لا شك أن السرالحقيقى لنجاح مسلسل «قلبى ومفتاحه» والذى تنتهى اليوم حلقاته، وهو من نوعية المسلسلات القصيرة ذات ال 15 حلقة، التى تدعمها المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه يتناول حياة الطبقة المتوسطة والتى اختفت تقريباً من الدراما خلال السنوات الأخيرة، بعد أن تم التركيز على حياة سكان «الكومباوندات» والقصور، الطبقة الفقيرة والعشوائيات وتقديم نماذج البلطجة والعنف، كما أن براعة السيناريو الذى كتبه مخرج العمل تامر محسن بنفسه وبمشاركة مها الوزير، نجح فى رسم شخصيات حقيقية يمكن أن نلتقى بها فى أى مكان وربما تكون قريبة منك، وأضاف لها تصويرها فى أماكن حقيقية بعيداً عن الديكورات والأماكن المصنوعة «شارع اللبيني» بمنطقة فيصل، فنجد شخصية «محمد عزت» -آسر ياسين- شخصية حقيقية جداً، شاب مصرى كآلاف الشباب، تخرج فى الجامعة ليفتتح مشروعه الخاص ويحقق نجاحاً، لكن تأتى جائحة كورونا لتأكل الأخضر واليابس، ليجد نفسه يبحث عن عمل يناسب مؤهله، ولكن يضطر للعمل فى مهن بالحلال لا تتناسب مع قدراته، شاب يحلم بالزواج، ولكن إمكانياته لا تسمح حتى يصل إلى سن الأربعين. «أسعد» أو دياب، رجل شعبى وعصبى جداً ينتمى للطبقة المتوسطة، تاجر ناجح، متدين وفى نفس الوقت يحلل لنفسه أشياء كثيرة حرمها الله، المسبحة لا تفارق يده، يؤدى فرض الصلاة، ولكن بالليل فى الملاهى والكباريهات يشرب الخمور، ويتاجر فى العملة، يحب زوجته ولكنه «مدب» يرى أن الفلوس أهم حاجة، يستخدم ابنه كورقة ضغط على طليقته بعد أن طلقها ثلاث طلقات لتعود إليه عن طريق «المحلل الشرعي» وهى الفكرة الرئيسية التى تنطلق منها أحداث المسلسل. «ميار» أو مى عز الدين، شخصية حقيقية تشبه الكثيرات من السيدات المصريات، والأمهات الصغيرات فى السن اللاتى يضطررن لأن يكملن حياتهن مع أزواج لا يحبونهن من أجل أولادهن، ف «ميار» تعيش صراعاً نفسياً كبيراً بداخلها بين كونها أماً ترفض أن يتم حرمانها من ابنها ومشاعرها كونها امرأة، فهى «لا قادرة تكمل ولا قادرة تمشي». «الأستاذ شناوي» المحامى أو أشرف عبد الباقى رمانة ميزان الأحداث، شخصية هادئة يلجأ إليه الجميع لمساعدتهم بنفسٍ راضية، محمود عزب «عم نصر» العجوز العاشق، الذى يحمل قلب شاب مملوء بالحب، سماء إبراهيم، أم مصرية مشغولة بالبحث عن عروس لابنها الذى تجاوز الأربعين بمواصفاتها، وعايدة رياض «الأرملة» التى تبحث عن الونس العاطفى، حازم سميرنموذج للصديق الحقيقي، وشخصيات أخرى حقيقية تراهم فى أى مكان مثل: «أحمد خالد صالح، أسامة أبو العطا، سارة عبد الرحمن، تقى حسام».