في إطار سياسة "أمريكا أولاً" التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرضت الحكومة الأمريكية هذا الأسبوع تعريفة جمركية بنسبة 25% على الألومنيوم والصلب، وهو ما قد يؤثر على برامج الدفاع والأمن الوطني الأمريكية في المستقبل القريب. اقرأ أيضًا| «الطائرات الحمراء».. كيف تُحاكي البحرية الأمريكية أعداءها الافتراضيين؟ وفي تصريحات لمحللين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، تم تسليط الضوء على تأثير الحرب التجارية مع الحلفاء على إنتاج السفن الحربية والطائرات الأمريكية، مثل المدمرات وحاملات الطائرات والطائرات F-35، وهي المنصات الرئيسية للبحرية الأمريكية وسلاح الجو. بالطبع، اتخذ الحلفاء الأمريكيون خطوات مماثلة وفرضوا تعريفة جمركية ردًا على القرار الأمريكي، حيث فرضت كندا تعريفة جمركية على منتجات أمريكية تقدر بحوالي 20.6 مليار دولار، في حين ستدخل التعريفات الأوروبية حيز التنفيذ في أبريل المقبل بقيمة 28 مليار دولار. اقرأ أيضًا| اليونان تشتري أول طائرات F-35 من الولاياتالمتحدة ووفقًا لإدارة التجارة الدولية الأمريكية، تراجعت صادرات الصلب الأمريكية بنسبة 9.2% منذ عام 2015، وتعتبر كندا والمكسيك وجمهورية الدومينيكان أبرز أسواق الصادرات الأمريكية. الهدف من سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية: وفيما يتعلق بالسياسة الحمائية التي يتبعها ترامب، لا يبدو أن الإدارة الأمريكية ستتراجع عن مسارها الحالي رغم تأثيراتها المتبادلة على الاقتصاد العالمي. في 12 مارس، حاول وزير الخارجية ماركو روبيو تبرير الإجراءات الجديدة، مؤكدًا أن الرئيس يهدف إلى تطوير القدرة المحلية للولايات المتحدة في صناعة المعادن الأساسية مثل الصلب والألومنيوم، مما يهدد الأمن القومي الأمريكي على المدى البعيد إذا استمرت البلاد في استيراد هذه المواد الأساسية. اقرأ أيضًا| إسرائيل تعتزم شراء 25 طائرة مقاتلة أخرى من طراز F-35 من شركة لوكهيد مارتن تأثير التعريفات على صناعة الدفاع الأمريكية: هذا ويُعد الألومنيوم والصلب من المكونات الأساسية في إنتاج المعدات العسكرية الأمريكية. فالهياكل السفينة الحربية من فئة DDG تُصنع من الصلب، في حين تحتوي حاملات الطائرات على أكثر من 50,000 طن من ألواح الصلب، كما تساهم سبائك الألومنيوم في جعل طائرات F-35 أخف وزنًا وأكثر قوة. وأوضحت سينثيا كوك، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كيف ستؤدي التعريفات المتبادلة على المعادن إلى زيادة التكاليف على الشركاء الدفاعيين. وقالت: "إذا كانت المواد القادمة من كندا تدخل في إنتاج أنظمة الدفاع الأمريكية، فإن ذلك سيزيد من التكاليف، سواء في العقود التي تعتمد على التكلفة بالإضافة إلى هامش ربح، أو في العقود ذات الأسعار الثابتة حيث سيتعين على المتعاقدين تحمل التكاليف المتزايدة". التداعيات الاقتصادية والسياسية: من جهته، قال أضاف مارك كانسيان، زميل آخر في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة وحلفائها، التي بدأت ضد الصين، ستضعف التحالفات الغربية، مما يصب في مصلحة كل من روسياوالصين. اقرأ أيضًا| «لوكهيد» تبدأ في تسليم طائرات F-35 المحسنة وقال كانسيان: "على الرغم من أن الحرب التجارية قد لا تؤثر بشكل مباشر على القدرات العسكرية في المدى القريب، إلا أن التوترات الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة وحلفائها تجعل أي تحالف ضد روسياوالصين أضعف."