل الضغط المتاحة لإجبار حماس على إطلاق سراح المحتجزين، ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن حماس تستغل فترة وقف إطلاق النار للاستعداد للقتال. وأضافت المصادر: «كل يوم تستعد فيه حماس لاستئناف القتال يعادل شهرا من استعداداتنا»، وأشارت إلى أن قبضة حماس على المناطق المدنية تتعزز يوما بعد يوم.