هى واحدة من أكثر الفنون التراثية التى تحتاج إلى دقة وصبر وإبداع، والتى تألق بها أيمن محمد السعدنى الفنان والمصمم المتخصص فى فن الأركت، والذى بدأ رحلته من منية النصر بمحافظة الدقهلية، ليصل بإبداعه إلى العالمية، ممثلا لمصر فى أكثر من محفل دولي، فعلى الرغم من عدم دراسته للفنون أكاديميًا، حيث كانت دراسته فى الأزهر الشريف، لكنه امتلك شغفًا بالفن منذ الصغر. بدأت رحلته فى المرحلة الثانوية، عندما لفت انتباهه معلمه وهو يحمل ميدالية خشبية منقوشة باسمه، ما أشعل داخله رغبة قوية لاستكشاف هذا الفن. اقرأ أيضًا | الأراجوز يضىء شارع المعز ويتحدث السعدنى عن خطوات تنفيذ قطعة فنية من الأركت، حيث يتم أولا لصق التصميم على الخشب، ثم تخريم الفتحات وتفريغها، وتعشيق الأجزاء معًا باستخدام تقنية «النقر واللسان»، وبعد الصنفرة والتركيب، يتم دهان القطعة بالورنيش الشفاف، مما يمنحها لمسة جمالية رائعة. ويضيف: شاركت فى العديد من المعارض الفنية، لكن لم أحظ بالتوفيق فى البداية لقلة خبرتى فى هذا المجال التنافسي، ومع ذلك، لم أتراجع، بل قررت أن تكون لى بصمة خاصة، فاخترت طريق التدريب، لأصبح معلمًا لهذا الفن، بدلاً من الاكتفاء بممارسته فقط. ومن ثم. مثل مصر فى ثلاث دول آسيوية هى النيبال، كمبوديا، ولاوس، وتم تكريمه كممثل عن العالم العربي. وبعد النجاح الدولي، كان حلمى الأكبر هو تطبيق ما تعلمته فى وطني، حتى التقيت أحمد يسري، مدير إدارة الشباب والعمال بوزارة الثقافة، والذى تبنى فكرتى من خلال مبادرة أهل مصر -شباب حياة كريمة- وأسبوع ثقافي، تحت رعاية وزارة الثقافة. بفضل هذا الدعم، نجحنا فى تدريب الشباب والفتيات فى 12 محافظة مصرية، وكان آخرها فى مثلث حلايب وشلاتين، واليوم أصبح لدينا أكثر من 30 شابًا وفتاة فى أنحاء مصر يمكنهم تنفيذ التصميمات بمفردهم، مما يعزز استدامة هذا الفن واختتم حديثه قائلا: طموحى لم يتوقف عند هذا الحد بل أسعى لإنشاء جمعية لفن الأركت فى مصر، تضم نخبة من كبار الفنانين فى هذا المجال من مصر والعالم العربي، وإتاحة الفرصة للشباب لإثبات مواهبهم.